الصفحة الرئيسية / بذرائع مختلفة.. كيف تحوّلت واجبات الفصائل المسلحة من أمنية إلى سياسية؟

بذرائع مختلفة.. كيف تحوّلت واجبات الفصائل المسلحة من أمنية إلى سياسية؟



في وقت متأخر من ليل الأحد، أحرقت عناصر في بغداد مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد إساءة كاتب يعتقد أنه عضو فيه، للمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني.

العناصر التي أحرقت المقر، حملت رايات الفصائل المسلحة أمام مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني، في رسالة اعتقد مراقبون أنها موجهة للأحزاب السياسية الأخرى، التي تريد المضي بتشكيل الحكومة من دون الإطار التنسيقي.

التحرك الذي حصل، جاء بعد إشارة من قنوات تنشط على التلكرام مرتبطة بفصائل مسلحة، موجهين دعوات إلى ما تسمى بـ "جبهة أبو جداحة، وتوثية الشيعة، وفاطميون"، وأسماء أخرى، خرجت بعدها عدد من المجاميع وهي تحمل رايات الفصائل المسلحة.

العناصر أحرقت مقر الحزب أمام مرأى الضباط الذين كانوا متواجدين أمامه، ليصدر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الاثنين، أمراً باحتجازهم وإحالتهم للتحقيق، بعد عدم محاسبة تلك العناصر.

ووفق ما يرى المراقبون، فإن "تحرك العناصر المسلحة لم يكن بداعي الحب للسيد السيستاني، بل لتوجيه رسالة سياسية مفادها أن الحكومة لن تمر بدون اشتراك الإطار التنسيقي، خصوصاً وأن الديمقراطي الكردستاني حليف أساس للكتلة الصدرية، بعد فوزهما في الانتخابات".

ويشير المراقبون إلى أن "الفصائل المسلحة بدأت تتحول واجباتها من أمنية إلى سياسية، بعد كل أزمة تحصل، وآخرها ما حصل ليل الأحد، فقبلها، استخدم اسم الفصائل في نتائج الانتخابات، وزجهم بتظاهرات أمام المنطقة الخضراء استمرت لشهرين، حتى مصادقة المحكمة الاتحادية العليا على النتائج".

واعتبر الخبير بالشأن السياسي؛ “أحمد الحمداني”، إضرام النار بمقر حزب “البارزاني”، بأنه انعكاس للأزمة السياسية الحالية. 

وأضاف في تصريح صحافي، إن: “أطراف (الإطار التنسيقي) ومن معها من فصائل مسلحة؛ حاولت استغلال الموضوع من أجل ضرب تحالف الصدر مع البارزاني وإحراج الجميع”.

وهو الأمر الذي دفع “الديمقراطي الكردستاني” إلى استنكار تغريدة نايف الكردستاني مشددا على أن هذا الشخص ليس له أي علاقة بالحزب.

وأكد الحزب في بيان له مساء الأحد أنه يكن “كل الاحترام والتقدير لجميع المرجعيات الدينية الرشيدة ورجال الدين الأكارم، وينصح بشكل متواصل أعضاءه وكوادره بضرورة احترام جميع المرجعيات الإسلامية والديانات الأخرى وذلك تماشيا مع نهج البارزاني الخالد”.

وتابع: “لذلك نستنكر وندين وبشدة تغريدة المدعو الدكتور نايف الكوردستاني التي أساء فيها إلى المرجعيات الرشيدة.. كما نعلن للجميع أن الشخص المذكور ليس له أية علاقة أو انتماء للحزب الديمقراطي الكوردستاني لا من قريب ولا من بعيد وأن تغريدته تمثل رأيه الشخصي”.

وأعلنت وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق، اعتقال الكردستاني على خلفية نشره التغريدة المسيئة للمرجعية الدينية، وتسليمه للجهات القضائية “لغرض اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه”.

وتأكيداً لتحول مهام الفصائل المسلحة إلى تنفيذ واجبات لها دوافع سياسية وفق ما يرى الخبير بالشأن السياسي مناف عودة الذي أكد أن "حشد العتبات انسحب من الحشد الشعبي والفصائل المسلحة بعد الإثبات أمامهم بأن الأخيرة تحولت مهامها إلى تحقيق أجندات سياسية".

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد طالب في وقت سابق، بحل الفصائل المسلحة، وتخليص الحشد الشعبي من "العناصر المسيئة والمتجاوزة على هيبة الدولة".

لتلاقي مطالباته ردود أفعال ممتعضة في أوساط قوى الإطار التنسيقي المعارض لنتائج الانتخابات الأخيرة، التي عدته سعيا إلى إقصاء أطراف مهمة من المشهد، بينما عده أنصار الصدر منهاجا حكوميا متقدما للسعي إلى حصر السلاح بيد الدولة.

ويؤكد العديد من المواطنين عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ضرورة حصر السلاح بيد الدولة ومنع تهديد الفصائل للأحزاب السياسية المنافسة لها، من أجل الحفاظ على الديمقراطية في البلد.
29-03-2022, 12:23
العودة للخلف