المحايد/ بغداد
شهد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذي عقد اليوم في العاصمة بغداد، تفاعلاً دولياً عربياً وأجنبياً، بعد مشاركة تسع دول ألقى ممثلوها كلمات لهم حول المؤتمر ودعم العراق.
المؤتمر افتتحه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بكلمةٍ مطوّلة، تناول فيها عدداً من المواضيع، من بينها رفض العراق استخدام أراضيه لتصفية الحسابات، وتأكيد العراق على إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها المقرر بالعاشر من تشرين الأول.
ودعا الكاظمي إلى استمرار تقديم الدعم للعراق، وأكد فتح أبوابه أمام شركات الاستثمار بمختلف مسمياتها.
وبعد هذه الكلمة التي ألقاها الكاظمي، تحدث ممثلو الدول، وأولهم الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، بعدما أكد بأكثر من مرة، إصرار بلاده على دعم العراق، والوقوف إلى جانبه.
من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء الاماراتي ورئيس الوزراء الكويتي وامير قطر والرئيس المصري والعاهل الأردني، دعم بلادهم المستمر للعراق وبمختلف المجالات خصوصاً بعدما أشاروا الى ان اتفاقيات ستُعقد في وقت لاحق.
أما وزير الخارجية الإيراني، ونظيريه التركي والسعودي، الذين مثلوا بلادهم في مؤتمر بغداد، أكدوا بتصريحاتهم على محاربة الإرهاب وتقديم الدعم لمؤسسات الدولة العراقية، ومساعدتها بالانتخابات النيابية التي ستجرى بالعاشر من تشرين الأول.
ويقول مراقبون مختصون لـ "المحايد"، إن "نتائج المؤتمر سيحصل عليها العراق في المستقبل القريب، حين يجري انتخاباته المبكرة، ومن ثم إكمال مشاريع اقتصادية تتمثل بالتبادل التجاري وإدخال شركات أجنبية الى العراق، وكذلك مشاريع ربط الكهرباء".
وفي وقت سابق من اليوم، أُصدر البيان الختامي الذي قال: "اجتمع المشاركون في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في ٢٨ اب ٢٠٢١ على مستوى الزعماء والقادة لدعم العراق والتباحث بشان التحديات والقضايا المشتركة والافاق المستقبلية".
وأعرب المشاركون عن شكرهم وتقديرهم لجهود جمهورية العراق بعقد ورعاية هذا المؤتمر بمشاركة زعماء وقادة دول المنطقة والصديقة، وعبروا عن وقوفهم الى جانب العراق حكومة وشعبا، وشددوا على ضرورة توحيد الجهود الاقليمية والدولية وبالشكل الذي ينعكس ايجابا على استقرار المنطقة وامنها. بدوره ثمن العراق الدور التنسيقي الذي لعبته الجمهورية الفرنسية لعقد وحضور هذا المؤتمر ومشاركتها الفاعلة فيه، بحسب البيان.
وأضاف: "رحب المشاركون بالجهود الدبلوماسية العراقية الحثيثة للوصول الى ارضية من المشتركات مع المحيطين الاقليمي والدولي في سبيل تعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية والامنية وتبني الحوار البنّاء وترسيخ التفاهمات على اساس المصالح المشتركة، وان احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الايجابي في علاقاته الخارجية".
وجدد المشاركون دعمهم لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة وفقا للاليات الدستورية واجراء الانتخابات النيابية الممثلة للشعب العراقي ودعم جهود العراق في طلب الرقابة الدولية لضمان نزاهة وشفافية عملية الاقتراع المرتقبة، وفقاً للبيان.
واقر المشاركون بان المنطقة تواجه تحديات مشتركة تقتضي تعامل دول الاقليم معها على اساس التعاون المشترك والمصالح المتبادلة ووفقا لمبادىء حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية.
كما أثنى المشاركون على جهود العراق وتضحياته الكبيرة في حربه على الارهاب بمساعدة التحالف الدولي والاشقاء والاصدقاء لتحقيق الانتصار، ورحبوا بتطور قدرات العراق العسكرية والامنية بالشكل الذي يسهم في تكريس وتعزيز الامن في المنطقة، مجددين رفضهم لكل انواع واشكال الارهاب والفكر المتطرف.
ثمن المجتمعون جهود الحكومة العراقية في اطار تحقيق الاصلاح الاقتصادي بالشكل الذي يؤمن توجيه رسائل ايجابية تقضي بتشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات ويعود بالنفع على الجميع ويخلق بيئة اقتصادية مناسبة ويعزز عملية التنمية المستدامة وخلق فرص العمل.
واكد المشاركون على دعم جهود حكومة جمهورية العراق في اعادة الاعمار وتوفير الخدمات ودعم البنى التحتية و تعزيز دور القطاع الخاص، وكذلك جهودها في التعامل مع ملف النازحين وضمان العودة الطوعية الكريمة الى مناطقهم بعد طيّ صفحة الارهاب.
وشدد المشاركون على ضرورة استمرار التعاون في مواجهة جائحة فايروس كورونا من خلال تبادل الخبرات ونقل التجارب الناجحة بشان اليات التطعيم و دعم القطاعات الصحية وبناء تعاون فاعل لمواجهة هذا التحدي المشترك وتاثيراته الصحية والاجتماعية والاقتصادية الكبيرة.
كما تم الاتفاق على ضرورة تعزيز الجهود مع العراق للتعامل مع التحديات الناجمة عن التغيير المناخي والاحتباس الحراري وفق الاتفاقات الدولية ذات الصلة.
بدوره، عبر العراق عن امتنانه وتقديره لهذا الحضور الفاعل من قادة الدول الشقيقة والصديقة ووزراء الخارجية والمنظمات الاقليمية والدولية والبعثات الدبلوماسية المشاركة والمراقبة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة.