المحايد/ ملفات
يدخل العراق في مرحلة سياسية وأمنية جديدة، عقب إعلان أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن،أن بلاده ستنهي بحلول نهاية العام 2021 "مهمتها القتالية" في العراق، ليكون هذا الإعلان الذي جاء بعد جولات عدة من المفاوضات من أهم الانجازات التي لاقت ترحيباً واسعاً من كل الأطراف السياسية في العراق.
وخلال استقباله رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في البيت الأبيض: قال بايدن "لن نكون مع نهاية العام في مهمة قتالية" في العراق، لكن "تعاوننا ضد الإرهاب سيتواصل حتى في هذه المرحلة الجديدة التي نبحثها".
وأوضح بايدن أنّ الدور الأميركي في العراق سيتحول إلى تقديم المشورة والتدريب.
ووصل الكاظمي، ليل الأحد، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، بعد ساعات من تصريحات أكد فيها أن بلاده لم تعد بحاجة إلى قوات قتالية أميركية لمحاربة "تنظيم الدولة".
ويتمحور اللقاء بين الكاظمي والأميركيين بشكل أساسي حول وجود القوات الأميركية في العراق، وعلى نطاق أوسع حول قدرة بغداد على التصدي لخلايا تنظيم الدولة المتبقية.
وقبل وصوله إلى واشنطن، في جولة رابعة من المحادثات الاستراتيجية بين البلدين، أكد رئيس الوزراء أن العراق ستظلّ تطلب تدريبًا وجمع معلومات استخبارية عسكرية من الولايات المتحدة.
وتأتي زيارة الكاظمي قبل نحو شهرين من الانتخابات التشريعية المبكرة، التي يأمل من خلالها أن يستعيد بعضًا من النفوذ في مواجهة الفصائل النافذة والمعادية جدًا لوجود الأميركيين في البلاد.
وتأتي أيضًا بعد التفجير الانتحاري في بغداد الأسبوع الماضي الذي أوقع شهيداً قتيلًا وتبناه "تنظيم داعش"، وفي وقت تؤكد واشنطن باستمرار أن مهمة الأميركيين "الأساسية في العراق تبقى ضمان استمرارية هزيمة تنظيم الدولة"، بحسب ما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس لوكالة فرانس برس.
ومنذ الزيارة الأخيرة للكاظمي إلى واشنطن في أغسطس/آب 2020، حصلت تطورات على رأسها تواصل الهجمات -التي تتهم فيها فصائل موالية لإيران- على المصالح الأميركية في البلاد، وليس بالصواريخ فحسب، بل أدخلت تقنية الطائرات المسيرة، الأكثر دقةً وإثارة للقلق بالنسبة للتحالف الدولي. وقد بلغ عددها نحو 50 هجومًا منذ مطلع العام.
ترحيب سياسي كبير
وبعد الإعلان النهائي والرسمي، لموعد انسحاب القوات الامريكية من العراق، اعلنت زعامات سياسية وقادة الاحزاب ومسؤولين ترحيبهم بالاتفاق الذي جرى بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن، الخاص بانسحاب القوات الأمريكية المقاتلة من البلاد نهاية 2021.
وقال الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة عبر "تويتر"، إن "نتائج الحوار الاستراتيجي العراقي الأمريكي مهمة لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة العراقية، وتأتي ثمرة عمل حثيث من الحكومة برئاسة مصطفى الكاظمي، وبدعم القوى الوطنية، وتستند إلى مرجعية الدولة".
بدوره، قال رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في تغريدة على تويتر، إن بلاده "حققت إنجازاً كبيراً" باتفاق انسحاب القوات القتالية الأمريكية وأنها تخطو نحو تحقيق كامل قدراتها، ونجحت دبلوماسيا وسياسيا بإنجاز الاتفاق الاستراتيجي مع واشنطن ضمن متطلبات المرحلة الجديدة".
كما رحّب "تحالف الفتح" (47 مقعدا في البرلمان العراقي من أصل 329)، ويضم أغلب فصائل "الحشد الشعبي" المناهضة لوجود القوات الأمريكية في بيان، بالاتفاق المبرم بين الكاظمي وبايدن، معتبراً في بيان أنه "خطوة إيجابية متقدمة باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة".
من جهته، أبدى "تحالف النصر" (42 مقعداً في البرلمان)، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي في بيان، تأييده لاتفاق الانسحاب، واعتبره "انتصاراً للعراق ومصالحه وسيادته".
فيما شدد زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر على وجوب وقف العمل العسكري لـ "المقاومة" ضد القوات الأمريكية، بالتزامن مع اتفاق الانسحاب الأمريكي.
وطالب الصدر في بيان له بـ"وقف العمل العسكري للمقاومة مطلقا، والسعي إلى دعم القوات الأمنية العراقية من الجيش والشرطة لاستعادة الأمن وبسطه على الأراضي العراقية، وإبعاد شبح الإرهاب والعنف والمتطفلين وأدعياء المقاومة".
واتفق العراق والولايات المتحدة في البيان الختامي الصادر عن حكومتي البلدين مساء الاثنين، لجولة الحوار الاستراتيجي الرابعة والأخيرة بينهما، على انسحاب جميع القوات الأمريكية المقاتلة من العراق بحلول نهاية العام الجاري 2021.
واتفق الوفدان، بعد استكمال مباحثات الفرق الفنية الأخيرة، على أن العلاقة الأمنية بين البلدين "ستنتقل بالكامل إلى المشورة والتدريب والتعاون الاستخباري، ولن يكون هناك أي وجود لقوات قتالية أمريكية في العراق بحلول 31 ديسمبر/ كانون الأول 2021"، وفق البيان.
وتزامن صدور البيان الختامي مع انتهاء مباحثات أجراها الكاظمي مع بايدن في البيت الأبيض.
ومنذ 2014، تقود واشنطن تحالفا دوليا لمكافحة "داعش"، الذي استحوذ على ثلث مساحة العراق آنذاك، حيث ينتشر نحو 3000 جندي للتحالف، بينهم 2500 أمريكي.
وفي 5 كانون الثاني 2020، صوّت البرلمان العراقي لصالح قرار يطالب بإخراج القوات الأجنبية، بما فيها الأمريكية، من البلاد، وذلك بعد يومين من ضربة جوية أمريكية أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس.