المحايد/ سياسية
في وقت تسعى 980 مرشحة عراقية لنيل عضوية البرلمان في الانتخابات المقرر عقدها في 10 أكتوبر المقبل، تسود خشية من ألاّ تتكلل مشاركتهن بدور سياسي فاعل، وسط سيطرة الأحزاب والكتل السياسية.
تقول الناشطة الحقوقية رنا سعدون إن "هناك العديد من التحديات والعوائق التي تواجه المرأة الراغبة في المشاركة السياسية والمرشحة للانتخابات البرلمانية، مثل هيمنة الأحزاب والكتل السياسية والتشكيك بقدراتها وكذلك العادات والتقاليد الموروثة فضلاً عن حملات التسقيط والإشهار".
وترى أن "التحدي الأهم بالنسبة إلى المرشحات يتعلق في تعرض الكثيرات منهن إلى تهديدات بالقتل؛ بغية استبعادهن عن المشاركة السياسية، خاصة أن زيادة الناخبين تعني تقليص عدد مقاعد القوى والأحزاب التقليدية المهيمنة".
وتشير سعدون إلى أن هذه التحديات لم تمنع العراقيات من المحاولة في خوض غمار معركة الانتخابات، على الرغم من أنهن حتى لو وصلن البرلمان سيكون دورهن "شكلياً إلى حد كبير" وفق تعبيرها.
حماية المرشحة
وتشكلت الخطة التنفيذية لدعم المشاركة السياسية للمرأة في الانتخابات البرلمانية العراقية، بموجب الأمر الديواني رقم 32 لسنة 2021، وتضم 11 جهة تمثل وزارات وهيئات غير تابعة لوزارة، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وجهات أخرى.
والهدف من تشكيل اللجنة، هو تمكين المرأة سياسياً والمشاركة في الانتخابات القادمة، إذ لن يقتصر عملها خلال مدة الانتخابات، إنما سيستمر لما بعدها، خاصة بعد وضع خطة تنفيذية شاملة لدعم المرأة المرشحة والناخبة، وضمان مشاركة المرأة في الانتخابات العامة.
بالإضافة لحماية المرأة المرشحة من مختلف أنواع العنف الذي يمارس ضدها ويحد من مشاركتها، فضلاً عن تدريب وتأهيل الجهات ذات العلاقة في مجال دعم وإسناد دور المرأة المشاركة في الانتخابات.
مع ذلك، ترى المحامية نوال خضير، أنه من "المستحيل" تفادي مسألة الإمكانيات المالية للمرأة المشاركة في الترشيح للدورة الانتخابية القادمة، خاصة أن قواعد السباق الإعلاني بين المرشحين تستوجب إنفاق الكثير من الأموال.
وتقول خضير "إن حاولنا تجاوز العوائق والتحديات التي تواجه المرشحة في الانتخابات القادمة، فإننا لن نتمكن من تجاوز مسألة الإنفاق المالي الذي قد يُعثر مسيرتها نحو النجاح، خاصة أن ما نعرفه عن التيارات الحزبية والقوى السياسية، هو التحيز الجنسي حتى داخل تنظيمها ومساندة مرشحها الرجل مالياً أكثر من المرأة".
وهذا – بحسب المحامية- مدعاة لخسارة المرشحات في الانتخابات بلا شك، حتى وإن كانت المرشحات قادرات على الإنفاق سيكنّ بحاجة أكثر من الرجال للحفاظ على أنظمة دعاية انتخابية مؤثرة في التصويت.
وتتابع "المشكلة الأخرى في أن الأصوات النسائية التي تنتخب النساء قليلة جداً مقارنة بالتي تنتخب الرجال، إذ لا تزال الكثير من النساء حتى الآن غير واثقات بقدراتهن، بالتالي لا ينتخبن امرأة أخرى ويفضلن وصول الرجال إلى مراكز اتخاذ القرار".
وتشير خضير أيضا إلى أن الأحزاب والكيانات السياسية لا تسمح في أن يكون للمرأة دور سياسي إلاّ في المرتبة الثانية، وإن حدث هذا وأسهمت هذه القوى في دعم مشاركة المرأة وتمكينها فلن تكون إلاّ واجهة لكسب الأصوات والظهور الإعلامي فقط، وفق تعبيرها.