الصفحة الرئيسية / سبع سنوات على سقوطها.. دمار الموصل يُفسد أحلام الإعمار ومخاوف من استغلال المدينة انتخابياً

سبع سنوات على سقوطها.. دمار الموصل يُفسد أحلام الإعمار ومخاوف من استغلال المدينة انتخابياً


المحايد/ ملفات
في التاسع من حزيران 2014، و في مثل  هذا اليوم، شهدت مدينة الموصل مركز محافظة نينوى سيناريو اجتياح داعش للمدينة، بعد اقتحام عدد من عناصر التنظيم لها وانسحاب القطعات العراقية خارج المدينة.
وتمكّنت مجموعات "داعش" من السيطرة على الموصل، بسبب قدرة المباغتة والاستيلاء على أسلحة الجيش الذي فقد القيادة والسيطرة والتمركز، وهروب مقاتليه، الذين شعروا أن الحاضنة المدنية كلها تعمل ضدهم، مع ضم "داعش" أعداداً من العناصر باقتحام سجن (بادوش) في الموصل، الذي يضم أكثر من 3400 موقوف وسجين، كذلك توقّع الجيش أن يقوم الطيران بمهاجمة قوات التنظيم التي دخلت المدينة، وجعلت سكّانها دروعاً بشرية. وعدم مقاومتهم الدواعش يرجع ذلك إلى التذمر والنقمة الشعبية التي عاشاها الموصليون جراء رداءة التعامل الحكومي مع الشعب، وعدم أهلية القيادات العسكرية في نينوى على التعامل بحكمة، كما أكد ذلك وزير الدفاع الأسبق خالد العبيدي، وهو من ضباط الجيش الموصليين.
عاشت الموصل وحواضرها أسوأ حقبة في تاريخها المعاصر، وهي ترى تكسير تماثيل الحضارة الآشورية، وتدمير متحف نينوى الغنيّ بأهم حقبة من تاريخ البلاد هي الآشورية، بدعاوى ساذجة، ثم عمد "داعش" إلى المتاجرة بالآثار مع عصابات دولية نقلت نفائس حضارة العراق القديم، تقدّر بأكثر من عشرين ألف قطعة مُتحفية، ونقلت خزائن النمرود ومقابرها الذهبية إلى العالم، في سابقة نبش آثار لم يشهدها التاريخ بدأت من تحطيم المُتحف العراقي إلى مدن نينوى، مع بيع الناس في سوق النخاسة في سابقة أيضاً لم يعشها الشعب في تاريخه.
واستمرت سخرية العراقيين لسنوات من خبر انتشر على المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي في 10 حزيران 2014، عبر وعد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بتحرير الموصل خلال 24 ساعة!.
وعلى الرغم من أن التحرير لم يأت إلا بعد أكثر من 3 سنوات على ذلك الوعد، إلا أن العراقيين ما زالوا يستعيدون سنويًا في مثل هذا اليوم شريط الأحداث ويتساءلون فيما لو كانت أسباب سقوط الموصل قد عولجت أم ما زالت مستمرة؟.
كانت كلفة انهيار 4 فرق عسكرية، أمام بضع مئات من المسلحين في ليلة 10 على 11 حزيران، بحسب بعض التقديرات، كبيرة جدًا، حيث وصل عدد القتلى بين المدنيين والعسكريين الى 300 ألف، ربعهم على الأقل في نينوى لوحدها.
أدى الانهيار الأمني في نينوى الى سقوط مدن عدة في 5 محافظات من بينها أطراف العاصمة، فيما نزح نحو 6 ملايين عراقي من منازلهم ومناطقهم، وما زال، حتى الآن، نحو مليون ونصف المليون منهم بحكم النازحين.
ودمرت الحرب بعد ذلك نحو 150 ألف وحدة سكنية، بحسب الحكومة، في 48 مدينة، فيما وصلت فاتورة إعادة الإعمار الى قرابة الـ200 مليار دولار، يعجز العراق حتى الآن عن دفع 1% منها بسبب الأزمة المالية التي رافقت سنوات سقوط
وبقيت القوى المعتدلة في البلاد تردد خلال السنوات الماضية، قائلة ان وجود قادة عسكريين فاسدين، وابتزاز المواطنين، وتهميش تلك المدن قد يعيد ظهور صورة جديدة من داعش.

وانتهت المعركة كما بدأت غامضة. إذ تلاشى قتلى "داعش"، وغابت جثث الآلاف منهم، ممن قدّرتهم الحكومة بأكثر من ثلاثين ألف داعشي اختفوا بين أنقاض الموصل وقصباتها، وظلت المدينة حتى اليوم أشباحاً، يلفها الدمار وخراب بيوت أهلها وهجرة سكّانها الأصليين، وما زال شبح "داعش" يؤرّق سكانها العائدين إلى بقايا مدينة.
وفي ايار من عام 2019 وصل عدد الهجمات التي نفذها داعش، لنحو 250 هجومًا، في واحد من اكثر سلسلة هجمات عنفا في البلاد منذ اعلان القضاء على التنظيم نهاية 2017.
واعتبر مسؤولون، ان تصاعد الهجمات كان بسبب "تدخلات سياسية" في الملف الامني، واخطاء عسكرية في المناطق الهشة.
وحددت اللجنة التحقيقية آنذاك، مسؤوليتهم عن التسبب بما جرى، فيما يتمتع أغلبهم الآن بنفس المواقع الرسمية السابقة، كما تم انتخاب البعض منهم الى مجلس النواب الحالي.
وسط الموصل ما زال مخربا حتى الان، والحكومات المتعاقبة فشلت في توفير ميزانيات لاعادة البناء.
10-06-2021, 15:09
العودة للخلف