في كل دولة، هناك قانون يسود ويسيطر وينظم الحياة بداخلها، عن طريق أجهزة أمنية تتبع لوزارة الداخلية، معنيَّة بملاحقة من يثير الذعر بين الأهالي، لكن العراق يشكو غياب هذه القصة.
الناصرية والبصرة، في كل مرة تشهدان نزاعات عشائرية مميتة، تقتل العديد من الأهالي، وتثير الرعب بينهم، وتظهر المقاطع المصورة، استخدام العشائر أسلحة ثقيلة ومتوسطة، ومنتسبي الداخلية يقفون من دون تدخل، وفق ما تظهره الصور.
في آخر حادثة حصلت، خرج قضاء النصر في محافظة ذي قار، يوم أمس عن سيطرة الاجهزة الامنية بعد اندلاع نزاع عشائري عنيف بين عشيرتي عتاب وال حاتم، مستخدمين اسلحة ثقيلة وخفيفة ورمانات هجومية.
وادى النزاع الى اصابة الذعر بين الاهالي، حيث اطلقوا مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف ارسال المزيد من القوات الامنية للسيطرة على الموقف، مستنكرين ضعف وزير الداخلية بالسيطرة على ما تشهده مدينتهم من عنف يقتل أبناءهم.
وقبل اسبوع، قتل واصيب في محافظة ذي قار أكثر من 16 شخصا في حادثتين منفصلتين في قضائي الاصلاح والرفاعي إثر نزاعات عشائرية، فيما بادرت القوات الامنية بتعزيز الانتشار الامني بسبعة افواج قتالية من الشرطة والجيش، مشيرة الى قرب انطلاق حملة واسعة لنزع السلاح.
وشهدت نهاية الاسبوع تصاعدا بوتيرة النزاعات العشائرية، اذ شهد قضاء الاصلاح (45 كم شرق الناصرية) اندلاع معارك وتبادل لإطلاق النار بين عشيرتين راح ضحيتها 14 شخصا بين قتيل وجريح، فيما شهد قضاء الرفاعي (80 كم شمال الناصرية) نزاعا آخر، بلغت حصيلته الاولية خمسة اشخاص ما بين قتيل وجريح.
وتشهد مناطق متفرقة من محافظة ذي قار تجدد للنزاعات العشائرية بين آونة واخرى يذهب ضحيتها العديد من المدنيين، اذ اعلنت مصادر طبية في محافظة ذي قار الشهر الماضي عن مصرع واصابة خمسة اشخاص في حادثين منفصلين في قضاء الشطرة اثر تجدد نزاعات عشائرية سابقة.