18 عاماً بلا ماء ولا كهرباء.. هل ينجح العراق ببناء مفاعلاته النووية؟
المحايد/ ملفات
بين الحين والاخر تنتشر في وسائل الاعلام العراقية اخباراً وتصاريح حكومية، وعن مسؤولين كبار ووزراء تفيد بوجود سعي عراقي حثيث لإعادة بناء مفاعلاته النووية، فيما يرد العراقيون على تلك التصريحات بان "بلاداً لم تنجح بتوفير الماء والكهرباء لشعبها منذ 18 عاماً فكيكف ستعيد بناء المفاعلات النووية".
وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة العراقية تشكيل لجنة خاصة للبدء ببناء مفاعلات نووية للأغراض البحثية، في خطوة منها لإعادة لعراق إلى مصاف الدول التي لها مكانة نووية للأغراض السلمية.
وبشكل مستمر يؤكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، سعي العراق إلى استخدام الطاقة النووي في المجالات السلمية، منها إنتاج الطاقة الكهربائية.
ووجه الكاظمي بتشكيل لجنة حكومية للبدء ببناء مفاعلات نووية للأغراض البحثية، لتكون أول خطوة رسمية في هذا الشأن.
من جته يقول رئيس الهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المشعة كمال حسين، إن "اللجنة المذكورة شكلت بأمر ديواني مباشر لغرض وضع الخطط المناسبة لإعادة بناء المفاعلات النووية في العراق".
وفي عام 2017، أقر العراق قانون هيئة الطاقة الذرية الذي يتضمن إعادة إحياء البرنامج النووي للأغراض السلمية بعد سنوات من التوقف التام بجميع الأنشطة الخاصة بالطاقة النووية السلمية، ليأتي هذا القانون إثر إعلان بغداد الإيفاء بالتزاماتها الكاملة، تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية والخاصة ببرامج تفكيك وإزالة المفاعلات النووية المدمرة.
وأكد حسين، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية "وجود رغبة دولية لمساعدة العراق في استرجاع مكانته النووية".
وأضاف أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترغب بأن يعيد العراق نشاطاته النووية السلمية، كما أن مجلس الأمن داعم رئيسي لمشروع نهوض العراق من جديد في المجال النووي وتطبيقاته السلمية المفيدة".
وأشار حسين إلى أن "بناء المفاعلات النووية، سيسهم في إنتاج النظائر الطبية، والعدد الصيدلانية، إضافة إلى تطوير مختلف التطبيقات الزراعية والصناعية، كتشجيع البذور والمكافحة البايولوجية للحشرات، فضلاً عن إنتاج النظائر المشعة في مختلف التطبيقات الصناعية، وفي تطبيقات الفحوص الائتلافية، إذ توجد 20 مادة نووية، يمكن أن ينتجها هذا النوع من المفاعلات".
ولفت إلى أن "العراق بحاجة لبناء مفاعل نووي للأغراض البحثية بسعة 10 ميكا، فضلاً عن إمكانية بناء مستشفى استثماري للطب النووي، يكون قريباً من المفاعل"، مرجحاً، أن "يستمر بناء مثل هذا المفاعل نحو خمس سنوات".
كما حددت الحكومة العراقية 20 موقعاً مرشحاً لإقامة المفاعلات النووية، اختزلت إلى خمسة، سيتم تحديد موقعين منها بشكل نهائي، أحدهما أصيل والآخر بديل، وفقاً لآلية وضعتها لجنة مختصة بإعادة النشاط النووي السلمي في العراق.
كما أن عملية الاختيار جاءت وفق بيانات حكومية "بطريقتين علميتين دقيقتين من خلال معادلات تفاضلية وترجيحية، الأولى طريقة (كيني) والثانية طريقة (سايت) أو القيمة المفردة، وباستخدام نظام ArcGis"، حسب بيانات الحكومة.
وأشارت أيضاً إلى أن "الاختيار يعتمد على مرحلتين بنفس الأهداف، ولكن لكل مرحلة تكون الدقة أعلى لتقليص عدد الأراضي المنتخبة وصولاً لتحديد الموقع بشكل أدق، ثم هناك مرحلة أخيرة ستم فيها التقييم الأمني".
عراقيون: نريد ماء وكهرباء
يقول ابو محمد المياحي في تعليق له على ما يثار في وسائل الاعلام من موضوع اعادة المفاعلات النووية العراقية "الحكومات لم تنجح في اعادة الماء والكهرباء إلى وضعها الطبيعي منذ 18 عاماً، كيف لها ان تتبجح بانها تستطيع اعادة بناء المفاعلات النووية، العراقيون يريدون ماء وكهرباء، يريدون خدمات صحية".
ويضيف "سيتحاج العراق 500 سنة حتى يصل إلى بناء مفاعلاته النووية على الوضع الذي نراه يومياً من فساد في مختلف مؤسسات الدولة".
هذت وشهدت أغلب المحافظات العراقية بينها العاصمة بغداد، انقطاعاً تاماً لمنظومة الطاقة الوطنية من دون معرفة الأسباب.
وقال معاون مدير كهرباء النجف الاشرف المهندس علي جنجول إن " الكهرباء انقطعت في عموم البلاد"، لافتاً الى أن " هناك اسباب عديدة وراء هذا الانقطاع منها قلة تجهيز الغاز والاستهدافات المتكررة لخطوط نقل الطاقة واخرى في محافظة صلاح الدين وديالى".
من جانبه اعلن محافظ النجف لؤي الياسري عن عودة 130 ميغا واط الى الخدمة، مؤكدا " تشغيل خطوط الطوارئ تباعا للمستشفيات وشبكات الماء والمجاري".
وفي محافظة ميسان خرجت تظاهرات أمام محطة الكهرباء المصرية في اطراف مدينة العمارة البتيرة احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي".
وكانت وزارة الكهرباء، قد اعلنت في وقت سابق عن انفصال خط ديالى - شرق بغداد بعمليات تخريبية قرب منطقة خان بني سعد.
وذكر المركز الإعلامي للوزارة في بيان ان "خط ديالى - شرق بغداد 400 رقم 2 انفصل عن الخدمة من الجهتين، إثر استهداف الابراج بتفجيرات وعمليات تخريبية قرب منطقة خان بني سعد".
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الكهرباء، استهداف محطة صلاح الدين الحرارية في سامراء بصواريخ كاتيوشا.
وذكر اعلام الوزارة في بيان مقتضب تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، يوم الأحد، أن "محطة صلاح الدين الحرارية لإنتاج الطاقة الكهربائية في سامراء تعرض لاستهداف وقصف بصواريخ الكاتيوشا، مما تسبب بأضرار جسيمة بأجزاء الوحدة التوليدية (البويلر)".
وطالب النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن الكعبي، يوم امس الخميس، باستضافة أربعة وزراء لبحث مشكلة الكهرباء في البلاد.
وذكرت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "الكعبي طالب خلال انعقاد جلسة مجلس النواب باستضافة كل من وزراء الكهرباء والنفط والمالية والتخطيط لبحث مشكلة الكهرباء في العراق".
ودعا النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي، اول أمس الأربعاء، هيئة النزاهة للكشف عن نتائج 54 ملفاً بشأن تعاقدات وزارة الكهرباء.
2-07-2021, 10:52
العودة للخلف