في ظل وصول الانسداد السياسي بين التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي إلى مرحلة اللاعودة، ومع الدعوات التي يطلقها الناشطون لإطلاق تظاهرات في الأول من تشرين الأول المقبل، يترقب العراقيون ما ستؤول إليه الأحداث، في وضع يتأرجح بين التصعيد والتهدئة.
وأعطى الصدام المسلح نهاية الشهر الماضي تصورا للأطراف السياسية بأن هناك تذمرا شعبيا ودوليا من أي اقتتال داخلي، وبين المخاوف من التصعيد في حال مضي الإطار التنسيقي في عقد البرلمان دون موافقة التيار الصدري.
حيث يترقب العراقيون ما ستؤول إليه الأوضاع السياسية المتأزمة بعد انتهاء التهدئة التي شهدتها الأيام الماضية خلال مراسم زيارة الأربعين.
وتتأرجح التحليلات بين استمرار التهدئة أو تصاعد الصراع بين التيار الصدري من جهة، والإطار التنسيقي الذي يضم جميع الكتل السياسية الشيعية الأخرى من جهة ثانية.
وبلغت الأزمة السياسية ذروتها في نهاية آب الماضي، عندما اندلعت اشتباكات مسلحة داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، ثم ما لبثت أن علّقت معظم القوى السياسية أنشطتها وتصريحاتها الإعلامية خلال الأيام الأخيرة التي رافقت مراسم زيارة الأربعينية التي انتهت السبت، ليأتي بيان رئيس مجلس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي مؤكدا على أن العراق يمر بأزمة سياسية قد تكون الأصعب منذ عام 2003.
وتتصاعد مخاوف العراقيين مع الحديث عن استعداد التيار الصدري لتصعيد جماهيري داخل المنطقة الخضراء في حال أقدمت الكتل المنافسة على استئناف جلسات مجلس النواب العراقي، وهو ما قد يجدد الصراع المسلح على غرار ما حدث في 28 آب الماضي.
وتحاول العديد من الكتل السياسية من داخل الإطار التنسيقي ومن الكتل السنية والكردية تقريب وجهات النظر والخروج بحل يرضي جميع الأطراف، في ظل التقارير التي تشير إلى ضغوط دولية لحل الأزمة السياسية في البلاد سلميا.
وفي خضم الأوضاع السياسية المعقدة التي تشهدها البلاد، توجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي رفقة وفد وزاري رفيع إلى الولايات المتحدة الأميركية يوم الثلاثاء الماضي، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث عقد لقاءات عدة مع قادة العالم لمناقشة الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وتؤكد جهات سياسية مقربة من الحكومة أن توجّه الكاظمي إلى الولايات المتحدة بهذا التوقيت مهم، خصوصا في ظل ما يشهده العراق من صراع سياسي.
وتقول تلك الجهات، إن العراق عنصر مهم في استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم بصورة عامة، ورجّح أن يكون للمجتمع الدولي رأي في الوضع العراقي، مع إمكانية تدخله بصورة غير مباشرة لحل الأزمة السياسية، ولا سيما بعد الصدام المسلح قبل أسابيع".
فيما ترى جهات مناوئة للكاظمي، أن زيارة الأخير إلى الولايات المتحدة، جاءت لتمرير مؤامرة تهدف إلى إيقاف عزم الإطار التنسيقي عقد جلسة برلمانية يرفضها التيار الصدري.