الصفحة الرئيسية / قرى في ذي قار: لسنا كائنات فضائية.. أيتها الحكومة نحن هنا

قرى في ذي قار: لسنا كائنات فضائية.. أيتها الحكومة نحن هنا

المحايد/ محليات 



"نعيش خارج خارطة ذي قار، ونشعر أننا كائنات فضائية لا أحد يستطيع الوصول لمناطقنا، لا ماء صالح للشرب، ولا كهرباء ولا مدارس ولا مستوصفات طبية منذ عقود، حتى أننا لا نرى دوريات حكومية تسأل عن وضعنا"، هكذا يختصر مختار قرية أبو الأطرش الوضع في ثلاث قرى لم تصلها أي خدمات حكومية منذ عقود. 

 

ويضيف المختار جاسم السعيدي، أن "أكثر من خمسة آلاف نسمة، يعيشون أوضاعاً مأساوية منذ 18 عاماً، حيث لم تبن أية مستشفى، أو أي مركز صحي أو مدارس، في القرى الثلاث وهي الأزابج وأبو الأطرش وسيد طعيمة". 

 

ويتابع: "يشعر سكان هذه القرى بأنهم خارج الخارطة".

 

"ورغم تظاهراتنا المستمرة وقطع أبناء القرى الثلاث للشوارع ورفع لافتات وتكرار الاعتصامات، إلا أن أحداً لم يستجب لنا، لنبقى نواجه واقعنا المأساوي بأنفسنا"، يؤكد السعيدي. 

 

وفي لقاء مع بعض أهالي القرى، يقول محمود فيحان، إنه "يضطر لشراء الماء وتشغيل المولد الكهربائي من الصباح حتى المساء، يومياً، كما يضطر لقطع مسافات طويلة لإيصال أبنائه إلى المدارس". 

 

ويوضح: "ويعتمد أهالي القرى المنكوبة الثلاث، على الباعة المتجولين، في شراء الماء والطعام، ويرسل أغلبهم أبناءهم في خطوط نقل إلى مدارس في قضاء الدواية، أقرب المناطق التي تحتوي على مدارس ومستوصف طبي".وبمسافة تقدر بـ10 كم، تبتعد القرى عن اقرب مركز حضري، وتحتوي على مدرسة طينية شيدت بدعم من أهالي القرى، لكنها وبمرور الزمن لم تعد صالحة للاستخدام، بسبب تهالكها، ما اضطر العوائل إلى ارسال ابنائهم إلى المدارس القريبة. 

 

وحول المدارس، يقول السعيدي، إن الكوادر التعليمية ترفض البقاء في المدرسة الطينية المشيدة، بسبب "وضعها المأساوي وعدم احتواءها على أي خدمات، كما تغرق بالمياه في مواسم الأمطار، ما يعيق تقديم أي حصص للتلاميذ". 

 

من جهته، يقول المزارع باقر علي (34 عاماً)، إنه "يفضل البقاء في القرى المكنوبة على الذهاب إلى الأحياء السكنية، فالوضع المعيشي هناك يحتاج مصاريف أكثر، بينما هنا يعتمدون على ما يزرعونه ويبيعونه في الأسواق". 

 

ويوضح: "توجد في القرى الثلاث مساحات واسعة، وتشتهر بزراعة محاصيل الشلب والخضروات والتمور والحنطة، بإنتاج وفير، لكن الإهمال الحكومي، أدى لتراجع الإنتاج الزراعي".

 

وأصبحت الزراعة مقتصرة على من يملك أياد عاملة من أفراد عائلته وعشيرته، ليزرع الأراضي القريبة منه، ويبيعها خلال المواسم المتفرقة، حسب علي.

 

فيما يدعو السعيدي المسؤولين والقائمقام وأعضاء مجلس النواب عن محافظة ذي قار، وكل من يريد تقديم المساعدة إلى أهالي القرى "لزيارتها في القريب العاجل، وإنقاذ سكانها وتذكير المسؤولين بأن الآلاف يعيشون هنا، ليسوا خارج خارطة المحافظة". 

 

وتم إنشاء شبكة الكهرباء الواصلة لهذه القرى عام 1988، ومنذ ذلك الحين، لم تجر لها أية صيانة، وإذا كانت الرياح عالية يقوم قضاء الدواية بفصل الكهرباء عن المنطقة يومين أو أكثر، لأن الأسلاك مترهلة ومنتهية الصلاحية، وفق المختار السعيدي.

 

ويضيف "، أن الكهرباء تصل متذبذبة وتنقطع أياما طويلة عند هطول الأمطار. 

 

23-10-2021, 12:05
العودة للخلف