المحايد/ أمنيات
تتعرض القوات الأمنية العراقية ومنازل عناصرها، في قضاء الطارمية شمال بغداد، بشكل متكرر، إلى اعتداءات وهجمات مستمرة من قبل عناصر تنظيم داعش، توقع العديد من الضحايا بين قتيل وجريح.
ورغم استمرار العمليات العسكرية لقوات الأمن في المنطقة، إلا أن طبيعتها الجغرافية، تزيد من صعوبة مهمة السيطرة بشكل تام على أمن القضاء.
وقال رئيس الجمهورية برهم صالح في تغريدة على حسابه في تويتر، إن "دماء الجيش والبشمركة والحشد الشعبي اختلطت في بغداد وكركوك وديالى لصد محاولات الإرهاب أستهداف أمننا".
ويوم الاثنين الماضي، قالت خلية الإعلام الأمني العراقية، إن قوات عسكرية مشتركة تمكنت من قتل "الإرهابي عمر جواد المشهداني"، في قضاء الطارمية بعد نصب "كمين محكم".
وقال بيان للخلية، إن "قوة مشتركة من جهاز الأمن الوطني والفرقة السادسة والحشد الشعبي في الطارمية، نفذت الكمين".
وأوردت وكالة الأنباء العراقية (واع) أن القتيل "كان مسؤولاً عن نقل الانتحاري إلى سوق الوحيلات"، الشعبي في بغداد، الذي شهد تفجيرا أودى بالعشرات أول أيام عيد الأضحى.
وفي الخامس من أغسطس الجاري، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، القبض على أحد قياديي تنظيم داعش في قضاء الطارمية.
وقال رسول، حسب بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (واع): "القيادي في داعش اعترف أثناء التحقيق، بوجود أكداس للعتاد في قضاء الطارمية، تم العثور عليها من قبل عناصر جهاز مكافحة الإرهاب بدلالته".
وأضاف أنه "قيادي في ما يُسمى ولاية شمالي بغداد، وكان يعمل في مناصب عدة، منها كناقل للإرهابيين الانتحاريين"، دون ذكر اسمه.
ماذا يقول الأهالي؟
يبدي الكثيرون من أهالي قضاء الطارمية، تعرض مناطقهم إلى "تغيير ديموغرافي بذريعة طرد الإرهاب".
يقول حازم حامد، وهو أحد وجهاء الطارمية "منذ الحرب الأهلية ليس هناك أسوأ مما نمر به اليوم. إذ يوجد تحريض مستمر ضدنا من قبل جهات تريد النيل من وحدة الصف العراقي، وهناك جهات تريد تحويل الطارمية إلى مركز جديد للعمليات الخاصة بها مثل الحال الذي عليه مناطق جرف الصخر الآن".
"كل أبناء الطارمية مع الدولة، ويداً بيد مع جهاز مكافحة الإرهاب وبقية التشكيلات الأمنية، التي تريد إنهاء خطر الإرهاب في القضاء، والقبض على المجرمين الإرهابيين وجميع من يتواطأ معهم، لاستهداف الارتال الأمنية والضباط والمنتسبين بالقضاء"، يؤكد حامد.
أين وصل "فوج الأهالي"
يقول فهد عبدالله الدليمي، وهو شيخ عشيرة في الطارمية ومن الشخصيات التي حضرت اجتماعاً بين القيادات الأمنية وأهالي المنطقة: "أخبرنا مسؤول أمني كبير، بأن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يريد تشكيل فوج أمني خاص بأهالي القضاء، لكي يساهموا مع العمليات المشتركة بإدارة أمنه".
ويضيف"المسؤول نفسه أبلغنا أن ما يحول دون المضي بتشكيل الفوج، إقرار الموازنة، لكن الموازنة أقرّت منذ أشهر، وحتى الآن لم نلمس أي خطوة جدية لإشراكنا في الملف الأمني".
ويتابع الدليمي، أن "دعوات استنساخ تجربة جرف الصخر في الطارمية، ليست سوى دعوات طائفية، هدفها سياسي انتخابي، فهناك قوى سياسية، لا تملك رصيداً بين جماهيرها سوى التحريض الطائفي، وتخويفهم من عودة تنظيم داعش بشكل أكثر رعباً مما كان عليه".
"وهذا الأمر بعيد كل البعد عن أهالي الطارمية، الذين يقدمون التضحيات تلو التضحيات في سبيل الحفاظ على وحدة الصف العراقي"، يوضح الدليمي.
ويطالب أهالي العاصمة بغداد بـ"عدم الاستماع إلى الأصوات الطائفية، وزيارة القضاء متى شاؤوا ليروا أهالي الطارمية على حقيقتهم".
ويبدي الدليمي أسفه حول ما يتم الترويج له بأن أهالي الطارمية "أبناء دواعش"، لافتاً إلى وجود "مستفيدين" ترسيخ هذه الصورة في أذهان العراقيين.
وقبل نحو أربعة أشهر، قال مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، عن وجود توجيه من قبل رئيس الوزراء بتشكيل "فوج أهالي الطارمية" لحماية مناطقهم من الإرهاب.
وأكد حينها عبر بيان رسمي "اعتزاز الحكومة بأبناء الطارمية"، مشيداً بتعاونهم مع القوات الأمنية.
وقال الأعرجي إن "الطارمية عصيّة على الإرهابيين والمخربين ومن يريد بأهلها سوءا"، داعياً إلى "إشراك أبنائها في الملف الأمني للاستفادة من خبراتهم في المنطقة".