المحايد- ملفات
على 14 مقعداً نيابياً، يتنافس 166 مرشحاً في محافظة ديالى شرق العاصمة العراقية بغداد، فيما يحاول الكرد الحفاظ على أصوات ناخبيهم المنتشرين في المناطق المتنازع عليها هناك، من خلال ترشيح خمس نساء، أربع منهن ضمن الدائرة الانتخابية الرابعة.
لكن المكون الكردي الذي ينتشر بكثرة في مناطق (خانقين، جلولاء، مندلي، السعدية، وجبارة)، وغيرها داخل ديالى، يشكو من عزلة أصابته بسبب الصراع بين الأحزاب الكردية والعربية.
كوتا النساء
يقول الناشط السياسي الكردي سيروان عزيز (34 عاماً)، "بعد أحداث أكتوبر عام 2017 حين دخلت القوات الاتحادية إلى المناطق المتنازع عليها، وأجبرت قوات البيشمركة على الانسحاب من محافظة كركوك التي تمثل ثقلاً كردياً كبيراً، وجد الكرد أنفسهم في عزلة مجتمعية، بسبب الصراع الدائر، بين الأحزاب السياسية الكردية والعربية".
"ورغم أن التوتر قلّ بشكل كبير، إلا أن الأحزاب الكردية تحاول دائماً، الدفع باتجاه الحفاظ على أصوات أنصارها، بأساليب وطرق عدة، تصل أحياناً إلى تخويف الكرد من أن هناك حملة أخرى تنتظرهم، إذا ما تم الحفاظ على نفوذهم داخل البرلمان والحكومة"، يضيف عزيز.
ويشير إلى أن "تركيز الأحزاب الكردية على ترشيح النساء في محافظة ديالى، جاء لضمان الحصول على مقعد كوتا النساء، لتفادي ضياع أصوات الكرد المشتتين في المحافظة".
الجدير ذكره، أن الكرد حصلوا على مقعد واحد في انتخابات 2018 وكان من حصة حزب الاتحاد الكردستاني.
من جهتها، تقول سارة سركوت، العاملة في مجال حقوق المرأة لـ"ارفع صوتك"، إن الاعتماد على ترشح النساء فقط من قبل الأحزاب الكردية في محافظة ديالى "يجب ألا يكون لغايات سياسية فقط".
ومن مجموع المرشحات الخمس التي ستعتمد عليها الأحزاب الكردية، لكسب الأصوات خلال الانتخابات المقرر إجراؤها بعد أيام، رشحت أربع منهن في الدائرة الانتخابية الرابعة التي تشمل مركز قضاء خانقين ونواحي جلولاء، وقرة تبة، والسعدية وجبارة، التي تضم ثلاثة مقاعد برلمانية، أحدها مقعد كوتا للنساء.
كما يشارك الاتحاد الوطني الكردستاني بمرشحة واحدة في الانتخابات، تحديداً في الدائرة الانتخابية الرابعة، فيما رشح الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني، اثنتين، إحداهما في الدائرة الرابعة، يليهما الحزب الاشتراكي الكردستاني الذي يشارك بمرشحتين في الرابعة أيضاً.
وتؤكد سروكوت: "يجب دعم المرأة الكردية في جميع المجالات، فهي أيضاً، كانت ولا تزال ضحية المجتمع الذكوري والقسوة، وضحية تقاسم الرجال للوظائف. كما يجب أن تكون المرشحة الفائزة صوتاً للنساء الكرديات اللائي يعانين من إهمال مجتمعي وسياسي كبيرين".
وتضيف أن "قوة الكرد تكمن في توحدهم، سواء على الصعيد السياسي أو المجتمعي، فقد تعرضوا مثل باقي المكونات العراقية لشتى أنواع الظلم والتهميش والاضطهاد، لذا عليهم "أن يتركوا النفوذ على جنب، وينظروا إلى مصيرهم وطموحهم بعراق قوي ذي سيادة، تعيش فيه كل الأطراف بكرامة ومساواة".
"سنعاني الأمرّين"
في نفس السياق، يقول مصطفى رائد، وهو مسؤول محليّ في قضاء خانقين، إن "كل ما يحدث في المناطق المتنازع عليها، من فساد وسوء خدمات، سببه محاولة كل الأطراف الهيمنة على مواردها، وانتشار الفساد فيها".
ويضيف أن "الكرد في محافظة ديالى مشتتون"، مردفاً "حتى الآن لا يوجد أي تنسيق بين القوى السياسية الكردية لتوحيد صفوفها، وإيصال من يستحق من المرشحين إلى قبة البرلمان، إذ تعيش وسط صراع وضياع شديدين، نتيجة صراع آخر، بين الأحزاب الكردية والعربية على مقاعد مجلس النواب".
ويتابع رائد: "الكرد هنا (ديالى) في عزلة عن كرد الإقليم أو المحافظات الأخرى، فكل من يحظى بأصوات الناس هنا منذ أول انتخابات نيابية يحاول إرضاء الإقليم، من خلال المطالبة المستمرة بحصصه في الموازنات وفتح المجال له لتصدير النفط وكل ما يطالب به الإقليم".
يشار إلى أنه وفي انتخابات 2018، حصلت الأحزاب الكردية على 44 ألفاً و 953 صوتاً في عموم محافظة ديالى، 28 ألفاً و613 منها كانت في مناطق الدائرة الرابعة، التي يشتد التنافس حولها بين الأحزاب الكردية هذه المرة.
وعبر، يدعو المواطن سامان زنكنة، الأحزاب السياسية الكردية بمختلف توجهاتها، إلى "إعادة النظر في وضع الأقليات والمكونات الكردية في ديالى، والعمل على توفير فرص العمل لأبنائهم بالتنسيق مع الحكومة المحلية والمسؤولين".
ويقول زنكنة إن الأحزاب "تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن ضياع حقوق الكرد في المناطق المتنازع عليها، لكننا نطلب المزيد من الدعم الحكومي لنا، وهذه مهمة أعضاء مجلس النواب في الدورة البرلمانية المقبلة".
"وضياعنا بسبب من يقول لنا في ديالى من المسؤولين، أن نذهب للأحزاب الكردية، وبين من يريد من الحكومات المحلية أن تهتم بنا، يعني أننا سنعاني الأمرين خلال المرحلة المقبلة"، يتابع زنكنة.