سياسي / ملفات 17-08-2021, 11:42
المحايد/ ملفات
يعيش المئات من العراقيين العالقين بين حدود بيلاروسيا- ليتوانيا أوضاعاً صعبة، بعد أن منعتهم السلطات في ليتوانيا من الدخول إلى أراضيها مستخدمة "القوة والقنابل المسيلة للدموع" لردعهم.
فيما ناشد عدد من العالقين هناك حكومة بغداد بالتدخل العاجل "لإنقاذهم من الموت الحتمي"، حسب تعبير محمد ضياء الذي أخذ عائلته إلى بيلاروسيا بغية الوصول إلى اوروبا.
وتتجه أعداد كبيرة من المهاجرين إلى دول البلطيق الأوروبية مثل ليتوانيا ولاتفيا وبولندا.
ويوم الخميس، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، تسيير رحلة لإعادة 145 عراقياً من العاصمة البيلاروسية.
وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجيّة أحمد الصحّاف في بيان، إن "رحلة لشركة فلاي بغداد تحمل (145) مسافراً عراقياً، استكملت الإجراءات اللازمة متوجهة إلى بغداد من العاصمة البيلاروسية منسك".
وتتهم حكومات تلك الدول رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو باستغلال القضية للضغط على الاتحاد الأوروبي لإلغاء العقوبات المفروضة على بلاده في ضوء انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة.
من جانبه، صوّت البرلمان الليتواني على بناء سياج معدني ارتفاعه أربعة أمتار على طول حدوده مع بيلاروسيا لإبعاد المهاجرين.
ويوم الثلاثاء الماضي، وبحسب بيان لمكتبها الإعلامي، أعلنت الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية "وصول رحلتها الاستثنائية إلى مطار بغداد الدولي التي خصصت لإجلاء المواطنين العراقيين العالقين في بيلاروسيا وحدودها المشتركة مع ليتوانيا".
وأضاف البيان أن "الرحلة التي هبطت داخل مطار بغداد الدولي أجْلت نحو 240 مواطناً عراقياً إضافة إلى نقل جثمان المتوفى العراقي جعفر الحارس الذي قضى على الحدود البيلاروسية الليتوانية".
عالقون: انقذونا
ويؤكد محمد ضياء (41 عاماُ) الذي قرر الهجرة إلى أوروبا، وهو أحد العالقين بين حدود بيلاروسيا- ليتوانيا، أن "عشرات العائلات من العراقيين يعيشون ظروفاً مأساوية في الحدود هناك، فهم عالقون بلا ماء ولا دواء ولا طعام، باستثناء بعض الخبز والبسكويت وأشياء أخرى ستنفذ تماماً خلال الأيام المقبلة".
ويوضح ضياء الأب لطفلين، "ما أريده هو الحفاظ على عائلتي من الموت المحقق الذي نراه الآن، لا أحد يعرف شيئاً عنا، نقطع مسافات طويلة في سبيل الحصول على بعض الطعام، على السفارة العراقية التدخل بشكل عاجل لإنقاذنا مما نحن عليه الآن".
ويؤكد "لم أعد أريد الذهاب إلى اوروبا، أريد الحفاظ على عائلتي فقط، أعيدوني إلى العراق أو إلى أي بلد آخر، لكني أريد ترك هذا المكان بأسرع وقت".
ويشير ضياء، إلى أن "المهاجرين العراقيين تعرضوا للضرب والإهانة والاعتقال من قبل السلطات الليتوانية، وقد تم منعهم بالقوة من دخول أراضيهم لأي سبب كان"، موضحا "تعرضنا للقنابل الدخانية والصوتية، وتعرض أطفال كثيرون لحالات اختناق وفقدان الوعي بسبب حالة الطقس السيئة وتعامل حرس الحدود الليتوانيين معنا".
وختم "على الحكومة إنقاذنا قبل فوات الأوان، فلم نعد قادرين على التحمل أكثر".
