المحايد/ ملفات
رغم تسنمهم لمناصب حكومية ووزارية منذ عام 2003، يرى مسيحو العراق أن "الاضطهاد السياسي ما زال يلاحقهم، وأن الدورات الانتخابية السابقة لم تكن معبراً حقيقياً عن إرادتهم".
ووفق الإحصاءات الرسمية، فإن عدد المسيحيين الحالي في العراق يبلغ نحو 500 ألف نسمة، هاجر قرابة العدد نفسه إلى الخارج بعد مسلسل الحروب والصراعات التي عصفت بالعراق منذ 2003 وإلى اليوم.
وبحسب قانون الانتخابات العراقي الجديد، فإنه ومن مجموع 329 مقعداً خُصصت 9 مقاعد فقط للمكونات.
وجاءت كالاتي: خمسة مقاعد للمسيحيين ومقعد واحد لكل من المكون الأيزيدي والشبكي والصابئي والكردي الفيلي.
لم نر تغييراً
يرى النائب السابق عن المكون المسيحي والمستشار الحالي لرئيس مجلس النواب عماد يوحنا، أن "هناك قرارات حكومية مستمرة بدعم المكون المسيحي واعتباره مكوناً رئيسياً في البلاد، لكن هذه القرارات لا تلقى التطبيقات الصحيحة على أرض الواقع، لذلك فإن الفرد المسيحي مستمر بشعوره بأنه مضطهد وأن الانتخابات لم تأتِ بأي جديد".
ويتابع يوحنا، "هناك قوانين شرعت داخل البرلمان خلال الدورات النيابية السابقة لم يؤخذ بها رأي المكون المسيحي، الأمر الذي انعكس سلباً على تفاعل المسيحيين مع الدورات الانتخابية، لتشير إحصاءات واستبيانات اجرتها المكاتب السياسية بأن هناك نوع من العزوف عن الانتخابات لدى عدد غير قليل من المسيحيين بمختلف مناطق البلاد".
وأشار إلى أن "النظام الديمقراطي الجديد لم ينصف المكون المسيحي، بالشكل الذي أراده المكون من حيث التمثيل في الانتخابات وداخل التحالفات السياسية وصولاً إلى الدوائر الانتخابية".
خشية من القادم
وفي السياق ذاته، قالت باسكال وردا الوزيرة السابقة من المكون المسيحي، أن "هناك خشية لدى المكون المسيحي من أن تكون الدورات الانتخابية المقبلة اسوأ من سابقاتها، من حيث التفاعل مع مطالب المسيحيين واستحصال حقوقهم".
وأضافت وردا "كما إن إهمال الأحزاب السياسية للكفاءات وأصحاب الخبرات من المكون المسيحي في أن يكونوا ضمن المرشحين الأوائل في الانتخابات، أعطى رسائل سلبية بأن الأحزاب والتحالفات السياسية لا تريد سوى أن تكسب أصوات المسيحيين، دون إيلاء أي اهتمام بنتاجهم العلمي والثقافي والمعرفي".
لا أحد يسمعنا
يقول فائق برتو، وهو من المسيحيين الذين يسكنون منطقة العطيفية بجانب الكرخ في العاصمة بغداد، إن "دعايات المرشحين من المكون المسيحي لم تعد ذات أهمية، فنحن نعرف جيداً أن هناك احزاباً وقوى كبرى تتحكم في البلاد، ولا صوت لنا".
ويضيف برتو (56 عاماً)، "منتدياتنا الثقافية وعقاراتنا مستولى عليها من جهات متعددة، طقوسنا وأعيادنا كلها صارت رهن القرار السياسي ورهن الصفقات، لذلك فإن الأمل ضعيف بأن يتغير حالنا بعد انتخابات 2021".
وتشير لمى وائل، وهي موظفة متقاعدة، "كان للمسيحيين حضوراً فاعلاً في مختلف المجالات الصحية والمالية في العراق، كان هناك بحث عن الكفوء لا عن المحاصصة، وهذه لافتات الأطباء والمستشفيات والأبنية الحكومية شاهدة على أن المسيحيين قدموا كل خبراتهم في سبيل العراق، لكن الأحزاب ردت عليهم بالإهمال والاضطهاد وكأنها تعاقبهم على إيمانهم بوحدة البلاد".
وتتابع "انتخابات تشرين المقبل جاءت رغبة من الشباب المحتج، ومنهم الشباب المسيحيين، ونأمل أن تحمل في طياتها تغيير ولو قليلاً، يساهم في تخفيف المعاناة عن العراقيين جميعاً، وأن تكون معبراً حقيقياً عن إرادة الناخبين".
وتختم لمى حديثها مطالبة "برقابة دولة صارمة، لتعرية من تسول نفسه العبث بمستقبل العراقيين".