المحايد/ ملفات
لم يؤثر فساد مثنى السامرائي، الشخص الذي كان نائباً لرئيس اللجنة المالية بالبرلمان، على المال العام فحسب، بل أثّر بشكل مباشر على مستقبل الطلاب، الذين هم بأمسَّ الحاجة للكتب المدرسية، بحسب ما تقول بعض المصادر الخاصة.
الطلاب واجهوا في بداية العام الدراسي الحالي، وكل عامٍ دراسي يبدأ، شحّاً بتوفير الكتب والمناهج المدرسية، والسبب بحسب ما أوضح مصدر مطلع، أن "الشركة التابعة للسامرائي، هي مَن تؤخر ذلك، لأن السامرائي الشخص الوحيد الذي يحتكر ملف طباعة الكتب المدرسية، لما فيها من تحقيق غايات شخصية، بل ويطبعها بمبالغ خيالية".
حديثُ المصدر المطلع، يؤكده رئيس مؤسسة النهار للثقافة والاعلام الاستاذ حسن جمعة، حين كشف ملفاتٍ تسببت بانهيار الإعلامي الكبير نجم الربيعي بكاءً، على كمية السرقات التي جعلت الطالب العراقي يفترش الأرض حتى الآن، بينما مثنى السامرائي يسرق مليارات الدولارات من وزارة التربية، بحسب ما قال جمعة.
وخلال اللقاء، طالب الربيعي، رئيس مجلس القضاء العراقي القاضي فائق زيدان، بالتدخل العاجل لمحاسبة الفاسدين في وزارة التربية المتمثل بالوزير والمدير العام والمفتش والسامرائي وزجهم في السجن ليكونوا عبرة لغيرهم.
وكان رئيس مؤسسة النهار للثقافة والاعلام الاستاذ حسن جمعة قد كشف في برنامج (من بغداد) الذي يقدمه الربيعي على شاشة قناة التغيير ، "ملفات غاية في الخطورة بوزارة التربية، والخاصة بفساد طباعة المناهج وتغلغل الفاسد الكبير مثنى السامرائي".
وبين جمعة ان "قيمة العقود التي حصل عليها السامرائي بملفات فساد من وزارة التربية بلغت 400 مليون دولار سنويا"، لافتا الى ان "السامرائي تمكن من شراء منصب له في البرلمان من خلال المبالغ التي يحصل عليها من هنا وهناك بصفقات فساده الكثيرة دون ان يضع له احد يرادع ويطالب بايقافه".
واوضح جمعة ان "السامرائي تعاقد مع شركة لطباعة الكتب والمستلزمات المدرسية ليعمل على اخد العقود لها وينتفع منها وعندما كشف فساده عمل على تغير اسم الشركة وتسجيلها باسم شخص اخر لتتعاقد معها الوزارة"، مشيرا الى ان "مبلغ 434 مليار دولار هو اجمالي المبلغ المحول الى الشركة من 2012 الى 2016".
وعقب عرض الحلقة، اصدر مباشرة رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي فائق زيدان امراً بالتحقيق بفساد وزارة التربية.
وأبلغ بعض أهالي الطلاب، "المحايد"، أنهم "ينتظرون محاسبة مَن تسبب بمعاناة أبنائهم، وجعلهم يحتاجون إلى الكتب المدرسية ويريدونها، ولا يجدونها، الأمر الذي يؤثر على مستوى تعليمهم، وبالتالي على سمعة التعليم في العراق أجمع".