يترقب المشهد السياسي في العراق، اجتماع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بقادة الكتل، بعد دعوته يوم أمس للجلوس إلى طاولة حوار من شأنها بحث الأزمة والوصول إلى حلول تنهي حالة الانسداد التي تشهدها البلاد منذ أكثر من 10 أشهر.
ومن المقرر أن يحتضن القصر الحكومي، اجتماعاً برعاية الكاظمي مع قادة القوى السياسية للبدء بحوار وطني، بغية التوصل إلى حلول للأزمة السياسية، والتي وصلت إلى ذروة التصعيد، وسط تخوف من التطورات المتسارعة، مع التظاهرات والاعتصامات التي تشهدها المنطقة الخضراء ومحيطها.
وقد رحبت قيادات في تحالف الإطار التنسيقي بالدعوة، مع غموض يكتنف موقف التيار الصدري إزاءها طاولة الحوار التي حضرها الكاظمي لمناقشة الأزمة السياسية في البلاد.
وكان الكاظمي قد دعا، في بيان رسمي، أنس الثلاثاء، كلّ الأطراف الوطنية لإيقاف التصعيد الشعبي والإعلامي، ومنح المساحة الكافية للطروحات الوسطية لأخذ حيزها في النقاش الوطني.
ولاقت دعوة الكاظمي استجابة وتأييداً من بعض الأطراف، وسط صمت جهات أخرى لم ترد حتى الآن، مع استمرار الاتصالات مع قيادات مهمة في الإطار التنسيقي وممثلين عن التيار الصدري والقوى الأخرى، لحضور الاجتماع في القصر الحكومي ببغداد.
وينتظر الكاظمي إعلان الأطراف المتبقية مواقفها من الدعوة، وقد يكون الحضور من قبل بعض أطراف الإطار، في وقت ستغيب عنه زعامات مثل زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وسط غموض الموقف الصدري.
ولم يعلن الإطار التنسيقي موقفاً رسمياً من دعوة الكاظمي، إلا أن منصات إخبارية مرتبطة بالإطار، أكدت أنّ قيادات في الإطار التنسيقي والكتل المتحالفة معه ستحضر الاجتماع.
وكان رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، قد أعلن ترحيبه بدعوة الكاظمي، قائلاً في تغريدة: "أرحب بدعوات التهدئة، ونزع صواعق التوتر"، مبيناً أن "ذلك دليل على الشعور بالمسؤولية".
وأضاف، أنّ "المرحلة حرجة، وخفض التصعيد ضرورة، وتلمّس مخارج للأزمة الراهنة حاجة وطنية كبرى لا تحتمل التأجيل"، مشيراً إلى أن "المواطنين ينتظرون حلاً لمعاناتهم، ومهمة الساسة التعاون لتقديم حلول لمصلحة الوطن".
يجري ذلك في وقت يواصل فيه زعيم تحالف الفتح هادي العامري جولاته ومحاولاته للتقريب بين طرفي الصراع؛ التيار الصدري و"الإطار التنسيقي"، ويعوّل على لقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وكان الصدر قد أجّل تظاهرات السبت التي كانت مقررة لأنصاره، إثر تصعيد كبير في حدة الأزمة السياسية العراقية، بلغ ذروته أمس الثلاثاء، بعدما اتّهم المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، صالح محمد العراقي، أطرافاً في الإطار التنسيقي بأنها "تلعب بالنار"، وتسعى لحرب أهلية، معتبراً أن "الثالوث الإطاري المشؤوم (نوري المالكي، قيس الخزعلي، عمار الحكيم) يسعى إلى الحرب الأهلية، من خلال الاعتصام مقابل الاعتصام، والتظاهرات مقابل التظاهرات".
وتتواصل حدة الأزمة بعد فشل العديد من الوساطات التي قادتها إيران وأطراف داخلية، إلى جانب بعثة الأمم المتحدة في بغداد، وسط ترقب لجلسة المحكمة الاتحادية المقررة غداً الأربعاء، للبت بالشكوى المقدمة من قبل التيار الصدري بحل البرلمان بتهمة الإخفاق في القيام بواجباته الدستورية بعد 10 أشهر من انتخابه، من دون أن يتمكن من تشكيل الحكومة أو تسمية رئيس جديد للبلاد.