المحايد/ بغداد
يجري المرشحون المستقلون الفائزون وحلفاؤهم من القوى المنبثقة من احتجاجات تشرين، والأطراف السياسية المستقلة الأخرى، مشاورات مكثفة لتكوين الكتلة الأكبر داخل البرلمان العراقي المقبل، وتشكيل الحكومة الجديدة، أو لعب دور المعارضة فيما لو فشلت جهودهم.
ولأول مرة منذ عام 2003، تضم الدورة البرلمانية المقبلة نوابا مستقلين غير منتميين للأحزاب التقليدية، الذين تمكنوا من الفوز بأصوات الشارع العراقي.
يقول العضو في حركة "امتداد" وسام الجبوري، "نسعى إلى تشكيل حركة معارضة قوية بناءة داخل البرلمان، إذا لم نتوفق بتشكيل الحكومة وفق شروط الحركة".
والهدف من ذلك، وفق الجبوري "تقويم العمل البرلماني من تشريع ورقابة وتفعيل دور البرلمان بعيدا عن اتفاقات وترضيات ومساومات بين رؤساء الكتل المتنفذة".
ويضيف "سنعمل بكل قوة لإحداث تغيير وفق مقاعدنا البرلمانية".
ولا ينفي الجبوري تعرض المستقلين وقوى تشرين للضغوطات من قبل الكتل السياسية الكبيرة، موضحا "حجم الضغوط والمغريات كبيرة من قبل أطراف سياسية تمرست على تفتيت أي قوة تعارض منهجها في المحاصصة واقتسام السلطة بطريقة المغانم، إضافة إلى غموض نوايا بعض المستقلين، لكن هذه العوائق لن تمنعنا من تحقيق أهداف الحركة وبرنامجها المعلن".
انتخابات العراق
عاد الجدل من جديد إلى الواجهة السياسية بشأن الكتلة النيابية الأكبر واحقيتها بتقديم رئيس للوزراء، بين من يرى أنها الكتلة الفائزة في الانتخابات والذين يرون فيها الكتلة التي ستشكل
ورغم أن هذه القوى لم تعلن بعد عن عدد المقاعد النيابية التي تمكنت حتى الآن من جمعها في إطار الكتلة البرلمانية المستقلة المرتقبة، لكن البرلمان المقبل سيكون على موعد مع كتلة معارضة يبلغ عدد مقاعدها قرابة 50 أو أكثر، فيما إذا نجحت المشاورات الحالية بين "امتداد" والمستقلين وحراك "الجيل الجديد" وحراك "إشراقة كانون"، لتشكيل التحالف النيابي.
في هذا السياق، يقول الفائز بالانتخابات سجاد سالم، لموقع إن التفاهمات الحالية في طريقها للنضوج وخلال الأيام القليلة القادمة سيعلن عن الكتلة.
ويبيّن "نحاول كمستقلين أن نكون رقما صعبا ومؤثراً، خارج الأحزاب التقليدية المهيمنة على المشهد السياسي، لإحداث تأثير سياسي قوي على عملية تشكيل الحكومة".
ولا يعتبر سالم تشكيل الكتلة الأكبر ثم الحكومة من قبل المستقلين أمرا صعبا، مشيراً إلى أن المستقلين وحلفاءهم "كثفوا مساعيهم لتشكيل كتلة من النواب المستقلين، والتحالف مع من يشبههم من النواب خارج أطر الأحزاب".
"وذلك من أجل وضع رؤية لتشكيل حكومة خالية من المحاصصة تختلف عن نمط الحكومات السابقة. وإذا لم تتحقق شروطنا في تشكيل الحكومة المقبلة حينها سنتجه لتشكيل معارضة حقيقية وفاعلة"، يتابع سالم.
تقول النازحة من ناحية يثرب، سليمة أرشد، "نخشى العودة لمنطقتنا، لأنها تفتقر إلى الأمن والاستقرار وتسيطر عليها المليشيات".
من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي علي البيدر، إن المطلوب من النواب المستقلين وحلفائهم "التركيز على الجانب الرقابي والتشريعي لتقويم مؤسسات الدولة وأدائها دون الدخول في الصراعات السياسية".
ويضيف "يجب خلق ثقافة ومساحة جديدتين للإصلاح والعمل على تحسين الواقع المعيشي والخدماتي للمواطنين".
ويرى البيدر أن الحديث عن المعارضة "مبكر في الوقت الحالي"، لكنه لا يجد أي مانع لتوجه النواب المستقلين وحلفائهم إلى تشكيل جبهة معارضة حقيقية داخل البرلمان.
ويتوقع أن تكون هناك مساحة كبيرة لعمل الكتل المعارضة "بأريحية" خلال المرحلة المقبلة، نتيجة التناغم بين العمل المعارض ومتطلبات الشارع العراقي.