المحايد/ بغداد
سلّط تقرير لموقع "آسيا تايمز"، وكتبه الصحفي المختص جوناثان جورفيت، اليوم الخميس، الضوء على حرب المياه الإقليمية، والتي تسببت بها تركيا وإيران، وضحيتها العراق، حين أشار إلى أن الأخير هو الخاسر الأكبر في حروب المياه بالشرق الأوسط.
وأضاف التقرير: "مع تدفق اثنين من أشهر الأنهار في العالم، كان العراق معروفاً منذ قرون باسم الهلال الخصيب في الشرق الأوسط، وبحضاراته الغنية التي يرويها نهرا دجلة والفرات"، مضيفاً: "لكن الآن، تضافرت درجات الحرارة المرتفعة والجفاف الطويل وسوء إدارة المياه والسياسات المتصدعة لتهدد بكارثة بيئية لهذه الأنهار وذلك البلد".
واشار التقرير إلى أن بناء السدود من قبل تركيا وإيران أدى إلى خفض إمدادات المياه في هذه الأنهار الحيوية وروافدها، بما منح أنقرة وطهران نفوذا كبيرا على جارهما العراق.
وتابع: "في الوقت نفسه، تؤدي السيطرة على ما تبقى من المياه إلى تأجيج التوترات المحلية في العراق"، لينقل التقرير عن إبراهيم المرعشي، وهو خبير في شؤون العراق وأستاذ من جامعة جنوب كاليفورنيا، قوله: "في الماضي كنا نعتقد أن الدول ستخوض حرباً على المياه، لكن الآن، الأمر يتعلق أكثر بالنزاع على المياه داخل البلدان، سوريون مقابل سوريين، وعراقيون مقابل عراقيين.
وبحسب التقرير، ينبع نهرا دجلة والفرات البالغ طولهما 3000 كيلو متر و1900 كيلو متر من عند جبال جنوب تركيا، قبل أن يبدأ التدفق الذي ينتهي في جنوب العراق، عند ممر شط العرب المائي على رأس الخليج.
وأكمل: "يتدفق كلا النهرين عبر تركيا وسوريا والعراق، رغم أن "دجلة" يلمس لفترة وجيزة الحدود السورية شمال غرب الموصل، ويتدفق عدد من المجاري المائية الرئيسية إلى العراق من إيران في الشرق".
ونقل التقرير عن "فابريس بالانش"، خبير المياه الإقليمي من جامعة ليون، قوله" أكثر من 90% من مياه العراق تأتي من خارج البلاد، لكن في التسعينيات، بدأت تركيا في بناء سلسلة من السدود عبر نهري دجلة والفرات، عُرفت باسم مشروع جاب".
وأردف: "بشكل عام، تم التخطيط لـ 22 سدا في هذا الإطار، وتم الانتهاء من 16 سدا الآن"، مضيفاً: "وفقاً لأرقام المشروع، ضاعفت المياه من هذا المشروع حتى الآن كمية الأراضي الزراعية المروية في تركيا، مع زيادة إنتاج محاصيل القطن والحبوب كثيفة الاستهلاك للمياه".
وبيّن: "بنتْ سوريا أيضا سدودا على نهر الفرات، حيث توفر قناطر تشرين والطبقة مياه الشرب والري، فضلا عن الكهرباء"، مشيراً إلى أنه "يتم تزويد نهر دجلة أيضا بالمياه من إيران عبر عدد من الأنهار، في الواقع، يذهب نحو ثلثي المياه التي تغادر إيران إلى العراق".
لكن وبحسب بالانش، "عندما يكون لديك ما يكفي من الأمطار، كما كان الحال في العقود السابقة، فإن كل هذا كان يعمل بشكل جيد، المشكلة الآن أن الأمر ليس كذلك".
ومضى التقرير بقوله: "شهدت السنوات الأخيرة انخفاضاً كبيراً في هطول الأمطار في جنوب شرق تركيا وإيران، ونقل عن بالانش، قوله: في جميع أنحاء الشرق الأوسط، سنرى حوالي 40% أقل من الأمطار بحلول 2040-2050، وأضاف تتخذ إيران خطوات للحفاظ على المزيد من المياه في أراضيها، حيث بنت 16 سدا على نهر "سيروان" وحده، كما تخطط لبناء 109 سدود أخرى على الأنهار التي تتدفق إلى العراق".
وتابع التقرير: في الوقت نفسه، هناك قدر هائل من هدر المياه في العراق، تشمل طرق الري هناك التي تعود إلى آلاف السنين، طريقة غمر الحقول، وقد أدانتها منظمة الأغذية والزراعة لإهدار حوالي 85% من المياه المستخدمة".
ونقل عن المرعشي قوله: مع تشغيل سدودها على نهري دجلة والفرات، أصبحت تركيا الآن قوة مهيمنة على المياه".
وتابع: يمكن أن يؤدي قطع المياه أيضا إلى النزوح، ودفع السكان للخروج من المناطق القاحلة ونقل عن رحمن خاني، مدير سد "دربنديخان" الذي يتم إفراغه بسرعة في شمال العراق، قوله للصحفيين في: إن السدود الإيرانية ستجبر الناس على الهجرة إلى أماكن أخرى.