المناسيب منخفضة وانحسار يضرب الأراضي الخضراء.. بلاد الرافدين تواجه نقصاً في المياه والزراعة
المحايد/ ملفات
منذ سنوات عدة، يواجه العراق نقصاً كبيراً في المياه وانحسار الأراضي الزراعية في عموم البلاد.
وعلى مدى السنوات الأخيرة، تعاني بلاد الرافدين من انخفاض مناسيب المياه في نهر دجلة، وقلة الأمطار في فصل الشتاء، ما تسبب بخسائر اقتصادية للمزارعين.
وخلال الأسابيع الماضية، حذر ناشطون في مجال البيئة من مخاطر شحة المياه، إذ انحسر منسوب المياه، في نهري دجلة والفرات اللذان ينبعان من تركيا، في الأراضي العراقية، وخاصة في المحافظات الجنوبية، وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقتها المنظمات المعنية، إلا أن وزارة الموارد المائية أكدت أن لديها خزينا مائيا مناسبا لهذا الموسم.
وشهدت المنتجات الزراعية الوطنية تراجعاً كبيراً في الأسواق العراقية، خلال الفترة الأخيرة، بعد سلسلة هزات تعرّض لها القطاع، أبرزها غزو المنتجات المستوردة للبلاد، ما أجبر عدداً كبيراً من المزارعين على مغادرة المهنة.
أسباب أخرى أدت إلى تراجع الزراعة في العراق، أبرزها السياسات الخاطئة التي تبنّتها الجهات الحكومية المختصة في إدارة هذا القطاع وغياب الدعم والمساندة.
وأول المتضررين من تدهور الواقع الزراعي هم المزارعون الذين حوّل بعضهم مساحات واسعة من أراضيهم الزراعية إلى مشاريع استثمارية مختلفة، أو قاموا ببيعها وهجرة الزراعة.
واستحوذت المنتجات الزراعية المستوردة من عدة دول آسيوية وعربية على الأسواق العراقية، حسب بيانات رسمية.
وفي ظل الواقع الزراعي الجديد، تحولت الأسواق من منافذ لبيع المنتج الزراعي المحلي الوطني، إلى منافذ لبيع المنتجات الزراعية المستوردة.
واضطر الكثير من المزارعين إلى بيع أراضيهم، في ظل غياب الدعم الحكومي للقطاع، فآلاف الدونمات التي كانت مخصصة لزراعة الرقي "البطيخ"، منذ عشرات السنين، لم تعد منتجة، والحال ينطبق على الأراضي التي كانت مخصصة لإنتاج مختلف الخضروات والفاكهة، وفقاً لتقارير رسمية.
السبب يعود لكون هذه المنتجات غير قادرة على منافسة جودة وأسعار مثيلاتها المستوردة، بسبب عدم مساندة الحكومة للمزارعين والاضطرابات، بحسب صالح الجابر، الذي كان يزود السوق بفاكهة "الرقي" في موسم الصيف.
وأجبر تدهور الواقع الزراعي الكثيرين على تحويل مساحات شاسعة إلى مشاريع أخرى، إذ لم يجد مزارعون حلاً سوى تحويل أراضيهم الزراعية إلى مشاريع أخرى، فمنهم من حولها إلى مخازن ومصانع، وآخرون فضّلوا تقطيعها وتحويلها إلى أحياء سكنية.
وبالرغم من أن الكثير من الأراضي لا يمكن تحويلها إلى سكنية، لكن بحسب ما هو سائد ومعروف بين العراقيين، يجري تحويل هذه الأراضي، من خلال دفع "رشاوي" لموظفين في دوائر حكومية مختصة.
وكشفت وزارة الزراعة العراقية، الاثنين (5 تموز 2021)، عن الضرر الذي تعرض له القطاع الزراعي خلال النصف الأول من العام الحالي بسبب قلة الأمطار وشحة المياه التي يعاني منها البلاد، إذ بلغ ما يقارب النصف.
وقال المتحدث باسم الوزارة حميد النايف، في تصريح، إن “قلة الأمطار خلال الموسم الشتوي وكذلك قلة إيرادات المياه الواصلة للعراق من دول المنبع أثر بشكل سلبي على القطاع الزراعي في البلاد”.
وأضاف النايف أن “هناك أكثر من 20 مليون دونم صالح للزراعة لم يزرع منها إلا ما يقارب 13 مليون بالتالي خسرنا ما يقارب 7 مليون دونم هذا العام بسبب شحة المياه”.
وبين أن “إيرادات العراق المائية بحسب وزارة الموارد المائية انخفضت خلال العام الحالي أقل من 50% من معدل العام الماضي”، مؤكدًا أن “عدم توفر المياه سيزيد من تصحر الأراضي ويخفض إيرادات الدولة المالية”.
6-07-2021, 14:12
العودة للخلف