المحايد/ بغداد
بعد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، خرج المسؤولون العراقيون، بدءاً من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وصولاً إلى وزير الخارجية فؤاد حسين، قائلين، إن "العراق يسعى لتقريب وجهات النظر في المنطقة وتخفيف التوترات"، ولا يخفى عن المراقبين، بأن ما مقصود هو النزاع المستمر بين إيران والسعودية، وبين عدد من البلدان الأخرى، لكن الأهم هذين البلدين.
وجمع مؤتمر بغداد، وزيري خارجية إيران والسعودية، حسين أمير عبد اللهيان، وفيصل بن فرحان، على طاولة واحدة، وقالا كلمتيهما في المؤتمر، وأشارا إلى أن بلديهما يسعيان إلى الحوار لحل النزاع في المنطقة، من أجل تخفيف التوترات.
وبدا واضحاً، أن العراق بدأ يلعب دوره الإقليمي، وهذا ما أكده السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، حين أكد أن بلاده تعتزم عقد جولة جديدة من محادثاتها مع المملكة العربية السعودية في بغداد.
وقال مسجدي خلال مشاركته في "ملتقى الرافدين للحوار": "من خلال تعاون الحكومة العراقية عقدنا ثلاث جولات من المباحثات مع السعودية في بغداد، وستعقد الجولة الرابعة بعد تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة".
وتابع الدبلوماسي الإيراني، ممثل طهران في بغداد: "إيران دولة عظمى ومتحضرة ومستعدة لأي نوع من الحوار نحو السلام والصداقة مع الدول بما في ذلك السعودية. وقد أعلنت إيران استعدادها للحوار والسلام وتمد يدها لمساعدة دول الجوار والمنطقة".
وفي مايو الماضي، أكدت إيران علنا للمرة الأولى إجراء محادثات مع السعودية، قائلة إنها ستبذل قصارى جهدها لتسوية القضايا بين البلدين اللذين قطعا العلاقات الدبلوماسية عام 2016.
ومنذ ذلك الإعلان، اُنتخب إبراهيم رئيسي رئيسا جديدا لإيران وأدى اليمين في الخامس من أغسطس الجاري، ويوم الأربعاء الماضي أقر البرلمان الإيراني جميع مرشحي رئيس الدولة الجديد للمناصب الوزارية باستثناء أحد المرشحين.
ويرى مراقبون للشأن السياسي، أن "العراق بإمكانه حل النزاع بين إيران والسعودية، عبر تفعيل علاقاته مع الطرفين، خصوصاً وأنها تشهد تطوراً مستمراً، فالرياض ترحب بمبادرات بغداد، وكذلك إيران التي أعلنت ترحيبها بخطوات بغداد".
وقبل يومين، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في رد على سؤال إن كانت قد عقدت مفاوضات جديدة بين إيران والسعودية على هامش مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة؟ حيث أجاب: "لم يكن هنالك اي لقاء بين إيران والسعودية غير اللقاءات السابقة ولم تشهد بغداد مفاوضات جديدة".
وتابع خطيب زادة قائلا: "3 جولات من المفاوضات عقدت بين إيران والسعودية سابقا ولو اقتضى الامر ستعقد مرة أخرى".
وأكد خطيب زادة على أن إيران ترحب بأي مبادرة تساهم في إحلال السلام والاستقرار في العراق موضحا أن "الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي زار العراق سابقا وسيزورها لاحقا".
ولفت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى أن "زيارة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بغداد كانت ناجحة، وأنه من غير الصحيح التركيز على القضايا الهامشية، الكل يعلم ما هو دور ايران في العراق والمنطقة، وبالتالي فأن مؤتمر بغداد يصب في تعزيز الشراكة والتعاون".