الصفحة الرئيسية / "حالات قتل وأمراض سرطانية وخدمة بائسة".. عن واقع المولدات الأهلية في العراق

"حالات قتل وأمراض سرطانية وخدمة بائسة".. عن واقع المولدات الأهلية في العراق

المحايد/ ملفات


"الجهات المعنية لا تستجيب لشكوانا، حوادث قتل، وأمراض مزمنة، وضوضاء، وتلوث، وأسعار مكلفة، وخدمة سيئة"، تقول إقبال حسين، أثناء وصفها واقع عمل المولدات الأهلية في العاصمة العراقية بغداد. 

ومنذ عقود، حلت المولدات الأهلية محل منظومة الشبكة الوطنية، لإمداد منازل المواطنين بالطاقة، بعد تدهور عمل وزارة الكهرباء، وعجز الحكومات -رغم تخصيص مليارات الدولارات- عن إيجاد حل لمشكلة الكهرباء. 

صيدلاني يقتل بسببها  

في منطقة حي تونس، شمال بغداد، تروي منى العبادي، حادثة أدت إلى مقتل دكتور صيدلاني أمام صيدليته في الحي. 

وتقول "بسبب شجار بين أحد المواطنين وصاحب مولد بسبب رفعه سعر الأمبير الواحد إلى 25 ألف دينار، تطور إلى استخدام الأسلحة النارية، اخترقت رصاصة طائشة جسد الشاب الصيدلاني وأودت بحياته على الفور". 

وتتابع: "كنا نتصور أن المولدات الأهلية في العراق ستكون نعمة، وسيتم دعمها من الدولة، رفقة بحالنا، لكنها مثل كل شيء في هذه البلاد، تحولت إلى مأساة متجددة بيئية وصحية وخدمية". 

ويشكو المواطنون في بغداد، وبقية المحافظات الأخرى، من ارتفاع أسعار الأمبير الواحد، في المولدات الأهلية، رغم الظروف الاقتصادية التي يمر بها العراق، بينما يعزو أصحاب المولدات السبب إلى "غياب الدعم الحكومي لهم، لا بحصص مادة الكاز ولا بالصيانة ولا بأي شيء" يؤدي لزيادة الضغط عليهم.

من جهتها، تؤكد إقبال حسين، وهي موظفة في وزارة التربية، أن "عائلتها تعرضت للإصابة بفيروس كورونا، ولم تستطع توفير المال الكافي للاشتراك الشهري الخاص بأجور المولدات الأهلية بسبب تكلفة العلاج الباهظة، لكن صاحب المولد لم يقبل بتأجيل الدفع وأطفأ التيار الكهربائي على عائلتي". 

وتوضح "تقدمت بشكوى رسمية، لكن أحداً لم يتحرك، وبقيت القضية عالقة، وحين راجعت الدوائر المعنية، لأرى أين وصلت الشكوى، تبين إهمالها ورميها في سلة المهملات من قبل أحد الموظفين المتواطئين مع أصحاب المولدات، الذي يحول دون إيصال أي شكوى ضدهم إلى الجهات المعنية مقابل منحه رشاوى مالية".  

أمراض وضوضاء 

الطبيب في مركز حكومي لعلاج الأمراض السرطانية، باسم علاء (34 عاماً)، يقول لـ(ارفع صوتك)، إن "هناك تلوثاً كبيراً في عموم مناطق العاصمة سببها الأبخرة والغازات المنبعث من المولدات الأهلية". 

ويضيف "وفقاً للتقارير والإحصائيات العالمية، فإن بغداد غير صالحة للعيش البشري، ولأسباب كثيرة، منها انبعاثات المولدات الأهلية، فهي على المدى البعيد تتسبب بأمراض مزمنة وسرطانية، كما أن الضوضاء تؤثر بشكل كبير على العوائل التي تسكن قرب المولدات الأهلية، وقد يسبب لهم مشاكل في التنفس والسمع، وحتى الإدراك خلال مديات ليست بعيدة".   

وكان وكيل وزارة الصحة لشؤون البيئة، الدكتور جاسم الفلاحي، حذر من أن "بقاء عمل المولدات الأهلية بهذه الحالة سوف يؤثر على صحة المواطن بشكل مباشر". 

وقال لوكالة الأنباء الرسمية (واع)، إن "هناك زيادة مطردة في عدد السكان وازدياد متواصل لاستهلاك الطاقة، إضافة إلى تقادم البنية التحتية في قطاع الكهرباء، بالتالي تأثر هذا القطاع بشكل كبير جداً بالوضع الذي يمر به البلد وأنتج ظروفاً أفرزت المولدات الأهلية". 

وتابع الفلاحي أن "الحاجة الماسة إلى وجود الطاقة دفعت الناس للجوء إلى المولدات الأهلية".

 

وأكد أن "اللجوء الى الطاقات المتجددة واستدامتها وتشجيع الناس على استخدام الطاقات المتجددة خصوصا الطاقة الشمسية، سيخفف من الضغط الكبير على منظومة الشبكة الوطنية عدا عن إشاعة ثقافة الترشيد". 

وبيّن الفلاحي: "نحن نعاني من شيوع ثقافة الهدر ليس فقط على مستوى الكهرباء، إنما على مستوى المياه وعلى كل المستويات، وتعزيز مثل هذه الثقافة يتطلب تعاون جميع الجهات خصوصاً المنابر الإعلامية والثقافية والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، وهي مسؤولية مجتمعية أكثر من كونها مسؤولية حكومية". 

14-08-2021, 22:24
العودة للخلف