الصفحة الرئيسية / سيناريوهات مُرتقبة.. العراق يشهد أول انسحاب لقوات أجنبية بعد الحوار الاستراتيجي

سيناريوهات مُرتقبة.. العراق يشهد أول انسحاب لقوات أجنبية بعد الحوار الاستراتيجي

المحايد/ ملفات

وصلت قوة تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، إلى الكويت منسحبة من العراق بعد انتهاء مهامها، وهو الأمر الذي يحدث لأول مرة بعد جولة الحوار الستراتيجي التي جرت الشهر الماضي في واشنطن حين التقى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بالرئيس الأميركي جو بايدن.

ويوم أمس، ذكر التحالف الدولي في بيان أن "فرقة العمل المشتركة والعملية المتاصلة انجزت مؤخرا مهمة حماية قوة الانتشار السريع في العراق وعادت الى قاعدتها الرئيسية في مخيم بويهرينج بالكويت".    

وبحسب البيان "تتكون القوة العادة من طائرتين هليكوبتر CH-47 CH-47 وشركة مشاة في حالة احتياطية لمدة 24 ساعة جاهزة".    

وتابع البيان، "تستجيب منظمة الصحة العالمية عند الحاجة في منطقة العمليات المشتركة لدعم الموظفين الارضيين وعمليات الانعاش وتنفيذ الاعتداءات الجوية ومساعدة بعثات حماية القوات بشكل عام".    

واشار البيان الى انه "تتكون هذه الوحدات من افراد ومعدات ذات قدرات محددة. وشملت القوات المتراكمة وحدات مشاة وطيران من الحرس الوطني الجوي لايوا ومينيسوتا ولويزيانا. مع طائرتين هليكوبتر CH-47 CH-1 Chinook، الكتيبة الاولى، فوج الطيران الاول جنبا الى جنب مع فوج المشاة الثاني والسادس والسادس عشر مشاة".    

واكد البيان انه "بحسب الحاجة لوجود OTH في العراق، بدات فرقة CJTF-OIR اعادة تشكيل الوحدة مع قوة احتياطية CJTF-OIR، التي تعد للعمل في جميع انحاء المسرح من الكويت".    

وبحسب البيان فان "المرحلتين الاولتين شملتا تقييم المعدات ومخزونات الافراد لتوفير الدعم المستمر للالوية والقوات الشريكة في المسرح. وشملت المرحلة الثالثة الحركة الاستراتيجية لتلك الاصول".    

ونقل البيان عن الناطق باسم التحالف العقيد واين ماروتو، ان "مهمة CJTF-OIR والقوات الشريكة، القوة الدولية، والبيشمركة، وقوات قسد، ستبقى لهزيمة داعش في اجزاء محددة من العراق وسوريا".    

ولفت ماروتو الى انه من اجل "هزيمة داعش، يجب ان تكون فرقة العمل المشتركة تمتلك استراتيجية في اي حركة، وضمان النشر والتراجع التدريجي. حيث تمكن فريقنا من العودة الى قاعدة عملياته في الكويت دون دعم مهين في العراق".    

وأكد أن "التحالف يواصل دعم القوات الشريكة لهزيمة بقايا داعش بشكل دائمي وتحقيق الاستقرار في المنطقة".    

ويشير محلل سياسي إلى أن "انسحاب القوة الى الكويت، هو بداية لانسحاب بقية القوات القتالية من العراق وفقاً لما جاء في جولة الحوار الاستراتيجي، وهي خطوة تُرحب بها الأوساط السياسية والحكومية، وتؤكد جديّة الحكومتين الامريكية والعراقية، بتطبيق انسحاب القوات الأجنبية المقاتلة من العراق".

واليوم الاحز، رحّب مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، بخطوة مغادرة قوات OTH التابعة لقوات التحالف في العراق.    

وقال الأعرجي في تدوينة: "نرحب بخطوة مغادرة قوات OTH التابعة لقوات التحالف في العراق، وعودتها إلى قواعدها في الكويت".  

وأضاف، أن "الخطوة جاءت استجابة لمخرجات الحوار الإستراتيجي بين العراق وأميركا، وهي تأكيد لما تم الاتفاق عليه والتزام ومصداقية للطرفين".  

واتفق العراق والولايات المتحدة في البيان الختامي الصادر عن حكومتي البلدين على انسحاب جميع القوات الأمريكية المقاتلة من العراق بحلول نهاية العام الجاري 2021.

واتفق الوفدان، بعد استكمال مباحثات الفرق الفنية الأخيرة، على أن العلاقة الأمنية بين البلدين "ستنتقل بالكامل إلى المشورة والتدريب والتعاون الاستخباري، ولن يكون هناك أي وجود لقوات قتالية أمريكية في العراق بحلول 31 ديسمبر/ كانون الأول 2021"، وفق البيان.

وأبدى مسؤولون عراقيون وقوى سياسية بارزة، ترحيبهم بالاتفاق الذي جرى بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن، الخاص بانسحاب القوات الأمريكية المقاتلة من البلاد نهاية 2021.

وقال الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة عبر "تويتر"، إن "نتائج الحوار الاستراتيجي العراقي الأمريكي مهمة لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة العراقية، وتأتي ثمرة عمل حثيث من الحكومة برئاسة مصطفى الكاظمي، وبدعم القوى الوطنية، وتستند إلى مرجعية الدولة".

بدوره، قال رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في تغريدة على تويتر، إن بلاده "حققت إنجازاً كبيراً" باتفاق انسحاب القوات القتالية الأمريكية وأنها تخطو نحو تحقيق كامل قدراتها، ونجحت دبلوماسيا وسياسيا بإنجاز الاتفاق الاستراتيجي مع واشنطن ضمن متطلبات المرحلة الجديدة".

كما رحّب "تحالف الفتح" (47 مقعدا في البرلمان العراقي من أصل 329)، ويضم أغلب فصائل "الحشد الشعبي" المناهضة لوجود القوات الأمريكية في بيان، بالاتفاق المبرم بين الكاظمي وبايدن، معتبراً في بيان أنه "خطوة إيجابية متقدمة باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة".

فيما شدد زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر على وجوب وقف العمل العسكري لـ "المقاومة" ضد القوات الأمريكية، بالتزامن مع اتفاق الانسحاب الأمريكي.

وطالب الصدر في بيان له بـ"وقف العمل العسكري للمقاومة مطلقا، والسعي إلى دعم القوات الأمنية العراقية من الجيش والشرطة لاستعادة الأمن وبسطه على الأراضي العراقية، وإبعاد شبح الإرهاب والعنف والمتطفلين وأدعياء المقاومة".

ومنذ 2014، تقود واشنطن تحالفا دوليا لمكافحة "داعش"، الذي استحوذ على ثلث مساحة العراق آنذاك، حيث ينتشر نحو 3000 جندي للتحالف، بينهم 2500 أمريكي.

وفي 5 يناير/ كانون الثاني 2020، صوّت البرلمان العراقي لصالح قرار يطالب بإخراج القوات الأجنبية، بما فيها الأمريكية، من البلاد، وذلك بعد يومين من ضربة جوية أمريكية أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس.

وتوضح مصادر حكومية، أن "الانسحاب سيسهم بوقف الهجمات الصاروخية على البعثات والقوات الأجنبية الموجودة في العراق، خصوصاً بعد إعلان كتائب سيد الشهداء وقف الهجمات الصاروخية ضد القوات الأمريكية، بعد تهدئة طلبتها منها الحكومة".

8-08-2021, 19:34
العودة للخلف