المحايد/ ملفات
مع الشعور المتكرر بالإحباط الذي يعصف بالعراقيين مع كل انتخابات، يقترب موعد عملية الاقتراع مع إنهاء الاستعدادات كافة لإجرائها في العاشر من شهر تشرين الأول المقبل.
ويعاني العراقيون من حال مأساوي منذ 17 عاماً، دفعهم إلى الخروج بتظاهرات عارمة في بغداد وعدد من المحافظات الأخرى التي عُرفت بانتفاضة تشرين، والتي أسقطت حكومة عادل عبد المهدي وأنتجت حكومة جديدة برئاسة مصطفى الكاظمي.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، انتهاء كافة الاستعدادات لإجراء الانتخابات.
وكان رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، قد اطلع، الأربعاء الماضي على سير تنفيذ عملية المحاكاة الثالثة والأخيرة للعملية الانتخابية، التي جرت في مقر المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالعاصمة العراقية بغداد .
وجرى خلال المحاكاة، تقديم عرض تفصيلي وشرح شامل لجميع فقرات تنفيذ العملية الانتخابية، التي ستجرى في 10 من أكتوبر المقبل.
وأكد الكاظمي، أن الهدف من هذه المحاكاة هو "الخروج بانتخابات نزيهة، تعكس تطلع العراقيين إلى مستقبل أفضل، وأن تعبر نتائجها بشكل حقيقي عن إرادة الشعب العراقي".
وتقول الناطقة باسم المفوضية جمانة الغلاي، قائلة: "تمت المحاكاة الأخيرة بحضور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ومستشاره للشؤون الانتخابية، وبحضور شركة ميرو الكورية المصنعة للأجهزة، والشركة الألمانية الفاحصة، ولجنة الأمن السيبراني".
وتابعت: "كما حضر ممثلون عن الأمم المتحدة، والوكالة الدولية للنظم الانتخابية، وعدد من السفراء الأجانب والمراقبين الدوليين، وبعثة الاتحاد الأوروبي"، موضحة أنه تمت المحاكاة الانتخابية في 2179 محطة، وأن "النتائج كانت مطابقة ووصولها إلكترونيا تم خلال أقل من ساعتين".
وأضافت المتحدثة بلسان مفوضية الانتخابات: "بعد نجاح هذه المحاكاة نستطيع القول كمفوضية، أننا على أتم الاستعداد لإجراء الانتخابات، خاصة وأننا قد فرغنا من إتمام كافة التفاصيل والجوانب اللوجستية المتعلقة بإنجاز العملية، من استمارات وأوراق اقتراع، إلى الحبر وأقلام التأشير، ومستلزمات المراكز والمحطات المختلفة".
وقد تم تدريب موظفي الاقتراع، وعددهم أكثر من 300 ألف موظف، لمدة أسبوعين متواصلين، حول إجراءات التصويتين العام والخاص، وآليات استخدام الأجهزة، بحسب الغلاي.
وتابعت: "لقد شاركوا في هذه المحاكاة كناخبين، التي بعد إتمامها بنجاح، ننتظر ساعة الصفر للبدء بالعملية الانتخابية".
يذكر أن الانتخابات المبكرة هذه، التي يفصلنا عن موعدها نحو أسبوعين فقط، كان من المفترض تنظيمها في يونيو من العام الجاري، لكن لاعتبارات فنية ولوجستية متعلقة بعامل الوقت، وتفشي فيروس كورونا المستجد، وطبيعة المناخ الصيفي شديد الحرارة في العراق خلال يونيو، قررت الحكومة تأجيلها، بطلب من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، لتتم في العاشر من أكتوبر المقبل.
وكان قد تقرر إجراء الانتخابات على ضوء الاحتجاجات الشعبية الواسعة أواخر عام 2019، الرافضة لسوء إدارة البلاد، والارتهان لدول إقليمية ولميليشاتها في العراق، وتخلف الخدمات، وتفشي الفقر والفساد والبطالة، وتردي واقع الناس المعيشي، في بلد غني يسبح على بحار من الموارد الطبيعية.
يشار إلى أن العدد الكلي للمرشحين للانتخابات العامة العراقية، يبلغ أكثر من 3200 مرشح، من بينهم 951 مرشحة، يتنافسون على 329 مقعدا برلمانيا، هي مجموع مقاعد مجلس النواب العراقي.