الصفحة الرئيسية / في أقل من ٤٨ ساعة.. الفصائل تقصف أماكن مختلفة ٣ مرات وترقب لرد أمريكي يطال قادتها

في أقل من ٤٨ ساعة.. الفصائل تقصف أماكن مختلفة ٣ مرات وترقب لرد أمريكي يطال قادتها

المحايد/ ملفات

اتجهت الفصائل المسلحة إلى تصعيد هجماتها مؤخراً ضد المصالح الأمريكية في البلاد، بعد ما تعرضت القوات الأمريكية التي تتواجد بمطار أربيل في وقت متأخر من ليل الثلاثاء إلى قصف بطائرة مسيرة مفخخة، لم توقع أضراراً بشرية أو مادية، حسب بيان مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان.
 وبعد قصف أربيل، شنّت الفصائل عملية قصف صاروخي أخرى، أمس الأربعاء، استهدفت قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار غربي العراق، والتي تتواجد فيها قوات أميركية، ليكون القصف على القاعدة هو الثاني خلال ثلاثة أيام، ليتبنى الهجوم فصيل أطلق على نفسه اسم "لواء ثأر المهندس".

وعملية القصف الثالثة، هي التي حدثت في وقت متأخر من ليل الأربعاء، وطالت المنطقة الخضراء، حين اُستهدفت بثلاثة صواريخ، وقع الأول منهن قرب مقر جهاز الأمن الوطني، والثاني في ساحة الاحتفالات، فيما سقط الصاروخ الثالث قرب منطقة الشيخ عمر في حي سكني.

وأطلقت عدد من الفصائل المسلحة العراقية الموالية لإيران، خلال الأيام الأخيرة سلسلة تهديدات للقوات الأميركية في العراق، على خلفية الهجوم الذي تعرضت له مقرات الفصائل المسلّحة على الحدود مع سورية الأسبوع الفائت، الذي أوقع قتلى بصفوف مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، كما تواصل قوى سياسية مرتبطة بالفصائل حراكها للخروج بموقف موحد تجاه ما اعتبروه تصعيداً أميركياً ضدها.

وكتب مايكل نايتس زميل برنشتاين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مقالاً في صحيفة بوليتيكو الأمريكية، تحدث عن موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن من الهجمات التي تطال قوات بلاده، حين قال إن "الإدارة تبدو عالقة في حلقة مفرغة من استخدام الضربات الصغيرة الدقيقة في محاولة لردع الفصائل مع تجنب التصعيد، لكن هذه الإجراءات النصفية لا تحقق أيًا من النتائج المرجوة، ويحتاج فريق بايدن إلى إنهاء دورة المعاملة بالمثل عن طريق الرد بشكل أكثر ذكاءً وقوةً وأقل انفتاحًا".

وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن "الضربة التي شنتها الطائرات الأمريكية تسببت بقتل خمسة من رجال الفصائل، وكانوا جميعًا من القوات الصغيرة، ومن الصعب تقييم ما إذا كانت الولايات المتحدة قد ألحقت أضرارًا مادية بورش عمل الطائرات بدون طيار التابعة للفصائل".

وأضاف: "نظرًا للتكلفة المنخفضة لصناعة الطائرات بدون طيار (أقل من 10000 دولار لكل منها عادةً)، سيتم إصلاح الضرر بسرعة، فبالنسبة للفصائل يحصلون على التباهي بقوتهم الظاهرة من خلال الضغط على عدو قوة عظمى، دون تكبد تكاليف كبيرة".

وأكد، أن "فريق بايدن كان يرد بشكل دوري في الوقت والمكان الذي يختاره، ويفصل بحكمة بين الاستفزاز والانتقام في الوقت المناسب، لكن الضربات لم تكن ابتكارية أو جريئة بما يكفي للتأثير على حسابات قادة الفصائل، وبدلاً من ذلك ضربت أهدافًا غير مهمة".
 وأوضح، أن "الإدارة يبدو أنها تركز على إرسال رسائل رادعة واضحة لا لبس فيها والتي لا تعدو أن تكون واضحة ولا لبس فيها، لأن الضربات الأمريكية محدودة بشكل متعمد من أجل تجنب التصعيد - لكن هذا يعني أنها أضعف من أن تردع، فتمت معايرة كل ضربة أمريكية لتعكس تقريبًا ضربة الفصائل السابقة بشكل مدمر، ولكن عندما لا يتم الرد على 11 من كل 12 هجومًا للفصائل العراقية، لا يزال تبادل التكلفة في صالح المجموعة بشكل كبير".

وأكمل: "تحتاج الولايات المتحدة إلى تحقيق شبه متعمد وشيك لهدف حساس للغاية، مثل قائد فصيل كبير، وفي المرة التالية التي يحدث فيها هجوم كبير بالصواريخ أو الطائرات بدون طيار ضد قاعدة أمريكية، يجب قتل زعيم الفصيل بدلاً من ذلك، في الوقت والمكان اللذين نختارهما".

ونشر في الفترة الأخيرة، الإعلام المقرب من الفصائل المسلحة، عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، تهديدات قادة الفصائل باستهداف مقار القوات الأمريكية، وقصفها أينما ما كانت.

وتأتي عمليات التصعيد الأخيرة، قبل أيام من زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، من أجل التفاهم حول التواجد الأمريكي بالبلاد، وقبل إجراء جولة من الحوار الستراتيجي، لترد الفصائل بالقصف المسير على مطار أربيل، بعد انتهاء المدة، وقصف قاعدة عين الأسد، التي قالت عن تفاصيلها خلية الإعلام الأمني، إن "عجلة محملة بمادة الطحين توقفت في منطقة البغدادي بمحافظة الأنبار، وكانت تحمل أيضا قاعدة لإطلاق الصواريخ، حيث أطلقت 14 صاروخا باتجاه قاعدة عين الأسد الجوية سقطت في محيط القاعدة".

وأوضح البيان أنه "في غضون ذلك انفجرت بقية الصواريخ التي كانت متبقية بداخلها، مما أدى إلى أضرار في دور المواطنين القريبة وأحد المساجد"، لتزود مصادر أمنية  موقع "المحايد" بصور تظهر نفوق خروف والتسبب بأضرار مادية جراء انفجار العجلة التي كانت تحمل منصة الصواريخ التي استهدفت قاعدة عين الاسد.

وأدى القصف الصاروخي على قاعدة عين الأسد التابعة للجيش العراقي، والتي تستضيف عسكريين أميركيين، إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة، وفقا للمتحدث باسم التحالف الدولي، واين ماروتو.

من جهته، قال مسؤول عسكري رفيع، إنّ "قوات كبير انتشرت عقب الهجوم قرب المنطقة الخضراء والمناطق القريبة منها، ونصبت حواجز أمنية متنقلة وقامت بتفتيش العجلات"، مبيناً أنّ "هناك معلومات استخبارية عن تصعيد بالهجمات على المنطقة الخضراء والمصالح الأميركية في البلاد، ما تطلب وضع خطة عاجلة للاستنفار الأمني وتنفيذ عمليات تفتيش".

وأضاف أنه "تم تفعيل الجهد الاستخباري وفتح خطوط تواصل مع المواطنين لكشف أي تحركات غير طبيعية وإحباط محاولات تنفيذ الهجمات"، مشيراً إلى أن "الاستنفار الأمني سيستمر، وستتواصل عمليات التفتيش وفقا للمعلومات الاستخبارية، حتى إشعار آخر".

 

8-07-2021, 11:50
العودة للخلف