الصفحة الرئيسية / خبراء أمنيون يجيبون.. هل يواجه العراق مرة اخرى خطر سقوط محافظاته بيد داعش؟

خبراء أمنيون يجيبون.. هل يواجه العراق مرة اخرى خطر سقوط محافظاته بيد داعش؟

المحايد/ ملفات 

رغم العمليات المتواصلة من قبل القوات الأمنية العراقية ضد مسلحي تنظيم داعش، إلا أن محافظات الأنبار وبغداد وديالى وصلاح الدين وكركوك والموصل، تشهد منذ بداية الصيف الحالي هجمات شبه متواصلة ينفذها المسلحون ضد أهداف عسكرية ومدنية عراقية.

وأسفر هجوم لمسلحي التنظيم على مجلس عزاء في ناحية يثرب التابعة لمحافظة صلاح الدين، الجمعة الماضي، عن مقتل 15 شخصاً وإصابة ثمانية آخرين بجروح، أعقبه هجوم آخر للتنظيم استهدف حاجزا للتفتيش في ناحية جلولاء بمحافظة ديالى، أسفر عن مقتل أربعة جنود عراقيين.

من جهته، اعتبر اللواء يحيى رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، المعركة ضد بقايا داعش "استخباراتية".

وأضاف في تغريدة على تويتر "ليس باستطاعة التنظيم السيطرة على بقعة معينة من الأرض".

يؤيد الخبير الأمني والإستراتيجي علاء النشوع رأي رسول في عدم تمكن داعش من السيطرة على المدن مجددا، "فقد التنظيم الحاضنة التي كان يمتلكها سابقا، ويعاني من قلة موارده التي كان يعتمد عليها للقيام بعملياته، ولا يستطيع إدامة الزخم في المعركة".

"كما يعاني من كره وحقد المواطنين عليه نظراً للسياسات التي تبناها أثناء احتلاله للمدن، وفشل عقيدته العسكرية والأمنية في مبادئ الحرب كافة"، يتابع النشوع. 

ويشير  إلى أن التنظيم يعتمد على عمليات مباغتة سريعة وهي لا تؤثر على المستوى السَوقي والتعبوي ولا يمتلك منظومات دفاع جوي متكاملة ومتطورة. 

وكل هذه الأسباب تمنعه من إدارة معركة في المدن والقصبات، حسب النشوع. 

ويحاول التنظيم في هجماته استغلال الثغرات الموجودة ميدانياً في مناطق نشاطه، خصوصاً المساحات الخالية على الأرض في المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان وبغداد، التي يحاول الجانبان نشر ألوية مشتركة من الجيش وقوات البيشمركة فيها؛ لإنهاء تواجد بقايا داعش.

وأعلن اللواء عبد الخالق طلعت، ممثل حكومة الإقليم في قيادة العمليات المشتركة، الأحد الماضي، أن عملية تشكيل لواءين مشتركين من البيشمركة والجيش العراقي شارفت على الانتهاء.

وأكد في تصريحات لوسائل إعلام كردية، أن اللواءين المشتركين سيباشران بتنفيذ عمليات عسكرية ضد داعش في المناطق المتنازع عليها بعد إنهائهما التدريبات.

في نفس السياق، يقول عبد القادر النايل، عضو اللجنة العليا للميثاق الوطني العراقي، إن "تواجد داعش وازدياد هجماته يعود إلى وجود رغبة إقليمية لإبقاء ورقة داعش، حتى تكون ذريعة للسيطرة على الحدود والمحافظات المنكوبة، والاستمرار بعمليات التغيير الديموغرافي على أساس طائفي ومذهبي، فضلاً عن سرقة المصانع وتهريب النفط وبيع المخدرات وإنشاء المكاتب الاقتصادية، وجميع هذه الإجراءات تشجع داعش وتعزز التطرف".

ويرى أن جزءاً من العمليات الإرهابية التي تشهدها هذه المحافظات "ليست لداعش فقط".

ويعزو النايل تصاعد عمليات التنظيم إلى "انعدام الحلول المستدامة التي تساهم فيها المحافظات المنكوبة وأخذ استحقاقها الوطني في التمثيل السياسي والعسكري والأمني، وإيقاف التهميش والإقصاء وإعادة النازحين وإعمار المحافظات بشكل حقيقي، وإطلاق مشروع التعليم خصوصا للأجيال التي مكثت في المخيمات طوال السنوات الماضية، ما شكل ارتفاعا مخيفا للأمية بينهم وهذا ما يبحث عنه داعش".

8-08-2021, 16:20
العودة للخلف