المحايد/ بغداد
يوم أمس، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، النتائج الأولية للاقتراعين الخاص والعام، فيما أشارت إلى أن نسبة المشاركة في التصويتين بلغت 44 في المئة.
النتائج جاءت بأخبار لا تريدها بعض الكتل والمرشحين الخاسرين بالانتخابات، ومن ضمنهم تحالف الفتح، الذي خسر عدداً لا يُستهان به خلال العملية الانتخابية، حين وصل عدد مقاعدهم إلى 17 مقعداً، بعد ما كان يقارب الـ 50 مقعداً يوم أمس.
وأظهرت النتائج حصول الكتلة الصدرية على 73 مقعداً خلال السباق الانتخابي، لتكن الكتلة الأكثر حصولاً على عدد الأصوات، يأتي بعدها تحالف "تقدم"، الذي حصد 41 مقعداً، بينما يأتي بالمرتبة الثالثة كتلة ائتلاف دولة القانون بعد حصولها على 37 مقعداً.
وبعد هذه النتائج، لم ترضَ الكتل التي تنخرط ضمن تحالف الفتح، وتشكل الجناح السياسي لفصائل المقاومة، وعقدت اجتماعاً داخل منزل رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي.
وقالت مصادر سياسية مطلعة، إن المالكي "عقد اجتماعاً موسعاً داخل منزله للتباحث في الاستحقاق الانتخابي والنتائج الاولية التي أعلنت عنها المفوضية العليا للانتخابات"، مشيرةً إلى عدم "توجيه المالكي دعوة إلى التيار الصدري لحضور الاجتماع".
وبعد الاجتماع، خرج الإطار التنسيقي الذي يجمع القوى السياسية الشيعية وخصوصاً القريبة من تحالف الفتح، في بيان، أعلن رفض النتائج، وقرر تقديم الطعون بها.
وذكر الإطار التنسيقي في بيانه: "قدمنا جميع الملاحظات الفنية الى مفوضية الانتخابات وقد تعهدت المفوضية بمعالجة جميع تلك الاشكالات بخطوات عملية ، *ولكنها لم تلتزم بجميع ما تم الاعلان عنه من قبلها من اجراءات قانونية* وبناء على ذلك .. *نعلن طعننا بما اعلن من نتائج وعدم قبولنا* بها وسنتخذ جميع الاجراءات المتاحة لمنع التلاعب بأصوات الناخبين".
ولم تكتفِ الجهات السياسية المرتبطة بتحالف الفتح، تقديم الطعون إذ خرج، المسؤول الأمني لكتائب حزب الله، أبو علي العسكري، بتغريدة توعد فيها برد حاسم على النتائج الأولية للانتخابات.
والعسكري، هو الذي كشفه الخبير الأمني الشهيد هشام الهاشمي، وقال عنه إنه "حسين مؤنس"، الذي دخل مؤخراً إلى السباق الانتخابي عبر حركة أسماها بـ "حقوق"، لكنه لم يفز في السباق الانتخابي.
وذكر العسكري في تغريدته: "ما حصل في الانتخابات التشريعية بواقع الحال يمثل أكبر عملية احتيال والتفاف على الشعب العراقي في التاريخ الحديث، والتي لا تقل سوءً عن الاستفتاءات التي أجراها النظام المقبور".
وأضاف: "ومن منطلق العهد الذي قطعناه لأبناء شعبنا وأمتنا نقول: إننا سنقف بكل حزم وإصرار لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. ولن نسمح لأي كان أن يضطهد أو يحاول إذلال أبناء العراق".
وتابع: "ندعو الأخوة في المقاومة العراقية إلى الاستعداد لمرحلة حساسة تحتاج منّا إلى الحكمة والمراقبة الدقيقة".
وأكمل: "الأخوة في الحشد الشعبي هم المستهدفون الأساسيون، وقد دُفع عربون ذبحهم إلى من يريد مقاعد في مجلس النواب، وعليهم أن يحزموا أمرهم وأن يستعدوا للدفاع عن كيانهم المقدس".
وتابع قائلاً: "للأخوة المشاركين في الانتخابات، وأخص بالذكر منهم تحالف الفتح بقيادته الشجاعة والحكيمة، وتحالف قوى الدولة وسيدها الحكيم، والإخوة في العقد الوطني وحركة حقوق ورئيسها العزيز حسين مؤنس وبقية الأخوة المخلصين الذين سُرقت جهودهم، تيقنوا لن يضيع حق وراءه مطالب، فلا تكلّوا ولا تلموا ولا تهادنوا وسيكون النصر حليفكم بعونه تعالى".
وتأتي ردود الأفعال التي صدرت عن القوى المرتبطة بتحالف الفتح، بعد خطاب خرج فيه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، متوعداً بحصر السلاح بيد الدولة، وإنهاء "الميليشيات".
واليوم، خرج زعيم تحالف الفتح، هادي العامري في بيان مقتضب قائلاً: "لا نقبل بهذه النتائج المفبركة مهما كان الثمن وسندافع عن اصوات مرشحينا وناخبينا بكل قوة".
وبعد هذه الأمور التي حدثت، وتصعيد من يتبعون لفصائل المقاومة، رد القيادي في التيار الصدري، والمقرب من زعيم التيار مقتدى الصدر، جليل النوري، قائلاً: "لا تُتعِبوا أنفسكم، ولا تُضيِّعوا وقتكم بانتظار رسائل الخارج، فالأمرُ حُسِم، والصدر ليس علاوي".