الصفحة الرئيسية / "نرفض الوساطات".. فصائل مسلحة تتمرد على تهدئة قآاني وتضع الانتخابات أمام "خطر التأجيل"

"نرفض الوساطات".. فصائل مسلحة تتمرد على تهدئة قآاني وتضع الانتخابات أمام "خطر التأجيل"

المحايد/ ملفات

بعد اتفاق أطلقه زعيم فيلق القدس، إسماعيل قآاني مع الفصائل المسلحة من أجل التهدئة وعدم قصف المقار الأمريكية إلا بعد ما يُنجز الاتفاق النووي، رفضت بعض الفصائل التهدئة، وأكدت استمرارها بقصف الأماكن التي تتواجد بها القوات الأمريكية.

وتخشى إيران من أن تسبب عمليات القصف الصاروخي ضد المصالح الأمريكية، بردٍ قد يستهدف منشآت حيوية لإيران، كما حدث في وقت سابق، وكذلك تخشى على الاتفاق النووي، الذي قد يكون معرّضاً للانهيار بسبب العمليات الصاروخية.

وبعد محاولات طهران عبر قآاني كبح جماح الفصائل، أوردت تقارير صحافية معلومات عن تمرد الفصائل على توجيهات قآني، بعد اجتماع جرى الأسبوع الماضي في مطار بغداد الدولي، رفضت خلاله "كتائب سيد الشهداء، وكتائب حزب الله، والنجباء"، الامتثال للتهدئة وعدم قصف المصالح الأمريكية، بحسب بعض المصادر.

وفي يوم أمس، أكد زعيم فصيل "النجباء"، أكرم الكعبي، عدم فرض التهدئة مع الامريكان، خصوصاً وأنهم ينهبون خيرات الوطن وما زالوا محتلينه، وفقاً لتغريدته المطولة التي خاطب بها الخارجية الأمريكية.

وفي الأثناء، قالت مصادر خاصة، إن "زعيمي تحالف فتح وعصائب أهل الحق أيدا قرار التهدئة خلال الاجتماع الأخير مع ممثلي الحرس الثوري، لكن كتائب سيد الشهداء رفضت ذلك، بعد ما قال المتحدث باسمها، كاظم الفرطوسي، أن "المقاومة الإسلامية العراقية رفضت بشدة أي وساطات بما يخص إيقاف العمليات العسكرية ضد القوات الأميركية".

وأضاف أن «"التصعيد العسكري ضد القوات الأميركية جاء من أجل إخراج كامل للقوات الأميركية القتالية من الأراضي العراقية كافة، وبخلاف ذلك لن تكون أي تهدئة، ولن يتم إيقاف التصعيد مهما كانت الضغوطات على الفصائل".

وكان قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس،. ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، مسيطرين على قرار الفصائل، وعندما يأمرونهم يمتثلون فوراً للأوامر، لكن الآن تعتمد إيران راهناً على "حزب الله" اللبناني للحصول على الدعم في كبح جماح الميليشيات العراقية، مع احتمال أن يضطلع الرئيس الإيراني الجديد بدور في المسار نفسه.

 

وتشير مصادر عراقية، حضرت الاجتماع الذي ذُكر آنفاً، إلى أن "اقتراح التهدئة الإيراني قوبل بالتحدي والمعارض، وتحدث أحد قادة الفصائل الستة في الاجتماع قائلاً إنهم لا يمكنهم التزام الصمت والهدوء في حين أنه لم يأخذ أحد بثأر مقتل سلفه قاسم سليماني، وكبير قادة الميليشيات العراقية أبو مهدي المهندس، في غارة أميركية بطائرة مسيّرة".

وتظهر تفاصيل اللقاء التي أكدها ثلاثة مسؤولين سياسيين شيعة واثنان من كبار مسؤولي الميليشيات لوكالة «أسوشيتد برس»، كيف أن الميليشيات العراقية المتحالفة مع إيران تؤكد على مستوى من الاستقلال، وتسخر في بعض الأحيان من الأوامر الصادرة من طهران. 

ويبدو أن كتائب "حزب الله" تأخذ مساراً مختلفاً عن بقية الفصائل، يعتمد التصعيد المباشر والمغامر، دون المساهمة في أي تسوية سياسية مع الفرقاء الآخرين في «الحشد الشعبي»، فيما يلوح زعيم «كتائب سيد الشهداء» بالعمل على تأجيل الانتخابات إلى أبريل (نيسان) 2022، بحسب وكالة «أسوشيتد برس».

