المحايد/ ملفات
كتبت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، بأن العراقيين يختنقون تحت غطاء من الغبار، بينما تجتاح العواصف الرملية البلاد، حيث كانت السماء البرتقالية إيذانا بيوم آخر مليء بالأتربة لملايين العراقيين، في وقت يقول فيه الخبراء إن المزيد من العواصف في الطريق.
وقالت الصحيفة في مقال لها، اطلع عليه موقع المحايد، إن "موجة العواصف الرملية التي لا تهدأ في العراق هذا العام تسببت في وقف الرحلات الجوية وغطت المدن والبلدات بالغبار البرتقالي وأرسلت مئات العراقيين إلى المستشفيات بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي".
وأضافت، أنه "بالنسبة لملايين الأشخاص في جميع أنحاء العراق يوم الخميس الماضي، كانت السماء البرتقالية إيذانا بيوم آخر مليء بالأتربة في سابع عاصفة رملية من نوعها في الأشهر الأخيرة".
وقالت الصحيفة، إن "العديد من العراقيين كانوا يرتدون أقنعة للمساعدة في تنقية الهواء، لكن أكثر من 5000 شخص عولجوا من مشاكل في الجهاز التنفسي وتوفي شخص واحد".
وتابعت نيويورك تايمز، أن "المناطق المتضررة امتدت إلى محافظة الأنبار غرب ووسط النجف، وحذر المسؤولون المواطنين من البقاء في منازلهم والبحث عن علاج لصعوبات التنفس، وأظهرت لقطات مصورة من بغداد نشرتها الأمم المتحدة شوارع خالية وضعف الرؤية".
وبينت الصحيفة الأميركية، أنه "على الرغم من صعوبة الربط المباشر بين أحداث الطقس الفردية، يقول الخبراء التغير المناخي هو أحد العوامل التي تقف وراء العواصف الرملية التي تتزايد وتيرتها وتشتد، ومن المرجح أن يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم التحديات المقبلة لبلد مثل العراق، الذي يواجه بالفعل نقصًا في المياه بعد انخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة".
ونقلت نيويورك تايمز عن عالم الآثار الجيولوجية في جامعة القادسية جعفر الجوذري، قوله إنه "قبل عشرين عامًا، كان العراق يتوقع عاصفة رملية عاصفة رملية كل عام"، مضيفاً أنه من "المتوقع هذا العام أن تضرب نحو 20 عاصفة رملية العراق".
وأشار الجوذري، إلى أن "العواصف الرملية أصبحت سمة منتظمة لتنبؤات الطقس التلفزيونية في العراق، فزيادة العواصف الرملية يمكن أن تسبب مشاكل في الجهاز التنفسي وحوادث الطرق والتغيرات في الاقتصاد - مما يدفع الناس إلى التفكير في الهجرة بعيدًا عن المناطق الغربية الأكثر جفافاً في البلاد".
وتابع، أن "الغبار والرمال التي تشكل العواصف قادمة من الصحاري في العراق، وكذلك من مناطق أبعد في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية. وأضاف أن سوء إدارة المياه السطحية والجوفية في تلك المناطق، إلى جانب الاضطرابات في الصحاري الناجمة عن الزراعة وحركة الناس، ساهم في حدوث المشكلة".
وأشار عالم الآثار، إلى أن "البلاد بحاجة إلى تغيير إدارتها للمناطق الصحراوية والزراعة لتخفيف تأثير العواصف ، والقيام بأشياء مثل الاستثمار في المزيد من النباتات المحلية وتقليل استهلاك المياه الجوفية بشكل كبير"، مبيناً أن "المباني تتطلب أيضًا ترقيات لتحمل تأثير العواصف الرملية".