معركة طويلة يخوضها العراق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" من أجل رفع الحظر عن ملاعبه منذ العام 2003. وبينما تجري الاستعدادات لاستضافة بطولة خليجي 25 في شهر يناير العام المقبل، لا زالت المخاوف من فشل التنظيم تتصدر تقارير ملف الرياضة في بلاد يعشق فيها الملايين كرة القدم.
وأبلغ الاتحاد الدولي لكرة القدم العراق رسمياً بأنه سيستمر في متابعة الأوضاع الداخلية في العراق حتى شهر يونيو 2022 للبت بأمر رفع الحظر عن الملاعب العراقية.
وفي العام 2018، كانت "الفيفا" أعلنت السماح باستضافة العراق للمباريات الدولية الرسمية، منهية بذلك حظرا على الملاعب العراقية استمر منذ 2003، لكنها أعادت قرار فرض الحظر على الملاعب في وقت لاحق على إثر اندلاع تظاهرات البصرة في العام ذاته.
وهناك ملاعب عراقية تبدو جاهزة لاستضافة مباريات دولية، في مقدمتها ملعب "جذع النخلة" في محافظة البصرة الذي افتتح عام 2013، ويتسع لنحو 60 ألف متفرج. ويقع الملعب ضمن مدينة رياضية واسعة تضم منشآت رياضية وفنادق سياحية.
وفي بغداد، يوجد "ملعب الشعب" الدولي، وهو من أقدم الملاعب العراقية، ويتسع لأكثر من 50 ألف متفرج.
وهناك أيضا ملعب كربلاء الدولي الذي افتتح عام 2016 ويتسع لنحو 30 ألف متفرج.
أما ملعب فرانسو حريري، الذي يقع في أربيل في إقليم كردستان العراق وافتتح عام 1992، فيتسع لـ35 ألف متفرج.
ويأتي بعده ملعب زاخو الدولي في كردستان أيضا الذي افتتح عام 2015 ويتسع لأكثر من 20 ألف متفرج.
خليجي 25
ترجو الأوساط الرياضية العراقية أن تكون استضافة العراق بطولة خليجي في يناير 2023 بداية لرفع الحظر عن الملاعب العراقية.
وكان المكتب التنفيذي لاتحاد كأس الخليج العربي قرر، نهاية مايو الماضي، إقامة النسخة 25 من بطولة كأس الخليج في العراق، بعد اعتذار قطر عن استضافتها، دعما لمدينة البصرة من أجل تنظيمها.
ولم يستضف العراق هذه البطولة، أو أي بطولة معترف بها دوليا، منذ العام 1979، بسبب الظروف الأمنية والحروب التي خاضها البلد بدءا بالحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثماني سنوات ووصولاً إلى التدخل الأميركي وإسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
وتُطالب الجماهير العراقية مرارا برفع الحظر، حيث يتوافد الآلاف على المباريات التي تقام على الملاعب العراقية، مُحدثين في كل مرة ضجة إعلامية كبرى تطالب برفع الحظر.
ويعبّر رؤساءُ روابط مشجعي الأندية عن رغبتهم هم أيضا في رفع الاتحاد الدولي الحظر عن الملاعب العراقية.
وبات العراق يتوفر على بنىً تحتية مقبولة بشهادة اللجان الدولية التي زارت البلد أكثر من مرة، وآخرها التي كانت حاضرة في بطولة غرب آسيا للشباب التي أقيمت في بغداد والبصرة وأربيل.
لكن الصحافي الرياضي عماد نعمة يشير إلى أنه ما يزال "هناك تخوف من فشل العراق في استضافة المباريات الدولية، إذا ما قرر الاتحاد الدولي رفع الحظر عن الملاعب العراقية".
ويقول نعمة: "هناك آراء من خبراء في الشأن الرياضي تؤشر إلى وجود ضعف على المستوى الأمني والإداري وحتى التنظيم الجماهيري، بما يصعب على العراق أن يلحق بركب الدول المتقدمة في التعامل مع المباريات الدولية والخاصة بأيام الفيفا".
ورغم تأكيده وجود "بنية تحتية مهمة"، إلا أن الصحافي الرياضي العراقي يقول إنها "تحتاج إلى تأهيل وتطوير من قبل شركات عالمية حتى تعكس انطباعاً إيجابياً لدى الوفود الزائرة، ومنها مطار البصرة، والطريق المؤدي لملعب جذع النخلة.. كما أن الحال في بغداد ليس جيداً، بالنسبة للطرق والزحامات وحتى بما يتعلق بمداخل ومخارج المحافظة التي تعيش أسوأ أيامها".
وفي بداية العام 2021، قال الاتحاد العراقي كرة القدم إن هناك انطباعات إيجابية حظيت بها زيارة وفد الفيفا لمحافظة البصرة، من خلال اطلاعه على المنشآت الرياضيّة والبنى التحتية، قبل رفعِ التقرير النهائي بشأن رفع الحظر عن الملاعب العراقية.
ومن المؤمل أن تستضيف 4 فنادق في البصرة الكوادر الفنية للمنتخبات التي تواجه العراق على ملعب جذع النخلة، والتي زارها الوفد الدولي أيضاً.
ويحق للاتحاد العراقي لكرة القدم رفع شكوى ضد الاتحاد الدولي في محكمة التحكيم الدولية (كاس) بسبب منع العراق من اللعب على أرضه، لكن صحفيين وأعضاء اتحاد يقولون إن الشكوى لن تنفع في الوقت الحالي، لأسباب تتعلق بالوضع الأمني والسياسي المتأزمين في البلاد.
ويتطلب رفع الحظر أيضا جهودا كبيرة من وزارات الخارجية والداخلية والدفاع تنضاف إلى دور وزارة الشباب والرياضة، الأمر الذي يزيد من صعوبة هذا الملف الشائك والذي ينتظر ملايين العراقيين حسمه منذ عقود.