المحايد/ ملفات
مع بدء العد التنازلي لحلول موعد الانتخابات البرلمانية العراقية، يتجدد النقاش والجدل بين النخب الثقافية والناشطين وقيادات الاحتجاج، حول جدوى المشاركة في الانتخابات من عدمها، في وقت يشدد فيه المجتمع الدولي على ضرورة إنجاح العملية الانتخابية في العراق كونها "مصيرية وهامة".
وفي تغريدة جديدة له، دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، العراقيين إلى الإسراع في استلام بطاقات الانتخاب.
وكتب الكاظمي في تغريدته "شعبنا العزيز، شعب التضحيات والمكارم والقيم وصنّاع التغيير، دعوتي لكم أن تسارعوا إلى استحصال بطاقة الناخب، من أجل مستقبلكم ومستقبل أبنائكم".
وأضاف: "أصواتكم أمانة لا تهدروها، من يسعى إلى الإصلاح والتغيير للأفضل، عليه العمل على المشاركة الواسعة في الانتخابات، أصواتكم مستقبل العراق".
وتستعد مختلف الوزارات، والمؤسسات الأمنية والخدمية، لإنجاح الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في العاشر من أكتوبر، في وقت تؤكد فيه مفوضية الانتخابات استكمال "كل الاستعدادات الفنية واللوجستية والأمنية لإقامتها".
لن يتغير شيء
ويقول الناشط عباس غانم (43 عاماً)، وهو أحد أنصار خيار مقاطعة الانتخابات، إن "الاحزاب السياسية التي أحكمت قبضتها على العراق منذ عقود تعيد تدوير نفسها داخل النظام السياسي بطرق مختلفة، مع الإبقاء على نظام المحاصصة في توزيع الرئاسات الثلاث والمناصب السيادية والحقائب الوزارية وصولاً إلى أصغر وظيفة في الدوائر الحكومية".
ويتابع إن "الإبقاء على نظام سياسي قائم على أساس الولاءات والمحاصصة لن ينفع العراقيين بشيء حتى لو مررنا بـ10 دورات انتخابية إضافية".
ومضى غانم: "الكثير من أنصار احتجاجات تشرين ذاهبين باتجاه خيار مقاطعة الانتخابات، فيما يأملون من المجتمع الدولي تحقيق الرقابة الصارمة، ومتابعة نتائج الانتخابات وما سيتمخض عنها، والضغط عليهم باتجاه تصحيح المسار الديمقراطي في العراق، والتخلص من المحاصصة التي أدت إلى انهيار كل شيء في البلاد".
تحذير أممي
وحذرت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جنين بلاسخارات، من مقاطعة الانتخابات البرلمانية.
وقالت خلال مؤتمر صحفي، إن "الأمم المتحدة تدعم إجراء انتخابات ذات مصداقية عالية، ونشيد بالتزام وجدية الحكومة العراقية بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد".
وأضافت أن "المفوضية العليا العراقية المستقلة للانتخابات، تعمل على الحد من التزوير، وأن هناك اتفاقا على عدم السماح بدخول الهواتف النقالة إلى مراكز التصويت، فضلا عن تعيين موظف لغة الإشارة لمساعدة المعاقين في الانتخابات".
ستنهار الدولة
ويرى مؤيدو المشاركة الفاعلة في الانتخابات، وهم من نخب سياسية وثقافية واجتماعية مختلفة، أن "الطريق الوحيدة لصيانة الدولة تأتي عن طريق الإبقاء على العملية الديمقراطية".
ويقول الناشط السياسي حسان مجيد: "نحن مع مطالب احتجاجات تشرين المطالبة بالقضاء على الفساد والمحاصصة ومحاربة الولاءات الخارجية وإيجاد نظام سياسي يؤمن بالسيادة المطلقة للبلاد، لكن هذا يتجلى حينما يتم الحفاظ على النظام الديمقراطي في العراق بصورة صحيحة".
ويضيف "العراق يعيش تجربة ديمقراطية مشوهة حتى الآن، ولا سبيل لتصحيح مسارها الا عبر الالتزام بالتوقيتات الدستورية بالمشاركة في الانتخابات واختبار البديل الناجح، الذي يحفظ كرامة العراقيين".
ويتابع "نعم قد تفشل الانتخابات المقبلة، مثلما فشلت سابقاتها في تحقيق الازدهار والسيادة الكاملة للعراق، لكنها الخيار الوحيد الذي دفع العراقيون أثمانه الباهظة، دولة ديمقراطية، تتجدد من خلال انتخابات نأمل أن تكون حرة ونزيهة بعيدة عن تأثير المال والسلاح السياسي".
أما آمنة خليل، الأستاذة الجامعية المختصة بالقانون الدولي، تحذر من "انهيار الدولة في حال فشل الانتخابات وعدم تحقيقها نسبة مشاركة ناجحة، لأن ذلك سيبعث رسائل إلى المجتمع الدولي بأن هناك رفضا تاما للنظام السياسي القائم في البلاد".
وتتابع: "تحقيق مستوى متدن من المشاركة في الانتخابات، يعني الذهاب بالدولة إلى المجهول، لأنه في هذه الحالة، ستسحب الشرعية الشعبية من النظام السياسي القائم، بالتالي ستعمل كل الجماعات المسلحة وأصحاب النفوذ على التحلي بنفوذها بالقوة، ورفض أي إجراء قد يمس مصالحها، الأمر الذي سيؤدي إلى صراع بين القوى السياسية وأذرعها المسلحة، بنتائج غير محمودة العواقب".
وتختم: "الحل والخلاص من هذا التشاؤم، يأتي من خلال سعي الدولة إلى تثبيت أركانها، وزرع الثقة بالعملية الانتخابية في نفوس المواطنين، من خلال تحقيق المطالب التي يناشد بها العراقيون منذ عقود، وبخلاف ذلك فإن الفجوة ستتسع بين القوى السياسية والشعب العراقي".
مكافآت لمن يستلم بطاقته
وفي خطوة لتشجيع المواطنين على استلام بطاقاتهم الانتخابية، قالت المتحدثة الرسمية باسم مفوضية الانتخابات جمانة الغلاي، أن الحكومة خصصت مكافأة خاصة لكل ناخب يستلم البطاقة البايومترية الخاصة به".
وأضافت الغلاي أن "الجهات المعنية بإنجاح الانتخابات حريصة كل الحرص على تحقيق مشاركة واسعة مع بدء العدل التنازلي للانتخابات".
ودعت الغلاي "المواطنين إلى التوجه نحو مراكز تسجيل الناخبين وتسلم البطاقات البايومترية الخاصة بهم، وانتظار ما سيصدر من تعليمات بخصوص نوع المكافئة المخصصة لهم"، مشيرة إلى أن "المفوضية قررت نقل البطاقات غير المستلمة من قبل المواطنين إلى المكاتب الوطنية المنتشرة في عموم مناطق البلاد".