المحايد/ أمني
يواجه العراق من جديد تهديداً أمنياً كبيراً، بعد تزامن حادثة العظيم في ديالى التي راح ضحيتها 11 جندياً، وهروب عدد من عناصر داعش من سجن الحسكة في سوريا.
وتأتي هذه الحوادث في ظل استغلال العناصر الإرهابية للأجواء شديدة البرودة، إذ تحاول القيادات الأمنية للحيلولة دون تكرار هذه الحوادث.
وأفادت مصادر أمنية، بأن أوامر عليا صدرت باستنفار القوات العسكرية، على الحدود مع محافظة الحسكة السورية، وذلك عقب هروب عدد من عناصر تنظيم داعش من سجن غويران.
وهاجم عناصر من تنظيم داعش، سجن غويران في محافظة الحسكة، في شمال شرق سوريا، الخميس، مما أدّى إلى فرار عدد من المعتقلين.
وحاول عناصر من تنظيم داعش الوصول إلى بوابة السجن وتفجير البوابة بسيارة مفخخة، إضافة إلى تفجير صهريج محروقات، واشتبكوا مع عناصر الحراسة، وسط معلومات عن فرار عدد من المساجين.
وقال مصدر في قيادة العمليات المشتركة العراقية إن "أوامر عليا صدرت من القيادة إلى القطعات المرابطة على الحدود في محافظة نينوى، بتكثيف الانتشار، وتفعيل الجهد الاستخباري، وتنشيط التحركات الأمنية، في الجيوب والمواقع غير المأهولة، تحسباً من دخول عناصر داعش".
وأضاف أن "قيادة العمليات أعدت موقفا متكاملا جرّاء حادثة اقتحام سجن غويران، خاصة بعد الأنباء المتداولة عن هروب بعض السجناء، وهو ما يرجح نية تنظيم داعش إدخالهم إلى العراق".
ولفت المصدر إلى أن "القوات الأمنية مستعدة لمواجهة أية تحركات جديدة، خاصة وأن المناطق الحدودية مؤمنة بشكل جيد، وتلقت قيادة حرس الحدود خلال الفترة الماضية، عدة وجبات من المساعدات والمعدات العسكرية".
وعقب ذلك، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على الموقف، وملاحقة عناصر داعش.
حدود ملتهبة
وتسعى الحكومة العراقية، عبر سلسلة عمليات أطلقتها خلال الفترة الماضية، إلى السيطرة على تنامي تنظيم داعش، في عدة محافظات حدودية، مثل نينوى، في ظل استمرار عمليات التهريب إلى الداخل، حيث تعلن القوات الأمنية بين الحين والآخر، اعتقال عدد من الأشخاص، الذين يرومون الدخول إلى البلاد.
وعقب هجوم غويران، أشارت وثيقة سرّية صادرة عن الاستخبارات العراقية، إلى نية عناصر تنظيم داعش دخول البلاد، لتعزيز صفوفهم.
وبحسب الوثيقة فإن "تنظيم داعش كان ينوي تهريب عناصر جميع عناصره، من السجن، وعددهم 5 آلاف، وبعضهم من القيادات الخطرة، لإرسالهم إلى العراق".
وتحوّلت الحدود العراقية – السورية، خلال السنوات الماضية، إلى أحد مراكز الخطر الإقليمية، حيث تنتشر على الجانبين قوى غير منضبطة، وميليشيات مسلحة، فضلاً عن وجود جيوش تتبع لقوى أجنبية كبرى، دون وجود آليات تضمن عدم الاصطدام بين هذه القوى.
وتمتد الحدود بين العراق وسوريا لأكثر من 600 كم، وترتبط بصحراء عميقة تمتد من الحسكة شرقاً إلى ريف حمص الشرقي، وتقابلها في الجانب العراقي الموصل والأنبار، وتشمل مساحة هذه المنطقة ثلث مساحة سورية، وربع مساحة العراق.
ونفذ تنظيم داعش، آخر عملياته في العراق، الجمعة، حيث هاجم موقعاً عسكرياً للجيش العراقي، وقتل 11 منتسباً، بينهم ضابط، في واقعة هزت الرأي العام بالبلاد، وحفزت المطالب بضرورة ملاحقة نشاط التنظيم المتنامي.