لم يكن تفاعل الجماهير مع المؤتمر الأول لتحالف تقدم ومرشحيه للانتخابات المحلية المقبلة، أمراً غريباً، فما حققه الحزب في الانتخابات البرلمانية عام 2021، سيتوسع في انتخابات مجالس المحافظات، بحسب ما يرى الأهالي.
عاصم الراوي، من محافظة الأنبار (60 عاما) يقول لـ "المحايد": "أتذكر جيداً لحظة انهيار المحافظة ومناطقنا في يد عصابات داعش، بعد ما باعها سياسيون كانوا يسيطرون على مقدراتها، وأتذكر جيداً ما فعلته تلك العصابات بأهالينا".
يضيف الراوي: "مناطقنا تحوَّلت إلى أكوام من الأنقاض، ولم نكن نتصور بأن تعود إلى سابق عهدها، خاصة وأن مناطق العراق لم تشهد إعماراً بعد العام 2003، لذلك فإن اليأس أصابنا، حتى جاء ذلك الذي اسمه محمد الحلبوسي، وتولى رئاسة البرلمان في العام 2018، بعدما كان محافظاً".
يكمل الراوي: "فجأة، وتحولت مناطقنا من مدمرة بشكل تام، إلى مناطق ظهرت بشكل أفضل مما كانت عليه قبل احتلالها من عصابات داعش، وكل ذلك تحقق والحلبوسي هو يشرف على هذا الإعمار".
يضيف: "حرصت مع أبناء عمومتي وأبنائي، على حضور جميع مؤتمرات حزب تقدم الانتخابية، ودعمهم في كل ما يحتاجون، لسببين، الأول رد الدين لهم، والثاني، أن نجعل مناطقنا في أياد أمينة".
ويختتم الراوي حديثه: "شعار تقدم بأنهم أمة، هو حقيقي مئة بالمئة، فهم في الأمام، ونحن القاعدة الجماهيرية الشعبية تقف خلفهم وتسندهم في كل انتخابات، لا سيما بالانتخابات المحلية المقبلة".
أما عمر علي (32 عاما) يقول لـ "المحايد": "ها هم الشباب يقفون الآن خلف شيخهم محمد الحلبوسي، الذي يقود تحالف تقدم، بكل ثقة، وسيحقق ما قاله ووعد به، كما حصل في الانتخابات السابقة".
ويضيف علي: "ما حصل عليه شباب الأنبار، يتطلع أبناء مختلف المناطق البقية للحصول عليه، وهذا الأمر يتحقق بجعل محافظاتنا في أياد تحفظ مقدراتها، وتحقق التنمية المطلوبة لها".
ويتابع: "لن نحيد عن أمة تقدم، سنقف في صفها دعماً لمشروعهم الذي سيحقق للمناطق المحررة ما تصبو إليه، ويوفر فرص العمل للشباب، لذا نقف مع أهالينا داعمين لمشروع تقدم".
الجماهير تفاعلت مع المؤتمر، وعدّته خلاصاً لمناطقهم التي ستخوض انتخابات مجالس المحافظات في كانون الأول المقبل، كي تكون بوابةً لها بالتوجه نحو التنمية الموسعة، وتغيير واقعهم، بحسب ما تفاعلوا به عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أبرز التعليقات التي كانت على مؤتمر تحالف تقدم، حثّت على دعم "مَن انتزع مأساة أبناء الأنبار، وجعلها من الماضي، وحوّلها إلى إعمار شاع في مختلف مناطق المحافظة"، فيما عبّر آخرون عن "ثقتهم بما سيقدمه تحالف تقدم حين يفوز في الانتخابات المحلية المقبلة".
وكان الرئيس محمد الحلبوسي، قد جدد العهد لجماهيره بأن يبقى تقدم على ما قدّمه للمناطق التي فاز عنها نوَّابه، وكشف عن سبب اختيار شعار تقدم "نحن أمة"، إذ قال: "نحن أُمة بتطلعاتها وأهدافها".
الرئيس الحلبوسي ذكر أمام المرشحين عن التحالف في كلمته، أن "عليهم أن يعوا، بأن وجودنا في العمل السياسي لم يكن لأجل البحث عن مهنة او منصب، بل نحن في مهمة تمثيل ابناء المناطق المحررة والحرص على تنفيذ مطالبهم والسعي لاستحصال حقوقهم".
وأضاف: "لأول مرة، تجري الانتخابات في المناطق المحررة وهي تنعم بالأمن والاستقرار وتخلو من وطأة الإرهاب، وهو ما يزيد من اهمية تلك الانتخابات".
ودعا الرئيس الحلبوسي إلى "مشاركة جماهيرية واسعة وفاعلة في الانتخابات المقبلة لاختيار الاكفأ، من اجل التصدي لمهام السلطات المحلية".
وأكمل: "على كل مرشح ان يتسلح بثلاثة أُسس وركائز، ان يكون حاملًا لقضيةِ أهله، طامحًا لأجل تحقيق اهدافهم، واثقًا بنفسه وبالفريق الذي يعمل معه".
وخلال المؤتمر أيضاً، قال الأمين العام لتحالف تقدم الوطني، الشيخ جمال الضاري: "شعارنا في هذه المرحلة "نحن أُمّة" لأن تحالف تقدم الوطني يحمل تأريخًا وقيمًا تمتد عميقًا في التأريخ، ومرشحوه هم صفوة أبناء مدنهم ومناطقهم".
وأضاف، أن "يوم الانتخابات ليس يوم عطلة رسمية فقط بل هو يوم مصيري وبالتالي فإن من يتقاعس عن اداء دوره في هذا اليوم سيتخلى عن مصيره".
وتابع مخاطباً المرشحين: "دوركم الاساس في البدء يكمن في توعية الناس وحثهم على المشاركة الفاعلة في الانتخابات المقبلة، لأن الحقوق تؤخذ ولا تمنح".
وأكمل: "تحالف تقدم الوطني حمل على عاتقه المهمة والأمانة ومرشحوه قبلوا التحدي لاثبات وجودهم وخدمة أهلهم وكلنا ثقة بهم وبنجاح مهمتهم ومسعاهم".