الصفحة الرئيسية / الكاظمي بين الصدر وبن سلمان.. "زعل الحبايب" بعد عناق ابو فدك وقمة بغداد

الكاظمي بين الصدر وبن سلمان.. "زعل الحبايب" بعد عناق ابو فدك وقمة بغداد

بغداد/ المحايد

ما ان ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بصور جمعت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بقيادات الخط الأول في الحشد الشعبي، أثناء الاستعراض الذي نفذته قوات الحشد، حتى ظهرت تغريدة (وزير الصدر) التي اعلنت عن "غضب صدري" من التقارب بين الكاظمي والحشد الشعبي، ليأتي بعدها يوم القمة الثلاثية ليعلن ايضاً عن "غضب إقليمي" من التقارب العراقي مع مصر والأردن، ليعيش العراقيون مجدداً وسط أجواء سياسية معقدة مع تسارع الأحداث، داخلياً وخارجياً.
وبمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس هيئة الحشد الشعبي ، جرت فعاليات الاستعراض العسكري بهذه المناسبة، في معسكر أشرف شمالي محافظة ديالى، وذلك بـ"رعاية وحضور رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي".
مع غضب الصدر والرسائل المباشرة
داخلياً، يعيش العراقيون اياماً صاخبة، مع قرب موعد الانتخابات، حيث يجري الحديث في الأروقة السياسية عن "غضب" زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من الحوار والتقارب الذي جرى بين الفصائل المسلحة وقيادات الحشد الشعبي مع حكومة الكاظمي، بعد إطلاق سراح قائد عمليات غرب الانبار قاسم مصلح، والتوصل إلى تهدئة، وتنظيم استعراض كبير لقوات الحشد بحضور قيادات الحشد والاحزاب السياسية ذات العلاقة المباشرة بتحركات الفصائل المسلحة. 
مصادر سياسية رفيعة قالت لـ(المحايد)، إن "تغريدة وزير الصدر التي ذكر فيها عبارة (أعظم الله أجرك يا عراق)، جاءت معبرة عما يدور داخل الاجتماعات ذات الطابع السياسي بين مختلف القوى السياسية حول المرحلة المقبلة".
وتابعت: "الصدر غاضب من التقارب بين الحكومة والفصائل المسلحة وقوى الحشد الشعبي السياسية والميدانية، كون الصدر يعتقد أن هذا التقارب سيؤدي إلى تهديد سعيه في الوصول إلى رئاسة الوزراء، وتولي شخصية (صدرية) لمنصب رئيس مجلس الوزراء خلال السنوات الأربع المقبلة".
وحضر الكاظمي، فضلا عن وزيري الدفاع والداخلية وقيادات أخرى في الحشد منها رئيس أركانه، أبو فدك المحمداوي، ورئيس الهيئة، فالح الفياض، العرض العسكري في معسكر أشرف، والذي شارك فيه أكثر من 20 ألف مقاتل.
وقال الكاظمي، عبر حسابه في موقع "تويتر" أمس السبت: "حضرنا استعراض جيشنا البطل في 6 كانون، وأيضا الشرطة الباسلة، واليوم حضرنا استعراض أبنائنا في الحشد الشعبي".
وأضاف رئيس الوزراء "نؤكد أن عملنا هو تحت راية العراق، وحماية أرضه وشعبه واجب علينا (..)".
وأشار المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، الى ان "علاقة الصدر بالكاظمي قوية جداً، لكن الصدر سريع الغضب وهو ناقم على الفصائل التي اقتحمت المنطقة الخضراء بقوات عسكرية، ويحاول ايضاً كسب شعبية أكثر من خلال نقده المستمر للممارسات التي تجريها الفصائل، كما إن مقتدى الصدر يريد عزل الفصائل عن أي قرار سياسي يخص المرحلة المقبلة، كونه يريد أن يكون الطرف الأهم في رسم شكل العملية السياسية بعد ما ستفرزه نتائج الانتخابات".
ويستطرد المصدر بالقول: "صور الكاظمي بقرب نائب هيأة الحشد الشعبي، ابو فدك، وما شهده الاستعراض من عرض لحجم قوة الحشد الشعبي من ناحية العدة والعدد وتضامن شريحة واسعة من العراقيين مع مجرياته، أعطى انطباعاً بأن ليس الصدر اللاعب الأساسي في الميدان وصاحب الجماهير الواسعة، بل هناك قوى أخرى تنافس الصدر ولديها جماهير يجب أن لا يتم عزلهم عن القرار السياسي، وهو ما يزعج الصدر كثيراً، وبالتالي فأنه ارسل رسالته المباشرة عن طرق وزيره بتغريدة (غامضة) نشرت بعد الاستعراض". 
