الصفحة الرئيسية / رغم مرور عامين على الوباء.. العراق يفشل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأوكسجين

رغم مرور عامين على الوباء.. العراق يفشل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأوكسجين

المحايد/ بغداد
في 19 أغسطس الجاري، أعلنت هيئة الجمارك، دخول 56 صهريجاً محملاً بالأوكسجين الطبي عبر مركز جمرك سفوان الحدودي. 
وفي بيان لها اطلع عليه "ارفع صوتك"، قالت الهيئة "تم تسهيل دخول 56 صهريجاً محملاً بمادة الأوكسجين الطبي، عبر مركز جمرك سفوان الحدودي للفترة من 8/13 ولغاية 8/19 بعد إكمال الإجراءات الجمركية". 
وأضافت أن "هذه الصهاريج دخلت لصالح وزارة الصحة لرفد المستشفيات بالأوكسجين لمواجهة جائحة كورونا فايروس ". 
ومنذ بداية تفشي فيروس كورونا، تداول عراقيون على مواقع التواصل، مقاطع فيديو وصور، تظهر مشاكل بعض المستشفيات في توفير الأوكسجين لمرضى كوفيد-19، واضطرار الكثير من ذوي المصابين إلى شراء أسطوانات الأوكسجين من السوق السوداء، أو حجرهم داخل منازلهم، خوفاً من عطل منظومات الأوكسجين، كما حدث في بعض المستشفيات، مسبباً حدوث وفيات بين الحالات الحرجة. 
 

"أيادٍ خفية"

يقول الطبيب سمير سالم، العامل في أحد مشافي العاصمة الأهلية، إنه ترك العمل في المشافي الحكومية، لأنه "لا يريد أن يكون شاهداً على ما يجري داخلها، خصوصاً أنه تخرّج حديثاً من كلية الطب".
ويضيف لـ"ارفع صوتك": "أتفق مع كل من يقول إن النظام الصحي ميت سريرياً، ويحتاج  إعادة هيكلة، من مبنى الوزارة ومكتب الوزير حتى غرف أصغر موظف حكومي تابع للصحة في آخر نقطة حدودية".
"فالفساد والفوضى وعدم إسناد المواقع للكفاءات، أنهك النظام الصحي وأدى إلى هروب جماعي للمرضى نحو مستشفيات كردستان والبلدان المجاورة"، يتابع سالم. 
ويوضح: "أبسط مثال على ذلك عدم تحقيق اكتفاء ذاتي لمادة الأوكسجين للمستشفيات الحكومية حتى الآن، حيث توجد مستشفيات عديدة داخل وخارج بغداد، تعاني نقصاً حاداً في توفير أسطوانات الأوكسجين للمرضى، خصوصاً لمن يعاني مضاعفات كوفيد-19". 
من جهتها، تقول الدكتورة الصيدلانية سهى جابر، لـ"ارفع صوتك": "أعرف أطباء دفعوا من جيبوهم واشتروا أسطوانات الأوكسجين من السوق السوداء، نتيجة امتلاء المستشفيات بالمرضى وعدم استطاعة الحكومة تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأوكسجين". 
وتؤكد جابر: "الفساد نخر كل شيء". 
وتعلن مديرية الدفاع المدني، بين الحين والآخر، إخماد حرائق داخل تنشب داخل معامل لإنتاج أسطوانات الأوكسجين في بغداد وعدد من المحافظات الاخرى.  
ويعتقد كل من سالم وزميلته جابر، أن "هناك أيادٍ خفية بالنسبة لهما وللمواطنين ومعروفة لدى أصحاب القرار، تعرقل أي جهد لإعادة تشغيل المعامل الخاصة بإنتاج الأوكسجين، ويتم محاربة وابتزاز وتهديد كل من يخطو خطوة نحو إعادة الحياة للنظام الصحي في العراق". 
وفي تصريح نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أكد المكلف بإدارة وزارة الصحة هاني العقابي، أن "معامل الأوكسجين لا تستطيع أن تكفي الحاجة في ظل تزايد الإصابات بكورونا". 
وعبر بياناتها وتصريحات مسؤوليها ومتحدثيها، تعلن وزارة الصحة باستمرار، استيراد الأوكسجين من تركيا وإيران ودول أخرى لتلبية حاجة المستشفيات لها. 
وفي عام 2016، تأسس معمل لإنتاج الأوكسجين في العاصمة بغداد لرفد مدينة الطب بـ7 آلاف لتر يومياً.
كما تشدد اللجنة العليا للصحة والسلامة، باستمرار، على "ضرورة دعم معامل إنتاج الأوكسجين وتأمين خزينٍ مركزي منه لوزارة الصحة، وتوسعة خزانات الأوكسجين في مستشفيات ومراكز العزل كافة، بالإضافة لإنشاء معامل إنتاج أوكسجين وفتح باب الاستثمار وتسهيل الإجراءات بشأن ذلك".
وتعليقاً على ذلك، يقول سالم "لم يحدث أي تغيير إلا بمستويات بطيئة جداً تكاد لا تذكر". 
 

الصناعة: لدينا خطط  

وفي وقت سابق أعلنت وزارة الصناعة، عن خطط لتأهيل المعامل المتوقفة بهدف زيادة كميات الأوكسجين الطبي، مؤكدة قدرتها على تلبية حاجة المستشفيات والمواطنين. 
وقال المتحدث باسم الوزارة مرتضى الصافي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "هناك خططا لزيادة الإنتاج، خاصة بعد التوجيهات الوزارية بالاستمرار في العمل على مدار الساعة، وبالطاقات القصوى للمعامل المنتجة للأوكسجين الطبي عالي النقاوة".
وأضاف أن "الوزارة وشركاتها المعنية تسعى إلى مضاعفة إنتاج الأوكسجين من خلال خطتين: الأولى تأهيل المعامل المتوقفة وتطوير المعامل العاملة، والثانية الدخول بمشاركة مع القطاع الخاص لإقامة معامل جديدة".
وتابع الصافي، أن "شركات الوزارة والمعامل التابعة لها، قادرة على تلبية الطلبات اليومية للمستشفيات والمواطنين في عموم المحافظات، وهي تعمل جاهدة لتلبية الحاجة اليومية إلى جانب قيام شركات الوزارة الأخرى الساندة بإعارة أسطوانات الأوكسجين المتوفرة لديها للمستشفيات، التي تعاني نقصاً في أسطوانات الغاز".
وأوضح أن هناك خمسة معامل لإنتاج الأوكسجين في الوزارة، تابعة لشركة الزوراء العامة والشركة العامة للصناعات الكهربائية والإلكترونية والشركة العامة للصناعات الفولاذية ومصنع بغداد للغازات الطبية التابع لشركة أدوية سامراء، إضافة لمعامل ومحطات أوكسجين في شركة ابن ماجد والشركة العامة للحديد والصلب.
كما ستدخل معامل جديدة العمل قريباً من خلال إعادة التأهيل أو إنشائها حديثاً، حسب الصافي.
27-08-2021, 14:09
العودة للخلف