المحايد/ ملفات
"مشاهد تشويه صور النساء المنتشرة في أفغانستان، وإجبار الفتيات الكبار منهن والصغار على ارتداء الحجاب بصورة لا تظهر من المرأة سوى ظلها، والتلويح بالقصاص من المخالفين، هي مشاهد ولحظات عشناها في جانبي الموصل الأيمن والأيسر، حين اجتاحنا أبشع تنظيم إرهابي رأيته في حياتي"، تقول سلوى حنون (45 عاماً)، والعاملة في إحدى منظمات المجتمع المدني، في نينوى شمال العراق.
وتضيف: "لا أحد يشعر بما تعانيه المرأة الأفغانية من غير المؤمنات بالفكر المتطرف، سوى من عاش ضمن حكمهم الإرهابي، فداعش وطالبان وجهان لعملة واحدة".
رعب من تكرار التجربة
وداخل غرف الدردشة في "كلوب هاوس"، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تبدي العديد من نساء الموصل وسنجار والأنبار وغيرها من المناطق التي عاشت تحت سيطرة داعش، آراءهن حول ما يجري في أفغانستان، بعد الانسحاب الأميركي.
تقول الناشطة بشرى الدليمي "هناك رعب جديد يسيطر على قلوبنا، نحن نساء نينوى وصلاح الدين والأنبار، وكل المناطق التي عاثت فيها داعش رعباً وفساداً، ولا نريد أن يكون الحكم متشدداً متطرفاً طائفياً، فكلنا في عراق واحد، والجميع ينتمي لهذه الأرض".
وتضيف الدليمي (34 عاماً): "حرمنا داعش من أبسط حقوقنا، وتاجر بالأيزيديات ومن غير المسلمين، وتعامل مع النساء من المسلمات كما لو أننا في زمن العبودية، وهذا أمر يجلعنا نعيش حالة رعب مع أي توجه جديد لصعود الحركات المتشددة والمتطرفة".
ومن سنجار تقول الأيزيدية نادية سمير (23 عاماً): "ستكون هذه الأيام هي الأصعب على نساء أفغانستان حتى المنسجمات منهن مع فكر حركة طالبان المتشدد، فهم لا يعطون للمرأة أية كرامة، ويعاملونها كما تعامل الحيوانات، وهذا ما عشناه في سنجار، قبل أن نهرب نحو الجبل".
وتضيف أثناء نقاش في غرفة دردشة "لا أريد سوى إبعاد شبح عودة داعش، وبالتأكيد فإن القوات الأمنية والعراقيين متكاتفون أكثر من أي وقت مضى، وسيمنعون أية محاولة لإعادة داعش أو الحركات الإرهابية إلى الواجهة مجدداً، وبغير ذلك فإن الأمر سيكون صعب جداً".
في هذا السياق، يقول المحلل الأمني سجاد عبدالحسين: "العراق يسعى إلى إنهاء أي وجود للتنظميات الإرهابية داخل البلاد، ومن خلال مؤتمر بغداد الإقليمي المرتقب ستكون هناك جولات حوارية بخصوص مساعدة العراق في القضاء على بقايا داعش، ومساعدة القوات الأمنية في إحكام سيطرتها على الجبال والوديان والمناطق الصحراوية ذات الطبيعة الجغرافية الصعبة التي يتخذ منها عناصر داعش مقاراً لهم".
الكاظمي: لن تتكرر المأساة
وخلال زيارته الأخيرة لقضاء سنجار، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للأهالي، إن "الدم العراقي لن يكون رخيصاً أبداً، والدولة ستدافع عن أبنائها".
وأكد الكاظمي متحدثاً إلى جمع من أهالي قرية كوجو الأيزيدية "إننا اليوم بينكم لنستذكر جرائم داعش، وما سببته من آلام، لكن هذه الآلام ستقوينا في مواجهة الإرهاب، مثلما ستقوي روابط الدم بين كل العراقيين".
وأضاف "لا شيء سيثنينا عن بناء وطننا، واحترام تعدديته السياسية، والإثنية، والدينية".
من جهته، قال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، في تصريح لوكالة الانباء العراقية (واع): "العراق يختلف عن أفغانستان لأن هناك إمكانيات وقدرات وقوات أمنية موجودة في أماكنها، وتقاتل تنظيم داعش".
وقلل من أية خطورة قد تكون مماثلة للسيناريو الأفغاني، مذكراً بالمواقع التي سلمتها القوات الأميركية إلى القوات العراقية، التي عكست قدرة القوات العسكرية العراقية بعد عام 2014".
وأضاف الخفاجي، أن " عمل المجتمع الدولي مع العراق فقط في مجال الاستخبارات والضربات الجوية والاستطلاع الجوي، لكن على الأرض القوات العراقية هي الموجودة".
"وما تحقق من انتصار في الطارمية مؤخراً أو في صحراء الرطبة وغيرها، تأكيد جازم على سرعة الحسم وتطور القدرات العسكرية" تابع الخفاجي.
وأوضح أن " سيناريو أفغانستان لا يمكن أن يطبق في العراق لأسباب مختلفة، من بينها وجود العشائر ورفض المناطق المحررة عودة تنظيم داعش ومنع تواجده من جديد في العراق".