المحايد/ من الواقع
رغم مرور أكثر من عام على تفشي وباء كورونا، وبدء انحساره في العالم، رغم سلالته المتطورة الخطيرة، الا ان العراق لا زال يعاني من الجائحة، لتسجل وزارة الصحة يومياً ارقاماً مرتفعة بحالات الإصابة والوفيات، رغم استمرار تصاعد أعداد الشفاء من الفيروس المميت.
الموجة الثالثة
ويقول مختصون، أن "تحذير وزارة الصحة من دخول العراق بموجة ثالثة أشد فتكاً من سابقاتها لم يأت الا بعد انهيار النظام الصحي بشكل كامل أمام الجائحة ، لذا فهي تريد ارغام المواطنين على ارتداء الكمامات تجنباً لأي كارثة قد تحصل على غرار ما حصل خلال الأشهر الماضية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر ان وزارة الصحة بدأت بتطبيق خطة موسعة تشمل زيادة كميات اللقاحات الواصلة وأعداد منافذ التلقيح في بغداد والمحافظات، بينما اعلن مسوؤل اخر ان اللجنة العليا للصحة السلامة ستتخذ اجراءات وقائية اشد من القرارات الحالية وقد يكون بينها حظر للتجوال.
وأعلنت وزارة الصحة دخول البلاد في موجة وبائية ثالثة، فيما أشارت الى استمرار خطة زيادة كميات اللقاحات ومنافذ التحصين.
النظام الصحي: لا حل سوى حظر التجوال
وتكمن مشكلة المؤسسة الصحية في العراق كما يراها مختصون بكونها كغيرها من المؤسسات الخدمية باتت مصدراً لتمويل الكتل السياسية التي سادت بعد 2003 وقاعدة لممارسة النفوذ والحصول على اتباع باستخدام ميزات التوظيف في القطاع الحكومي المتضخم أساساً.
وزارة الصحة لوحدها تسلمت 42 مليار دولار على مدى السنوات الماضية ووظفت ما يقارب المليون شخص بحسب وزير الصحة السابق "جعفر علاوي" لكن دون إيجاد تقدم فعلي في بناء منشآت طبية، إذ بقيت المنظومة الصحية معتمدة بشكل شبه تام على سلسلة المشافي العامة التي بنيت خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ولم يطرأ عليها سوى تغيير أسمائها الأصلية إلى شخصيات من الزعامات الدينية في العراق.
وزارة الصحة التي تكافح جائحة كشفت عن عيوب خطيرة في بنيتها تهدد الأمن المجتمعي، لم تتمكن على أقل تقدير من توفير أسطوانات الأوكسجين المطلوب بشدة لإعانة المصابين بكورونا على التنفس، في بداية اشتداد الجائحة
ويقول عراقيون أننا "عرفنا أن جائحة كورونا عرت النظام الصحي بالكامل حين قال محافظ واسط محمد جميل المياحي، أن إدارة مدينة الناصرية أخذت حصة المحافظة من الأوكسجين المخصص للمصابين بفيروس كورونا".
ويضيف مواطن آخر "ما أصعب أن تكون حياتك مرهونة بقنينة أوكسجين أسيرة بيد عامل كسول غير مبالي مؤتمر بإمرة أدارة بيروقراطية مشوهة".
ويحذر جواد الموسوي، عضو لجنة الصحة وخلية الأزمة النيابية، من "انهيار النظام الصحي في العراق خلال الموجة الثالثة، فيما يقول أن لجو الوزارة المتوقع لتطبيق حظر التجوال دلالة كبرى على عدم وجود أي حل آخر، تمتلكه الوزارة سوى حظر التجوال الذي لن يغير أو يقدم أي حل لمشكلة تفشي كورونا في العراق".