بالأرقام: مشاريع نفطية كبرى في البصرة.. هل تنجز بعيداً عن الصراعات السياسية؟
اقتصادية 2-11-2021, 15:30
مشاركة عبر:
المحايد- تقارير
يتجه العراق لتحقيق مشاريع استثمارية كبرى في محافظة البصرة، وخصوصاً في مجال النفط والغاز والطاقة، بتوقيعه عقوداً شركات ر عالمية كبرى، لكن الخشية كلها من عدم "تبدل الحكومات، وانتصار اجندات خارجية تحاول ابقاء البلاد تعاني من الشلل الاقتصادي لغايات سياسية وإقليمية"، كما يقول مهندس النفط عبد الأمير حسن. مشاريع كبرى يقول المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد، أن "اللجان الخاصة بتنظيم العقود في وزارة النفط ماضية باتجاه الشروع بتنفيذ التعاقدات التي تم الاتفاق عليها مع شركات عالمية كبرى ومنها شركة توتال، لتنفيذ مشاريع ضخمة في محافظة البصرة، لخدمة أهاليها ولتوفير فرص عمل كبيرة، ولرفد الموازنة بالإيرادات المالية".
ويتابع جهاد أن "الانفتاح الدبلوماسي الذي حققه العراق مع العديد من دول العالم، ساهم بوصول شركات كبرى وتقديمها عروضاً للمساهمة بالنهوض الاقتصادي في العراق، كما أن التفاهمات بدأت منذ الآن لغرض تصدير كميات الغاز المنتجة داخل العراق إلى الخارج، بعد أن نصل لسد الحاجة المحلية". ويضيف جهاد، أن "شركة توتال ستعمد ايضاً على تنفيذ مشاريع كبرى في جنوب العراق والبصرة، ومنها استثمار في الطاقة الشمسية بأكثر من 1000 ميغاواط، لرفد المنظومة المحلية بكميات اضافية من الطاقة"، مشيرا إلى أن "العمل جار على مشروع استثماري في البصرة، تم منح عقده لشركة توتال الفرنسية لإنتاج نحو 600 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز لتوفير أكثر من ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية". ويتابع، أن "الحكومة العراقية وبالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة في الحكومة المحلية في البصرة مستمرة بالعمل للبدء بمشاريع خاصة بتطوير الموانئ العراقية عبر الطاقة الخزنية والتصديرية، وقد بذلت وزارة النفط جهوداً كبرى في هذا المجال، وبانتظار إكمال المراحل النهائية لتلك المشاريع للإعلان عنها".
نقل ماء البحر
وفي الشأن ذاته، يقول مهندس النفط العامل بإحدى الشركات النفطية في البصرة عبدالأمير حسن، إن "هناك مشاريع كبرى ستعلن خلال المرحلة المقبلة، منها تطوير العمل في 4 حقول لإنتاج الغاز بمساهمة مباشرة من شركة غاز البصرة، وهي تستعد لاستثمار أكثر من 200 مليون قدم مكعب من الغاز كل 24 ساعة ". ويشير حسن إلى أن "العمل على واحد من أكبر المشاريع الاستراتيجية المهمة الخاصة بإدامة الانتاج النفطي في حقول محافظة البصرة، وهو نقل ماء البحر بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية". ويضيف أن "نقل ماء البحر سيسهم بشكل فعال في إدامة الاستثمارات الخاصة بالنفط وسيحقق أرقاماً عالية من الإنتاج النفطي، وكل ذلك يجري بمواصفات عالمية وتحت إشراف أوبك واللجان الحكومية في وزارة النفط العراقية". ويلفت المهندس حسن إلى أن "الأرقام التي وضعتها وزارة النفط هي ضخ كميات تصل إلى نحو 5 ملايين برميل إذا ما اكتمل مشروع نقل ماء البحر، ليكون بحدود مليونين و500 ألف برميل في اليوم من الماء إلى الحقول في خطوة مهمة لتعزيز إنتاج النفط في العراق". وفي وقت سابق، أعلنت وزارة النفط توقيع عقد خاص بالطاقة النظيفة وإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية مع شركة سكاتك (النرويجية-المصرية)، لنصب محطتي طاقة شمسية في عدد من المحافظات وبطاقة توليد تبلغ 525 ميغاواط. ووفقاً بيان لوزارة الكهرباء فأن "العقد المبرم تضمن تنفيذ المحطتين خلال مدة تبلغ ٢٤ شهراً وبمدة استثمارية تبلغ ٢٥ عاماً، مبينة أن الوزارة "ستقوم بشراء الطاقة الكهربائية من الشركة المستثمرة ضمن الأسعار العالمية الموحدة للطاقة". ويحذر مهندس النفط من أن "تبدل الحكومات المركزية والمحلية يضع كل تلك المشاريع على المحك، لذلك نطالب نحن أصحاب الاختصاص بأن يتم إبعاد المشاريع الاستراتيجية النفطية والغازية وما لها علاقة بإنتاج الطاقة في العراق عن أي تجاذبات سياسية ومصالح خارجية". ويتابع "لأنها تعتبر رأس مال الأجيال المقبلة، خصوصاً ما يشهده العراق من تدهور في مجال البيئة والمياه والاقتصاد بشكل عام، مع تنامي كبير بأعداد السكان". ويقول الخبير النفطي حمزة الجواهري، إن "عمليات الإنتاج الكبيرة للنفط تواجه أزمة استراتيجية في المستقبل القريب، وذلك نتيجة نقص المياه التي تحتاجها الآبار لضخ النفط للخام". وفي وقت سابق، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة تقريراً أشارت فيه إلى أن "العراق يسير ضمن الخطط الخاصة لإحداث نقلة نوعية في إنتاج النفط ما يضعه على الطريق الصحيح لتجاوز كندا، رابع أكبر منتج في العالم بعد الولايات المتحدة والسعودية وروسيا، بحلول عام 2030". وحذر التقرير من أن "تنامي إنتاج نفط في العراق قد يتوقف إذا فشلت وزارة النفط في العثور على مصادر جديدة للمياه، والتي بدونها يمكن أن تعاني معدلات الإنتاج في تجاوز المستويات الحالية". وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها: "للوصول إلى مستويات الإنتاج المتوقعة، سيحتاج العراق إلى 3 ملايين برميل إضافية من المياه يوميًا لضخها في آبار النفط". ويشير الجواهري، إلى أن "البصرة يمكنها أن تكون واحدة من أهم مدن العالم اقتصادياً إذا ما سرت المشاريع المعلنة من قبل وزارة النفط بالشكل المطلوب بعيداً عن الصراعات السياسية، وبما يسمح بالنهوض بواقع البصرة التي أكلها الفساد سياسياً واقتصادياً ومؤسساتياً".