المحايد/ ملفات
واجهت ممثلة بعثة الامم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، انتقادات لاذعة، من قبل رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، ومن قبل بعض قادة الفصائل ورئيس هيئة الحشد الشعبي، بشأن الانتخابات النيابية المقبلة.
وكان مجلس الأمن الدولي قد قرر وبالإجماع، تمديد عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق “يونامي"، لعام كامل وتوسيع نطاق اختصاصها والتفويض المعطى لها، ليشمل مراقبة الانتخابات العامة العراقية المقررة في 10 أكتوبر من العام الجاري، وذلك استجابة لطلب الحكومة العراقية.
وجاء في القرار رقم 2576، أنه تم تمديد عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق - يونامي حتى 27 مايو من عام 2022. وأن البعثة ستضم فريقا أمميا معززا وقويا، وطواقم إضافية قبل الانتخابات المقبلة في العراق، لمراقبة اليوم الانتخابي العراقي على أوسع نطاق جغرافي ممكن.
وأكد القرار على ضرورة اندراج المساعدة التي ستقدمها البعثة الأممية، على صعيد تنظيم الانتخابات، في إطار احترام السيادة العراقية.
وجاء في القرار أن يونامي، ستتولى تشجيع المراقبين الدوليين والإقليميين المدعوين، من قبل الحكومة العراقية لمواكبة الانتخابات والتنسيق معهم، وتوفير الدعم اللوجستي والأمني لهم.
وأن يونامي ستتولى أيضا إطلاق حملة استراتيجية واسعة للأمم المتحدة، لتوعية الناخبين العراقيين، وإطلاعهم على آخر المستجدات، على صعيد الاستعدادات الانتخابية، وأنشطة الأمم المتحدة لدعم الانتخابات قبل اليوم الانتخابي وخلاله.
وكانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، ورئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق - يونامي جنين-هينيس بلاسخارت، قد حذرت قبل أيام من أن الفشل في تنظيم انتخابات ذات مصداقية، من شأنه أن يولد غضبا وخيبة أمل كبيرين ودائمين وواسعي النطاق، الأمر الذي ربما يتسبب بالمزيد من عدم الاستقرار في البلاد، في وقت هي في أمس الحاجة فيه إلى القوة والوحدة بحسبها.
لكن هذه التصريحات والقرارات يبدو أنها لم تعجب قادة الفصائل وكذلك سياسييهم المتمثلين بنوري المالكي، حسب ما يرى بعض المراقبين، ليهاجم المالكي في تغريدة له، بلاسخارت وتصريحاتها.
وذكر المالكي في تغريدته التي نشرها الأسبوع الماضي: "يبدو ان السيدة بلاسخارت بحاجة الى معرفة مهمتها ودورها كمسؤولة لبعثة يونامي في العراق، وان البعثة تتحرك بطلب الحكومة العراقية ولا صلاحية لها بالتحرك والتدخل في شؤون الانتخابات الا بما تحتاجه المفوضية"، مضيفاً أن "دورها مرفوض في الحديث عن تأجيل الانتخابات".
وقبل المالكي، هاجم رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، بلاسخارت قائلاً: "نرى أن ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيدة بلاسخارت تجاوزت الدور المهني وأصبحت ورقة في الملعب السياسي العراقي".
ودعا الفياض في تغريدته الأمين العام للأمم المتحدة قائلاً: "نحن بحاجة الى دوركم الاممي المهني في دعم العراق".
وعن دور الأمم المتحدة بمراقبة الانتخابات، يرى خبير انتخابي أن "العملية الانتخابية في العراق، تتخللها دوما مثالب وعيوب جوهرية متصلة، بتدخل وهيمنة قوى إقليمية فيها، وفرض أجندات جهات سياسية تمتلك ميليشيات مسلحة عليها، ولهذا فمن الطبيعي أن يثير هذا الاهتمام الدولي بالانتخابات العراقية، الشعور بالخطر والقلق، لدى تلك الجهات التي اعتادت توظيف السلاح والمال السياسي، في خوضها الانتخابات، فضلا عن التزوير والترهيب وشراء الذمم، وهذا ما يفسر تصاعد موجة اغتيال ناشطين عراقيين لمع نجمهم وبرز دورهم إبان الاحتجاجات الشعبية الواسعة في العام 2019، في محاولة لإشاعة جو عام من الإرهاب والفوضى، وعرقلة عقد الانتخابات في موعدها".
ويقول الخبير الانتخابي: “لا نريد الدخول في متاهة المصطلحات، فالمهم المضمون وليس الشكل، بالنسبة لدور الأمم المتحدة في انتخابات العراق، بغض النظر عن تسميته، إشرافا أو مراقبة أو مواكبة، فالأهم هو أن يكون دورا فعالا ومؤثرا، ورادعا لأي محاولات تزوير وتلاعب بغية اعادة انتاج واقع سياسي مأزوم".
وبعد تغريدة المالكي، طالب ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي يوم الأحد باستبدال رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق، جنين هينيس-بلاسخارت بعد حديثها عن تأجيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في شهر تشرين الأول المقبل.
وقال النائب عن الائتلاف خلف عبد الصمد في تصريح، إن "تدخل بلاسخارت يمثل مساسا بالسيادة العراقية، مطالبا في ذات الوقت "باستبدالها بشخص آخر، وأن تمنع الحكومة العراقية تدخلاتها لأنها تثير الفتنة في العراق".
ويرى بعض المراقبين، أن "مهاجمة الفصائل والمالكي وغيرهم لبلاسخارت، تأتي لارباك جو الانتخابات، ومنع وجود مراقبة دولية على العملية الانتخابية".