المحايد/ بغداد
بعد مجيئه إلى العاصمة بغداد قبل يومين، عاد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر إلى محافظة النجف، من دون لقاء قادة الإطار التنسيقي، الذين رحبوا بمجيئه، وقالوا له إن "يدينا ممدودة لإقامة العلاقات"، إلا أن الصدر بقيَ مصراً على تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية، التي لا يريدها الإطار التنسيقي.
وقالت مصادر سياسية مطلعة، إن "الصدر ترك بغداد وعاد إلى النجف مقر إقامته، من دون أن يتصل بأي قيادي بالإطار التنسيقي، ما يعني أنه ما زال مصراً على إبعاد زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي عن تشكيل الحكومة المقبلة، التي يريدها أغلبية وطنية".
بعد ذلك، قال عضو الإطار التنسيقي، عائد الهلالي، إن "الاسباب التي حالت دون عقد لقاء بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، لم تظهر للسطح من الطرفين".
وأوضح الهلالي أن "كل المؤشرات والمقربين يقولون انه كانت هنالك رغبة من الاطار التنسيقي ان يلتقي برمته ككتلة واحدة مع زعيم التيار الصدري، لكن يبدو ان الصدر كان مصراً على ان لا يكون هنالك مكان للمالكي، لذلك حسب اعتقادي اصبحت الامور بهذا الاتجاه"، ولم يعقد الطرفان الاجتماع المرتقب بينهما.
ويأتي التعقيد في "البيت الشيعي" قبل الجلسة المقبلة المرتقبة للبرلمان، التي ستشهد التصويت على رئيس الجمهورية ومن ثم المكلف بتشكيل الحكومة، ليقترب هوشيار زيباري مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني، من نيل منصب رئيس الجمهورية، إذا توافق مع الكتلة الصدرية.
وفي يوم أمس، نشر زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، تغريدة شديدة اللهجة، أكد فيها ان رده على "من يتجاوز ويشخصن الخلافات السياسية الوطنية، سيكون "في الميدان السياسي والأمني".
وكتب المالكي في تغريدته: "اعتدت في حياتي السياسية والاجتماعية ان لا يصدر مني رد على من يتجاوز ويشخصن الخلافات السياسية الوطنية، وردي عليهم في الميدان السياسي والامني، دفاعا عن العراق وامن المواطنين ومصالحهم وكف اذى الذين يستهينون بالدماء، ويصادرون الاموال والممتلكات والحريات".
واضاف المالكي انه "من موقع القوة والاقتدار، والشعور بالمسؤولية، اقول لكل من يبحث عن خلافات وتنفيس احقاد وكراهية إن يدي ممدودة لأفضل العلاقات، اذا كانت فيها مصلحة العراق وشعبه، ومن دونها لا احب ولا ارحب بأي علاقة وشراكة مع أي طرف يضر بمصلحة العراق وكرامة الناس".
بعد ذلك، نشر الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، تغريدة رحب فيها بالصدر بعد مجيئه إلى بغداد، قائلاً إن "الإطار التنسيقي يده ممدودة لإقامة العلاقات، بما يخدم مصلحة العراق وشعبه".
وفي صباح اليوم، وبعد تأزم الموقف السياسي داخل البيت الشيعي، قُصف مطار بغداد الدولي، بستة صواريخ، استهدف أحدها طائرة مركونة "غير مستخدمة"، وسط ادعاء بأن القصف كان يقصد قاعدة فكتوريا العسكرية، التي تقول عنها وسائل إعلام مقربة من فصائل المقاومة بأنها "أمريكية".
وبعد القصف، أعلنت الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية، استمرار حركة الطيران الطبيعية لجميع رحلاتها المباشرة المحلية والإقليمية والدولية لنقل المسافرين الكرام للقطاعات التي يقصدها الناقل الوطني.
وذكرت الشركة في بيان لها، أن "حادثة اليوم التي حدثت في أطراف مطار بغداد الدولي وادت الى تضرر إحدى الطائرات الخارجة عن الخدمة المركونة في مقبرة الطائرات لكنها لم تؤثر على عمل الشركة وهي مستمرة في عملها من دون أي عائق".
ولم تصدر الجهات الرسمية الحكومية، باستثناء شركة الخطوط الجوية، أي بيان يوضح تفاصيل القصف الذي تعرض له مطار بغداد الدولي، رغم مرور العديد من الساعات على القصف.
ويرى مراقبون، أن "عملية القصف مرتبطة بمغادرة الصدر بغداد من دون لقائه قادة الإطار التنسيقي، وهي امتداد لعمليات القصف الأخيرة، وآخرها، استهداف مقر إقامة رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، بعدد من الصواريخ".