المحايد/ بغداد
وصل وفد أمني حكومي رفيع المستوى اليوم الخميس إلى محافظة ديالى (شرقي العراق) لاحتواء عنف طائفي، بعد هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية على قرية الرشاد ليل الثلاثاء؛ مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات. وبعد الهجوم شنّ مسلحون من قرية الرشاد "هجوما انتقاميا" على قرية مجاورة أدى إلى قتلى وتدمير بساتين.
وقالت مستشارية الأمن القومي العراقية -في بيان- إن وفدا أمنيا برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وعضوية وزير الداخلية عثمان الغانمي، ورئيس أركان الجيش العراقي عبد الأمير يار الله، ووزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق؛ وصل إلى محافظة ديالى.
وقال مصدر أمني بقيادة شرطة ديالى إن الوفد جاء لاحتواء التصعيد الطائفي بين سكان قضاء وقرى المقدادية، مشيرا إلى أنه منذ ليل الثلاثاء بعد هجوم تنظيم الدولة شهدت بعض القرى في قضاء المقدادية موجة نزوح خوفا من عمليات انتقام لأسباب طائفية.
ويتزامن وصول الوفد مع إرسال تعزيزات من الجيش والشرطة إلى محافظة ديالى في أعقاب الهجومين.
وأمس الأربعاء، وجّه رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي قوات الأمن بتكثيف الجهد الاستخباري لمنع الهجمات، متوعدا بالقصاص من مرتكبي "جريمة المقدادية"، وفق بيان صادر عن متحدث عسكري.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة التابعة للجيش العراقي اللواء تحسين الخفاجي -في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)- إن السلطات عززت التواجد الأمني في المقدادية بإرسال لواءين من قوات الرد السريع (تابعة للداخلية) وفوج من جهاز مكافحة الإرهاب (نخبة الجيش) وفوج آخر من الجيش، إلى جانب مراقبة مستمرة من قبل الطيران العسكري.
وأضاف أنه "ستنفذ عمليات نوعية ومباغتة تعتمد على معلومات استخبارية لملاحقة الإرهابيين المتورطين في الهجوم على قرية الرشاد".
وقال إن تنظيم الدولة يحاول إثارة الفتنة لأنه غير قادر على مواجهة القوات الأمنية.
وكانت مصادر ذكرت أن قرية نهر الإمام التابعة لمدينة المقدادية في محافظة ديالى العراقية تشهد نزوحا جماعيا لعشرات العائلات خوفا من عمليات قتل انتقامي، بعد تعرضها فجر أمس الأربعاء لهجوم شنه مسلحون ملثمون.
وذكرت المصادر أن العائلات نزحت بسبب عدم تمكن القوات الأمنية من فرض الأمن ومنع المسلحين من اقتحام القرية بعد هجوم تعرضت له ليل الثلاثاء قرية الرشاد المجاورة، موضحة أن ضحايا عمليات القتل في قرية نهر الإمام بلغ عددهم 14 قتيلا.
وكانت قيادة العمليات المشتركة العراقية أعلنت مساء الثلاثاء مقتل 11 عراقيا في هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية على قرية الرشاد. وأشارت تقارير إلى أن الهجوم تسبب في مقتل وجرح عشرات المدنيين من عشيرة "بني تميم".
وكان العراق أعلن عام 2017 تحقيق النصر على تنظيم الدولة باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد، والتي اجتاحها التنظيم صيف 2014، إلا أنه لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة ويشن هجمات بين فترات متباينة.