الصفحة الرئيسية / "حبل" يلتف حول رقبة السامرائي.. غضب عارم يجتاح منازل الطلبة بعد تأخر طباعة المناهج الدراسية

"حبل" يلتف حول رقبة السامرائي.. غضب عارم يجتاح منازل الطلبة بعد تأخر طباعة المناهج الدراسية


المحايد/ ملفات
بعد انقطاع دام لأكثر من سنتين، عاد طلبة المدارس إلى مقاعدهم التي تركوها بسبب جائحة كورونا، إلا أن عودتهم رافقها انعدام شبه تام للكتب بعد تأخر توزيعها لأسباب تتعلق بطباعتها والعقد المشبوه الذي احتكرته شركة الوفاق التابعة للقيادي في تحالف عزم مثنى السامرائي
أكثر من 11 مليون طالب وطالبة في بغداد والمحافظات التحقوا بمقاعد الدراسة مطلع الشهر الحالي، لكن التعليم قسّم الطلاب في أغلب المدارس إلى مرحلتين بسبب قلة عدد المدارس الجاهزة، خاصة في المدن التي شهدت أعمالا عسكرية دمرت فيها الكثير من المدارس.
لم تفسر وزارة التربية العراقية أسباب تأخير توزيع الكتب المدرسية على الطلاب حتى الآن، باستثناء تصريح مقتضب للمتحدث باسم الوزارة، حيدر فاروق، مع التلفزيون الحكومي، برر فيه التعثر بالعودة للدراسة بعد انقطاع، وقلة المخصصات المالية.
الا أن المتحدث نسي الاشارة إلى تعاقس شركة السامرائي بطباعة المناهج الدراسية رغم الأموال التي صرفتها وزارة التربية على هذا الملف.
ذلك الأمر، دفع مواطنون إلى تجهيز مدارس أبنائهم بالمستلزمات، ومن بينها إنارة الصفوف الدراسية، وتوفير مقاعد دراسية، إضافة إلى رفع النفايات، وتنظيف ساحات المدارس، كما أطلق ناشطون حملات شعبية في عدة مدن لنسخ الكتب وتوزيعها على الطلاب بالمجان حتى يتمكنوا من مواكبة الدراسة.
مصادر داخل الوزارة أفادت بأن أحد السياسيين المتنفذين (مثنى السامرائي) يحتكر طباعة الكتب الدراسية من خلال سلسلة مطابع يمتلكها، وإنه السبب في تأخر وصول الكتب، مؤكدة أنه تم إعلان أن العام الدراسي الحالي سيكون حضوريا من قبل وزارة الصحة وخلية الأزمة الصحية مبكرا، وكانت تنبغي متابعة طباعة الكتب قبل بدء الدراسة.
وفي السياق، اتهم عضو البرلمان السابق، عدنان الدنبوس، من وصفها بـ"الجهات السياسية النافذة" بالتدخل في ملف طباعة الكتب وتجهيز المدارس، مبينا أن "هناك فسادا، وتعمد تخريب للتعليم الحكومي حتى تنتعش المدارس الأهلية، وغالبيتها مملوكة لجهات سياسية".
ويقول محمد عبد، وهو والد إحدى الطالبات في بغداد، إن ابنته تسلمت نصف الكتب، وكانت قديمة، والنصف الآخر لم يتم تسليمه حتى الآن، وإنه اضطر لشراء بقية الكتب من السوق السوداء، متسائلا "إن كانت مدارس العاصمة هكذا، فما حال مدارس المحافظات النائية؟".
وعانى القطاع التعليمي في العراق إهمالاً كبيراً من قبل الحكومات المتعاقبة، حيث لا يتم إنشاء مدارس جديدة، ولا ترميم القديمة، وعلى الرغم من وعود الحكومات بالحد من الفساد المتفشي في وزارة التربية، إلا أن المشاكل قائمة وتتفاقم.
التربية حددت، أسباب تأخير توزيع المناهج المدرسية على الطلبة، فيما ردت على الاتهامات بالسماح بتسرب الكتب للسوق السوداء.
وقال المتحدث باسم الوزارة حيدر فاروق، في تصريح للقناة الرسمية، وتابعه إن "سبب تأخر تسليم الكتب المدرسية يعود لعدة عوامل، أولها أن العراق مر بجائحة كورونا وقضى عامًا ونصف العام بين تحولات الدوام الحضوري والالكتروني، وحدثت مشاكل فنية خلقت عدة أسباب لكن السبب المباشر هو قلة التخصيصات المالية لطباعة الكتب". 
وأضاف، أن "التخصيصات التي منحت لوزارة التربية تسمح بطباعة 50% من المناهج، والتربية اتجهت لأبواب صرف أخرى لتوفير الأموال". 
وحول اتهام الوزارة ببيع المناهج للسوق السوداء قال فاروق، إن "التربية تمنح المدارس حصصًا من المناهج، وما يتواجد في الأسواق هو كتب منسوخة وربما تكون النسخة الأصلية سربت من المدارس والأشخاص".
وأكد أن "مشكلة تسرب الكتب تعود لقيام اشخاص بالبحث عن المنفعة الشخصية على حساب الطلبة وأهاليهم عبر إخراجها من المدارس أو المطابع، فالقضية قضية انتماء، إذًا يجب أن يكون هناك شعور بالمسؤولية لدى هؤلاء لأنهم يضرون بالعملية التعليمية والطلبة".
وأبدى العديد من الطلبة واولياء الامور استياءهم من تأخر توزيع المناهج الدراسية لغاية الان، وسط تأكيدات من قبل وزارة التربية بحسم هذا الملف خلال الأيام القادمة.
24-11-2021, 12:07
العودة للخلف