المحايد/ العراق
عامان دراسيان مرا على العراق في ظل انتشار فايروس كورونا الأمر الذي دعا وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتربية إلى اعتماد نظام التعليم الإلكتروني، لضمان استمرار العملية التعليمية والتربوية في العراق.
ويستعد العراق لاستقبال العام الدراسي الجديد بمراحله الابتدائية والمتوسطة والثانوية إضافة إلى الدراسة الجامعية، حيث من المقرر أن تنطلق الدراسة في مطلع الشهر القادم وفق إجراءات جديدة ستمازج ما بين نظام التعليم الإلكتروني والحضور في الصفوف المدرسية وقاعات المحاضرات الجامعية.
وكانت وزارة التربية قد اعتمدت خلال العامين الدراسيين الماضيين الدرجات التي حصل عليها الطلبة والتلاميذ في الفصل الأول من الدراسة واعتبرتها الدرجة النهائية للنجاح وإنهاء العام الدراسي، الأمر الذي أثار الكثير من الانتقادات لهذا الإجراء الذي اعتمدته الوزارة، كونه يخل برصانة العملية التربوية بحسب المختصين في مجال التربية.
وانتقد أولياء أمور الطلبة الإجراءات التي اتبعتها وزارة التربية بإنهاء العام الدراسي خلال السنتين الماضيين.
يقول المواطن عبد الله أحمد أنه "من غير المعقول أن يتم إنهاء العام الدراسي في منتصفه، وعدم إعطاء فرصة للتلاميذ والطلبة بتحسين مستواهم خلال النصف الثاني من العام الدراسي".
ويضيف أن "الجهات الصحية في العراق لم تتخذ أية اجراءات حقيقية لاغلاق المجمعات التجارية، في حين أنها أغلقت المدارس ودعت إلى اعتماد نظام التعليم الإلكتروني، ما أثّر سلبا على المستوى التعليمي للطلبة والتلاميذ".
أما سميرة حسن وهي أم لطالبين في المرحلة المتوسطة بإحدى المدارس الأهلية فتقول إنها "اضطرت لدفع أجور الدراسة كاملة برغم عدم وجود الدوام الحضوري في الصفوف الدراسية، الأمر الذي أرهق كاهلها ماديا".
التعليم في العراق
وتلفت سميرة إلى أن "المدارس الأهلية عمدت إلى رفع أجور الدراسة بنسة مئة في المئة اعتبارا من العام الدراسي الجديد في محاولة منها لتعويض الخسائر المادية التي تعرضت لها تلك المدارس بسبب انتشار فايروس كورونا".
من جانبه ذكر المتحدث بأسم وزارة التربية حيدر فاروق أن "الوزارة تتجه خلال العام الدراسي الجديد إلى اعتماد الدوام الحضوري في الصفوف الدراسية إضافة إلى الاستمرار بنظام التعليم الإلكتروني"، مضيفا أن الوزارة بصدد وضع الخطط والتعليمات التي سيتم اعتمادها خلال العام الدراسي، والتي سيتم على ضوئها تقسيم أيام الأسبوع ما بين الحضور المباشر في الصفوف الدراسية والتعلم عن بعد من خلال التطبيقات الإلكترونية المعتمدة لدى الوزارة".
وبشأن الإجراءات الصحية والوقائية التي ستعتمدها وزارة التربية في المدارس، يوضح فاروق أن" هذه الاجراءات ستخضع لتقديرات المؤسسات الحكومية الشريكة في تقدير الموقف الوبائي مثل وزارة الصحة ولجنة الصحة والسلامة الوطنية".
ويؤكد أن "وزارة التربية ماضية بتهئية المستلزمات الأساسية لانطلاق العام الدراسي الجديد، وطباعة الكتب المدرسية لتوزعها على الطلبة والتلاميذ".
لا يتلقى طفل من بين كل خمسة أطفال أساساً التعليم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولا يستطيع 63% من الأطفال قراءة وكتابة نص بسيط في سن العاشرة.
وبهدف تلافي الأخطاء التي رافقت العامين الدراسيين الماضيين قدم المركز العراقي لثقافة الطفل أحد منظمات المجتمع المدني مقترحا إلى وزارة التربية يتضمن تطبيق إحدى البرامج الإلكترونية التعليمية في المدارس الابتدائية.
ويقول مدير المركز كاظم عبد الزهرة إن "البرنامج يهدف إلى تعليم الأطفال وفق التقنيات التكنلوجية الحديثة، من خلال محورين أساسيين سيعتمدهما البرنامج يتعلقان بإدارة الصف الإلكتروني من جهة واعتماد الأسلوب التفاعلي في التعليم من جهة أخرى".
دوام الجامعات
في هذه الأثناء، تستعد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لبدء العام الدراسي في الجامعات العراقية.
ويشير المتحدث باسم الوزارة حيدر العبودي إلى أن "التعليمات المتعلقة بدوام الطلبة الجامعيين تقضي بان يكون الدوام الحضوري بالكامل للمراحل المنتهية للدراسات الأولية بالمجموعة الطبية والطب البيطري للعام الدراسي الجديد، إضافة إلى الدوام الحضوري بواقع 3 أيام في الأسبوع بالمراحل غير المنتهية في الدروس الأساسية والعلمية".
ويضيف العبودي، "طلبة التخصصات الهندسية والعلمية سيكون دوامهم حضوريا وبواقع يومين أو ثلاثة أيام أسبوعيا في جميع المراحل كافة وفق حاجة التخصص".
ويتابع، "الدوام في التخصصات الإنسانية سيكون حضوريا للمواد الأساسية في جميع المراحل بواقع يومين أسبوعيا"، مشيراً إلى أن "نظام التعليم الإلكتروني سيُعتمد في الدروس غير الأساسية بالتخصصات والمراحل كافة وفي جميع الكليات الحكومية والأهلية على حد سواء".
وبين العبودي أن "وزارة التعليم ومؤسساتها ملتزمة بقرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية وتوصيات الجهات الصحية ذات العلاقة بشأن دوام الطلاب والهيئات التدريسية، وتوثيق إجراءات التطعيم الرسمية حرصا على بيئة تعليمية وصحية آمنة".
وكانت وزارة الصحة والبيئة العراقية قد حثت العراقيين على أخذ اللقاحات المضادة لفايروس كورونا، فيما وجهت وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتربية كوادرها التعليمية والتدريسية على ضرورة أخذ اللقاحات والالتزام بشروط الوقاية والسلامة التي فرضتها الجهات الصحية للحد من انتشار فايروس كورونا.