العراق يوقف رحلاته إلى بيلاروسيا
ورداً على الغضب الأوروبي إزاء سماح بيلاروسيا لمئات العراقيين من التوجه إلى الحدود الليتوانية بعد تصاعد الخلافات معهم، قررت السلطات العراقية إيقاف جميع الرحلات إلى بيلاروسيا خشية من عقوبات أوروبية جديدة قد تطال سلطة الطيران المدني في العراق.
وقالت شركة الخطوط الجوية العراقية، تعليقاً على قرار تعلق الرحلات "إنها جهة تنفيذية وتطبق جميع التعليمات الصادرة من الجهات العليا المتمثلة برئاسة الوزراء أو وزارة النقل أو سلطة الطيران المدني العراقي".
وأضافت، أن "هناك لجنة مشكلة من رئاسة الوزراء تضم كل الجهات المعنية، وجهت وزارة النقل والخطوط الجوية العراقية باعتبارها أحد تشكيلات الوزارة، بإيقاف الرحلات بشكل مؤقت اعتبارا من 5 آب ولمدة أسبوع واحد، بين بغداد ومنسك".
وذكرت أنه "تم استحصال موافقات بتسيير رحلات باتجاه واحد وذلك لتسهيل عودة العراقيين المتواجدين على الأراضي البيلاروسية".
الخارجية: من هنا نصدر جوازات عودة العالقين
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية، المباشرة بإصدار جوازات مرور للعراقيين العالقين في بيلاروسيا.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان، إن "وفد الوزارة القنصلي يتواجد حالياً في العاصمة البيلاروسية مينسك من أجل المباشرة بإصدار جوازات مرور للمواطنين العالقين في بيلاروسيا".
وأضاف أن "هذا الاجراء جاء لتسهيل عودتهم إلى العراق وذلك في مقر الخطوط الجوية العراقية والواقع على العنوان الآتي : شارع يانكي كوبلا 23 رقم المكتب 4".
من جهته بحث رئيس الجمهورية برهم صالح ونظيره الليتواني غيتاناس ناوسيدا، قضية العراقيين العالقين عند الحدود مع بلاروسيا، فيما أكد صالح ضرورة حماية حقوق المهاجرين وضمان أمنهم وحياتهم.
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان، إن "رئيس الجمهورية برهم صالح تلقى، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا"، مبينةً أن "الاتصال تناول مناقشة أوجه التعاون المشترك وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وبحث قضية المواطنين العراقيين العالقين عند الحدود البيلاروسية – الليتوانية".
وأضافت، أنه "جرت الإشارة إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية عبر وزارة الخارجية في العودة الطوعية للمواطنين العالقين عبر تسيير رحلات جوية، فضلاً عن جهودها الدبلوماسية في حلّ القضية".
وأكّد صالح أن "القوانين العراقية تكفل حرية السفر والتنقل للمواطنين العراقيين، غير أن الوقوع في شراك شبكات الإتجار بالبشر عمل خطير"، لافتاً إلى أن "الحكومة اتخذت إجراءات مهمة وعاجلة، كما تمّ فتح تحقيق للوقوف حول ما جرى من توريط المواطنين والإيقاع بهم".
وشدد على "ضرورة حماية حقوق المهاجرين وضمان أمنهم وحياتهم باعتبارها مبدأً أساسياً من مبادئ حقوق الإنسان"، معرباً عن أسفه لـ"مقتل مواطن عراقي على الحدود البيلاروسية - الليتوانية، حيث تمت دعوة عبر وزارة الخارجية العراقية في وارشو للجانب الليتواني لتزويد العراق بما يتوفر لديه من معلومات وتفسيرات بشأن حادثة القتل الأليمة".
وذكر أن "العراق يلتزم باحترام الدول وسيادتها"، داعياً إلى "أهمية التعاون المشترك بين الطرفين وزيادة التنسيق بين الجهات المعنية في كلا البلدين".