غضب سعودي من القمة الثلاثية 
وسط الترحيب الداخلي والخارجي من عودة العراق إلى الحضن العربي، بقمة بغداد الثلاثية، التي جمعت قادة العراق ومصر والأردن، لبحث مشروع "الشام الجديد"، إلا ان المملكة العربية السعودية وعبر وسائل إعلام متعددة تابعة لحكومتها، هاجمت هذا التقارب بطرق عدة، أبرزها ما نشر في صحيفة الشرق الأوسط، التي وقتت نشرها لرسائل سرية بين الرئيس السوري السابق حافظ الأسد والرئيس العراقي الاسبق صدام حسين، تتحدث عن وجود مشروع تقوده المملكة الأردنية الهاشمية لتقسيم العراق، وهو امر فسره مراقبون بمحاولة لضرب التقارب العراقي الاردني.
وجاء تفاعل السعودية السلبي مع قمة بغداد الثلاثية، بالتزامن مع توتر العلاقات بين عمان والرياض على اثر قضية محاكمة رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله، أحد المتهمين الرئيسيين في قضية زعزعة أمن واستقرار الأردن".
فقد قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن "السعودية ضغطت بشدة على الأردن من أجل وقف محاكمة رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله، أحد المتهمين الرئيسيين في قضية زعزعة أمن واستقرار الأردن، وما تضمنته من دور محتمل لولي العهد السعودي محمد بن سلمان".
وقال الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" بروس ريدل: "أعتقد أنهم ضغطوا من أجل الإفراج عن عوض الله لأنهم علموا أن لديه معلومات تدينهم ويريدون إخراجه".
ويقول المحلل السياسي ادريس التميمي إن "السعودية لا تريد أن يكون للأردن دوراً رئيسياً في الشرق الأوسط، خصوصاً ما يتعلق بالمشاريع الاستراتيجية التي تريد المملكة ابرامها مع العراق ومصر".
ويتابع "السعودية تنظر بريبة إلى مشروع الشام الجديد، كونه يهدد عمقها الاستراتيجي في العالم العربي، ويوكون محوراً ثلاثياً اقتصادياً وسياسياً يواجه أي توسع ممكن أن تجريه السعودية في المنطقة العربية".
وتعليقاً على ما نشرته صحيفة الشرق الاوسط من رسائل سرية حول الاردن جرت بين صدام حسين والعاهل الاردني السابق الملك حسين، يقول التميمي أن "ما ورد في صحيفة الشرق الأوسط التابعة للسلطات السعودية، وتوقيتها مع بد القمة الثلاثية بين قادة العراق ومصر والأردن، في بغداد، يدل على وجود غضب سعودي، وعدم ارتياح لما تحمله هذه القمة من مخرجات وبالتالي فإنها ستؤثر بشكل كبير على مستقبل العلاقة بين العراق ومحيطه العربي اذا ما استمر هذا التعقيد من الجانب السعودي".
المحصلة
وفي خضم هذا الجو السياسي المعقد داخلياً وخارجياً، الذي يريد العراقيون انهائه والذهاب نحو مرحلة جديدة تنهي تأثير "المزاجيات" على رسم السياسة العراقية الداخلية، وتأثير الصراع الإقليمي على تطور العراق اقتصادياً وخلاصه من التبعية، يشير التميمي، أن "غضب أصدقاء الحكومة داخلياً وخارجياً سيكون له أبعاد وتبعات مستقبلية على سير العملية السياسية والذهاب نحو عقد سياسي جديد".
ويتابع: "زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أحد اهم أصدقاء حكومة مصطفى الكاظمي الذي يتهمه الأخرون بالعمالة والتبعية لأمريكا، وقد يؤدي رفضه لتقارب الأخير مع الفصائل الموالية لإيران إلى اتخاذ الطريقة ذاتها التي حدثت مع رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، حيث سحب يده من دعمه المباشر له، وأعلن حرب التصريحات ضده، لتنتج انتخابات 2018 المشوهة والتي ادت إلى حدوث انتفاضة تشرين 2019 وخسارة آلاف الشباب العراقي بين شهيد ومصاب ومعاق".
ويرى أن "غضب الإدارة السعودية القريبة جداً من حكومة الكاظمي، بسبب التقارب بين بغداد وعمان والقاهرة، له أبعاد سياسية اقليمية واسعة، سوف تستغلها قوى اخرى تحاول إنهاء أي مشروع للنهوض بالعراق من وسط حالة الركام والفوضى الاقتصادية والسياسية".
27-06-2021, 20:02
العودة للخلف