ليلتان عصيبتان على قضاء العزيزية.. احتجاجات واستخدام الرصاص والقوة المفرطة وإصابة 4 متظاهرين
المحايد/ ملفات
يشهد قضاء العزيزية في محافظة واسط، احتجاجات وتظاهرة لليوم الثاني على التوالي، وسط استخدام القوات الأمنية الرصاص والقوة والعنف ضد المتظاهرين المطالبين بتحسين واقع الكهرباء.
وبعد يوم واحد من انتشار مقطع مصور يُظهر فيه قيام مجموعة من القوات الأمنية بمحاصرة شاب متظاهر وصعقه بالكهرباء، استخدم عناصر الأمن القوة ضد المحتجين لليوم الثاني.
مصدر أمني أفاد لموقع المحايد، بأن ليلة أمس شهدت قيام القوات الأمنية استخدام الرصاص الحي، أصيب خلالها اربعة متظاهرين بعد تجمعهم أمام محطة كهرباء، للاحتجاج على تراجع ساعات تجهيز التيار الكهربائي.
وأضاف ان "القوات الأمنية فتحت النار تجاه المتظاهرين الذين تجمعوا أمام محطة كهرباء قضاء العزيزية في ساعات متأخرة من ليلة أمس.
وتابع المصدر، أن "متظاهرين تعرضوا للإصابة بينهم ثلاثة في حالة خطرة وتم على الفور نقلهم الى المستشفى".
وأظهرت مقاطع مصورة ليلة أمس قيام المتظاهرين وهم ينقلون جريحاً ينزف إلى مستشفى العزيزية العام، بعد تعرضه لإطلاقة نارية في منطقة الفخذ.
وأظهر مشهد آخر التقطه سكان منزل مجاور، القوة الأمنية بعد تمكنها من السيطرة على الشاب، إلا أن احد عناصرها ألقاه أرضاً، ليتولى آخرون ضربه بالهروات وصعقه بالكهرباء، فيما تحاول سيدة كانت تراقب المشهد مع عائلتها من سطح منزل مجاور ثنيَ القوة الأمنية عن الاعتداء.
وأفاد عددا من المحتجين بأن "قضاء العزيزية شهد تدفق قوات إضافية من خارج المدينة، معظمها من قوات مكافحة الشغب".
وأول أمس شهد قضاء العزيزية في واسط خروج العشرات من الأهالي في تظاهرة احتجاجا على انعدام الطاقة الكهربائية.
التظاهرات التي شهدتها العزيزية، بسبب تردي واقع الكهرباء أعقبتها حملات اعتقال ليلية طالت عدداً من المحتجين.
وبحسب مصدر في المحافظة، قال ان "الأجهزة الأمنية نفذت حملة اعتقالات ليلية طالت محتجين على واقع الكهرباء في قضاء العزيزية بمحافظة واسط".
ويضيف ان "حملة اعتقالات ليلية نفذتها قوات امنية في قضاء العزيزية، بعد تظاهرات نظمها عدد من المواطنين من القضاء للمطالبة بتحسين واقع الكهرباء".
وتأتي هذه الاحتجاجات بالتزامن مع ارتفاع الحرارة التي تجاوزت 45 درجة مئوية، وتراجع ساعات التجهيز
وبداية العام الحالي، انطلقت احتجاجات غاضبة في ناحية الوحدة ببغداد بسبب تردي واقع تجهيز الكهرباء، وتطورت إلى صدامات بين المحتجين والقوات الأمنية الأمر الذي أدّى إلى سقوط قتيل و9 جرحى، ما أدى إلى توتر الأجواء وخروج مئات المواطنين إلى الشوارع وأقدموا على قطع عدد من الطرق الرئيسة.
وأشعل المتظاهرون إطارات وأقدم آخرون على رمي الحجارة على قوات الأمن التي استخدمت الرصاص الحي لتفريق المحتجين، إلا أنها فشلت في ذلك، حتى فجر يوم السبت، وقد انسحب المتظاهرون متوعدين بالعودة مرة أخرى في حال لم تتمكن الحكومة من توفير الكهرباء للناحية.
وكثيرا ما مثّلت أزمة الكهرباء المُزمنة في العراق وعجز حكوماته المتعاقبة منذ أكثر من عقد ونصف العقد من الزمن عن تجاوزها رغم أنّ البلد من كبار منتجي ومصدّري النفط في العالم، نموذجا عن الفشل في إدارة موارد الدولة وتجييرها لخدمة المجتمع وتلبية حاجاته الأساسية، وانعكاسا لمدى تغلغل الفساد في مؤسسات الدولة.
وتزداد معاناة العراقيين في الصيف بسبب ضعف تجهيز الطاقة الكهربائية والانقطاعات المتكررة، ولذلك أصبح من المعتاد أن ينطلق الشارع العراقي كلّ صيف في التعبير عن الغضب من سوء الخدمات والمطالبة بتحسينها، ليتّسع مداه ويشمل سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية على وجه العموم، وصولا إلى رفع شعارات مناوئة للعملية السياسية برمّتها وللنظام القائم.
وتتسبّب رداءة خدمة التزويد بالكهرباء بمعاناة كبيرة لسكان العراق الذي كثيرا ما تتجاوز فيه درجات الحرارة صيفا نصف درجة الغليان، وتؤثّر بشكل مباشر على نشاطهم الاقتصادي وأعمالهم التجارية وترفع كلفتها بفعل اللجوء إلى استخدام المولّدات لتبريد المحلات وحفظ السلع. كما تؤثّر على الخدمات العامة مثل خدمات الصحّة.
وتظلّ أزمة الكهرباء في العراق حاملة لمفارقة صادمة وعنوانا للفساد والهدر وسوء إدارة الموارد، إذ ليس من المعقول بإجماع المراقبين أن يعاني بلد بمثل هذا الثراء بالنفط من أزمة الطاقة.
ولم تشهد شبكة إنتاج ونقل الكهرباء في العراق منذ سنة 2003 أي تطوّر يذكر، ما اضطرّ حكومات بغداد للاستيراد من الخارج وتحديدا من إيران، سواء للكهرباء أو للغاز المستعمل في توليدها رغم أن العراق يهدر كميّات ضخمة من الغاز المصاحب لاستخراج النفط وذلك بحرقه بدل معالجته واستخدامه.
30-06-2021, 11:12
العودة للخلف