المحايد/ سياسي
تحولت الرسائل السياسية في العراق إلى صاروخية، بعد التغيرات التي طرأت على المشهد خصوصاً بعد نتائج الانتخابات، وفوز الكتلة الصدرية بـ 74 مقعداً برلمانياً.
ولم تمضِ ساعات على إعلان أكبر تحالف سني في العراق منذ 2003 إلا واستهدفت مقر راعيه رئيس البرلمان في محافظة الانبار ليل الثلاثاء على الاربعاء بثلاثة صواريخ .
فبعد الاعلان عن تشكيل تحالفي تقدم بزعامة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وعزم بقيادة خميس الخنجر وحزب الجماهير ونواب مستقلين من المكون السني تحالفا سنيا موحدا هو الاكبر من حيث عدد نوابه يحمل اسم "السيادة" فقد استهدفت ثلاثة صواريخ مقر الحلبوسي في قضاء الكرمة بمحافظة الانبار الغربية بثلاثة صواريخ انفجر اثنان منهما دون خسائر في الارواح لكن طفلا ورجلا اصيبا بجروح.
ثلاثة صواريخ أصابت شخصين
وقالت خلية الإعلام الأمني ان "عملاً إرهابياً جبانا استهدف قضاء الكرمة بمحافظة الانبار مسقط رأس رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.
وأشارت الخلية في بيان تابعته "ايلاف" الى ان ثلاثة صواريخ نوع كاتيوشا سقطت في مركز القضاء بعد أن انطلقت من جهة ذراع دجلة وقد سقط الصاروخ الاول خلف مرآب البلدية فيما سقط الثاني في شارع 20 امام دار احد المواطنين والثالث في منطقة الرشاد ما ادى الى جرح اثنين من المواطنين بجروح طفيفة. وقالت أن الأجهزة الأمنية شرعت بتطويق مكان الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة بصدده.
تحالف السيادة: مجاميع منفلتة
واتهم تحالف السيادة الجديد ما اسماها مجاميع منفلتة بقصف مقر الحلبوسي في الكرمة بمحافظة الانبار في تحد لسيادة الدولة
ودان التحالف الذي يتزعمه الخنجر في بيان تابعته "ايلاف" استهداف مقر الحلبوسي بالصواريخ مشيرا الى انه "لم تمض سوى ساعات قليلة على اعلان السيادة كممثل رسمي وشعبي لمحافظاتنا وأهلنا ورد المحكمة الاتحادية الطعن المقدم ضد الجلسة الاولى لمجلس النواب العراقي واعلان التجديد لولاية ثانية لرئيس مجلس النواب الرئيس محمد الحلبوسي" حتى قامت مجاميع منفلتة بقصف مقره في الكرمة في تحد واضح لسيادة الدولة وكسر هيبتها.
وأضاف "إننا في تحالف السيادة إذ ندين هذا الفعل الجبان فإننا نطالب بسرعة الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة وانزال العقوبات بحقهم ليكونوا عبرة لغيرهم ممن يحاولون العبث بأمن البلاد".
ودعا التحالف القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى "التدخل الفوري والعاجل للحيلولة دون تكرار ذلك".. مطالبا ما اسماهم "العقلاء مرة أخرى بوقف مغامرات السفهاء ضد استقرار العراق وتهديد السلم المجتمعي فيه".
ومن جانبه وصف رئيس الجمهورية برهم صالح الهجوم على مقر رئيس البرلمان بالارهابي.
وقال صالح في تغريدة على تويتر" ان "الهجوم الذي طال مقر رئيس مجلس النواب في الانبار واسفر عن إصابة مدنيين، عمل إرهابي مُستنكر،وتوقيته يستهدف استحقاقات وطنية ودستورية. يجب رص الصف الوطني والتكاتف لحماية السلم الأهلي ومنع المتربصين، ومواصلة الطريق نحو تشكيل حكومة عراقية تحمي المصالح العليا للبلد وتستجيب لتطلعات شعبنا".
وكانت مقرات عدة احزاب سنية وكردية وقياديين فيها في بغداد وكركوك والبصرة قد استهدفت خلال الايام الاخيرة اثر التقارب الحاصل بينها وبين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر واتجاههم الى التنسيق فيما بينهم خلال المرحلة المقبلة التي ستهد انتخاب البرلمان لرئيس للبلاد وترشيح شخصية تشكل الحكومة الجديدة.
الامم المتحدة: محاولة جبانة
كما دانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) اليوم الهجوم الصاروخي وقالت في تغريدة على "تويتر" "ندين الهجوم بالصواريخ قرب مقر إقامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بالأنبار ما أدى الى إصابة عدد من المدنيين".
وأضافت أنَّ "هذه المحاولة محاولة جبانة لخلق الفوضى" داعية السلطات "إلى تكثيف الجهود لمنع مثل هذه الأفعال والقبض على الجناة".
وأكدت "أهمية التحلّي بالهدوء وضبط النفس للتصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار".
ومن جهته اكد الحلبوسي الاستمرار بالقضية لتحقيق الأمل في دولة يسودها العدل ويزول عنها الظلم وتندحر فيها قوى الإرهاب واللادولة.
وقبل ذلك قال الخنجر رئيس التحالف الجديد في بيان اعلن فيه عن تشكيل "السيادة" بزعامت أنه "نتقدم اليوم بكل عزم، التزاما بتطلعات جماهيرنا، وحرصا على مصالحها بتشكيل فريق واحد مؤمن بحب العراق، وثابت في الدفاع عن حقوق أهله وجماهيره التي يمثلها، ولأجل كل نازح أو مختف قسريا أو مظلوم نعلن اليوم لشعبنا الكريم عن تأسيس تحالف سياسي شامل يسعى إلى ترسيخ سيادة العراق وضمان بناء دولة مواطنة حقيقية".
وشدد بالقول ""سيكون (تحالف السيادة) رايتكم التي لن تخذلكم أبدا ولن تتخلى عن قضاياكم العادلة، بالشراكة مع كل القوى الوطنية التي تعمل على إنقاذ الوطن وخدمة المواطن".
وأكد التحالف بالقول "سنعمل على دعم قواتنا بكل صنوفها في حربنا على الإرهاب، كما نعمل على حصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الرسمية فقط".. مبينا "سنقدم ورقة وطنية موحدة ترسم الطريق الأفضل للخلاص والتغيير المنشود".
ومن جانبه اكد زعيم تحالف تقدم رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوس ان تحالف السيادة سيعمل مع شركاء الوطن على استقرار البلد والنهوض بواقعه خدمة لشعبه.
وقال الحلبوسي في تغريدة على تويتر انه "مبارك لاهلنا وجماهيرنا اعلان تحالف السيادة دفاعا عن سيادة العراق ووحدته".. مشيرا الى ان نواب "تقدم والعزم" وضعوا ثقتهم بالشيخ خميس الخنجر "لقيادة تحالفنا السياسي في المرحلة المقبلة وسنعمل مع شركاء الوطن لاستقرار البلد والنهوض بواقعه وخدمة لشعبه".