الصفحة الرئيسية / صراع "الكاظمي والفصائل".. كيف تعهدت طهران بعدم تكرار اقتحام الخضراء؟

صراع "الكاظمي والفصائل".. كيف تعهدت طهران بعدم تكرار اقتحام الخضراء؟

المحايد/ ملفات
بعد حادثة اعتقال قائد عمليات الأنبار للحش الشعبي قاسم مصلح، شهدت بغداد وضعاً مرتبكاً وتوترا مع قيام الفصائل المسلحة باقتحام المنطقة الخضراء وسط العاصمة.
الاقتحام الذي أعقب حادثة الاعتقال تكرر للمرة الثانية بعد أشهر من حادثة "البو عيثة" في منطقة الدورة والتي شهدت اعتقال عدد من عناصر الفصائل المسلحة بتهمة استهداف البعثات الدبلوماسية بصواريخ الكاتيوشا.
المحايد حصل على معلومات من مصادر مقربة من الساحة الإيرانية، تفيد بأن "طهران تعهدت لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بعدم تكرار مشهد حادثة اقتحام الخضراء".
وأضافت المصادر، أن "التعهد الإيراني جاء بعد التهدئة التي حصلت بين الكاظمي والفصائل ولأسباب أخرى تتعلق بالمفاوضات الجارية في فيينا حول الاتفاق النووي ولإبعاد أي تأثيرات على مشهد تلك المفاوضات، مع الاقتناع الأميركي التام بضرورة العود إلى ذلك الاتفاق".
ويترقب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي التنصيب الرسمي لعملية استلام سلطة البلاد خلفاً لروحاني بعد نحو 45 يوماً، لاستقبال الكاظمي في طهران بعد دعوة وجهت للأخير.
ويعتبر مصدر سياسي عراقي، أن "موعد الزيارة سيكون كافياً لترطيب الأجواء بي الكاظمي والفصائل المسلحة رغم التحولات التي قامت بها الأخيرة باستخدام الطائرات المسيرة التي تحمل الصواريخ".
المحايد تحدثت إلى مصدر رفيع داخل المنطقة الخضراء، حول خطط الكاظمي مع تلك الفصائل قال: "القائد العام للقوات المسلحة وضع خططاً للفصل بين السياسة الإيرانية والفصائل العراقية
".
وأضاف ان "أهمية لقاء الكاظمي برئيسي تكمن في أن انتخاب الأخير يشكل تحولاً لافتاً في ميزان القوى داخل إيران، وأن وصوله للسلطة يشكل تمثيلاً سيادياً لنفوذ مرشد الثورة علي خامنئي".
وتابع المصدر، أن "الكاظمي يريد الالتزام بسياسته التي اتبعها مع إيران في عدم معاداته لها مع رفض التصرفات التي تسيء للسيادة والمصالح المشتركة".
واشارت مصادر اخرى للمحايد، إلى أن "الكاظمي تمكن من إحراج زعامات شيعية تقليدية فشلت في احتواء مشهد اقتحام المنطقة الخضراء في بغداد".
قيادات قيادات شيعية عليا عرضت وساطات سياسية للتهدئة، بين الكاظمي وفصائل مسلحة مناوئة، غير أنها فشلت تماماً في فرض إيقاع التهدئة، لتفرضه تفاهمات مباشرة بين الكاظمي والفصائل. 
وكان الكاظمي أمام خريطة قوى جديدة تراجع فيها نفوذ القيادات التقليدية داخل منظومة (الحشد الشعبي)، مقابل صعود متسارع للفصائل الراديكالية.
ولعبت تلك القيادات أدواراً مزدوجة في الأزمة العراقية؛ إذ تفاوض سياسياً على نفوذها في الحكومة، بينما تعمل جزءاً من استراتيجية الفصائل المسلحة في العراق. 
وتشير مصادر مطلعة الى أن "الكاظمي استبعد تلك القيادات من تفاهمات التسوية، وأنها باتت على علم بخطة رئيس الحكومة المواجهة مباشرة مع طرف النزاع الآخر".
ويقول مسؤول سياسي رفيع في إحدى الفصائل إن "قيادات عليا في (الحرس الثوري) الإيراني تنبهت إلى التحول في سياسة الكاظمي".
وحصل المحايد على معلومات تفيد بان طهران أرسلت رسائل واضحة من قيادات عليا للكاظمي تفيد بأن إيران لن تسمح للفصائل بتكرار مشهد اقتحام (الخضراء).
وأشارت المصادر إلى أن أزمة مصلح فاقمت الالتباس في تحديد السياسة الإيرانية في العراق، وفيما إذا كانت الفصائل تنفذ بالحرف جميع الأوامر الإيرانية. 
التداعيات، في الوقت نفسه أظهرت مؤشرات خطيرة إلى أن إيران بحاجة إلى مراجعة علاقتها مع الجماعات التي تقول إنها تعمل لصالحها في بغداد.
25-06-2021, 16:06
العودة للخلف