وقالت المصادر إن الضباط الإيرانيين حذروا زعماء الفصائل الشيعية من أن "مواصلة التصعيد الأمني سينهي تجربة الحكم الشيعي سريعاً، ولن يكون هناك أي معنى للانتخابات المقبلة"، مشيرة إلى أن "الاجتماع الأخير شمل مسؤولين في الحكومة تحدثوا مطولاً عن ضرورة التهدئة".

ونقلت المصادر أن الضباط الإيرانيين سألوا قادة الفصائل عن "مبررات التصعيد طالما أن الأمور تتجه لصالحهم في الانتخابات المقبلة".

ويقول قيادي في تحالف "الفتح"، إن "الفعاليات الشيعية الكبرى اتفقت على تثبيت الحد الأدنى من الهدنة إلى حين الانتخابات العراقية، لكن الأزمة تزداد تعقيداً بسبب الطريقة اللامركزية التي تعمل بها الفصائل".

وبحسب مراقبين، فإن "ثلاثة عوامل أساسية تلعب في رسم سياسة الفوضى الخلاقة لمنظومة الفصائل، يتمثل الأول بالخلايا الشيعية الناشئة، التي تعمل مع قادة الفصائل التقليدية دون اتصال مباشر مع الإيرانيين، وتنفذ عمليات خاصة أبرزها نقل الأسلحة وإطلاق الصواريخ.

وأشار مصدر مقرب من الفصائل إلى أن "الزيارات الإيرانية المتكررة لبغداد، والنقاشات التي تدور مراراً مع قادة الفصائل، غالباً ما تأتي على المخاوف من أن تكون تحركات الخلايا الفرعية بمعزل تام عن مسار الأحداث في المنطقة، والمصالح الإيرانية فيها".

وأوضح، أن "العامل الثاني، الذي يفسّر التقاطع بين الفصائل بشأن العمل الميداني، هو أن قرار التصعيد ضد حكومة الكاظمي والولايات المتحدة لا يندرج ضمن رسالة واحدة، إذ تفصل استراتيجية الفصائل بين خصومتها مع الكاظمي وبين أجندة إخراج القوات الأميركية، ومنذ أسابيع كان التصعيد موجهاً ضد الأميركيين، لأن المزاج العام داخل الفصائل يتجه إلى التهدئة مع الكاظمي".

ولفت إلى أن "العامل الثالث، الذي يبدو حاسماً في تغيير المعادلات الداخلية بين الفصائل، هو التنافس الشديد على النفوذ بشأن مَن يشغل فراغ أو مهدي المهندس، ويحصر الاتصالات الإيرانية بقنواته".

ومع وصول إبراهيم رئيسي إلى السلطة في إيران، خلفاً للرئيس السابق حسن روحاني، فإن عدداً من الفصائل ترى في الرئيس الجديد فرصة أكبر لتعزيز النفوذ وتثبيت وضع الحشد الشعبي بذات الصيغة التي يعمل فيها الحرس الثوري الإيراني.

ولم يتسلم رئيسي بعد السلطة في طهران، لكن بعض الفصائل لا سيما التي أنشأت خلايا مسلحة فرعية تريد تقديم نموذج عمل ميداني يتبناه الرئيس الإيراني الجديد، الذي سيأتي لملف العراق بنفوذ غير مسبوق من المرشد الأعلى علي خامنئي.

ويوضح مصدر حكومي لـ "المحايد"، أن "الفصائل تسعى عبر تصعيدها العسكري إلى تأجيل الانتخابات المقبلة وإلغائها، بعد ما تضع الحكومة بموقف حرج أمام المجتمع الدولي، لكي تنفذ هجماتها بالشكل الذي يحلو لها".

ولفت إلى أن "الكاظمي حاول التهدئة مرات عديدة، وفي الفترة الأخيرة أجرى اتصالات هاتفية بقيادات شيعية للتباحث بوقف الهجمات ضد المصالح الأمريكية، خشيةً من أن تردَّ واشنطن بشكل عنيف".

11-07-2021, 15:55
العودة للخلف