المحايد/ ملفات
دخل العراق في العام 2022، وحاول العراقيون الاحتفال بهذه السنة الجديدة، فبعضهم لجأ إلى الأماكن الترفيهية والحدائق العامة، وآخرون اختاروا أماكن هادئة كالصحراء، ليحتفلوا بها، لكن الآخرين عادوا جثثاً، بسبب لغم قضى على احتفالهم وحولها إلى مأتم عزاء في البصرة.
وتعد محافظة البصرة أكثر محافظات العراق تلوثاً نظراً لوجود حقول ألغام من حروب سابقة على مساحة 883 مليون متر مربع، ناتجة عن الحرب العراقية الإيرانية، وحرب الخليج عام 1991 وغزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003 على حدود العراق مع كل من إيران والسعودية.
وسبق أن أفادت دائرة شؤون الالغام العراقية، بأن حجم التلوث الكلي في العراق يبلغ نحو 5994 كم مربع، تم تنظيف نحو 50% منه، مشيرة الى أن غالبية الالغام مزروعة على الحدود الشرقية للعراق.
ويوم أمس السبت، أول يومٍ بالعام الجديد 2022، أفادت مصادر أمنية باستشهاد ستة أشخاص وإصابة 7 آخرين بانفجار لغم أرضي من مخلفات الحروب في صحراء الرميلة الشمالية بمحافظة البصرة جنوبي العراق.
وأوضحت المصادر أن المستشهدين والمصابين من عائلة واحدة وكانوا في رحلة ترفيهية في صحراء الرميلة الشمالية.
وبعد انفجار اللغم، حددت وزارة البيئة، سببين محتملين لانفجار البصرة الذي أودى بحياة 6 شهداء في صحراء الرميلة في وقت سابق من اليوم، فيما استبعدت فرضية أن يكون ناجماً عن لغم.
وقال مدير عام شؤون الألغام في وزارة البيئة ظافر الساعدي في تصريح صحفي، إن "البصرة من أكثر محافظات العراق والعالم تعرضا لخطر المخلفات الحربية نتيجة الحروب التي مرت على البلاد وهناك 1250 كم2 ملوثة بهذه المخلفات بينها 925 كم2 ملوثة بالألغام لوحدها وتشكل حقول الألغام نسبة 95% منها".
وأضاف أن "المقذوفات والمتساقطات لا تقل خطورة والمشكلة أنه لا توجد خرائط تحدد مواقعها ويتم كشفها عن طريق المسوحات وسنوياً تقريباً نكتشف 10 ملايين متر مربع يتم اكتشافها".
وتابع أن "الانفجار الأخير في محافظة البصرة نتج ربما لسببين أما صاروخ او قذيفة كبيرة وليس لغماً كبيرا لذلك أوقع عدداً مرتفعاً من الضحايا والتحقيق مستمر لبيان السبب الرئيس والمباشر".
ولفت إلى أن "منطقة الانفجار مؤشرة لدينا كمنطقة مخلفات حربية (متساقطات جوية) وليست منطقة ألغام، أي قد تكون صواريخ أو قذائف مدافع كبيرة أو قنابل عنقودية".
وأشار إلى أن "أغلب الألغام المتواجدة على أرض العراق زرعها النظام السابق أبان الحروب التي مرت على العراق، وللأسف الخرائط التي وضعت لتلك الألغام فقدت بعد سقوط النظام ولهذا لم يعد أمامنا سوى الاعتماد على المسوحات".