في كل مرة يعدل زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، عن القرارات التي يتخذها حول دوره في العملية السياسية ودور جمهوره الواسع، يحدث انقسام في الآراء بين المتابعين للشأن السياسي.
وأعلن الصّدر، الجمعة، عودته للانتخابات البرلمانية، بعد أن قرر في منتصف يوليو الماضي، مقاطعة الانتخابات.
ومن المؤمل أن تجري الانتخابات البرلمانية بقانونها الجديد بالدوائر المتعددة وفق النسب السكانية، في أكتوبر المقبل، وسط خشية شعبية من حدوث عمليات تزوير كبرى كما حدث سابقاً.
"حيثما يريد كيفما يريد"
وقبل يوم من خطاب الصدر الأخير من مقر إقامته في مدينة النجف، حيث أعلن العودة، نشر أنصاره عبر مواقع التواصل، عبارات متشابهة تخوّل الصدر بإدارة شؤونهم السياسية والدينية والاجتماعية، في إشارة إلى أنهم باقون معه سواء شارك في الانتخابات أو قاطعها.وعلى نطاق واسع انتشر التعهد الذي تبناه أتباع التيار الصدري، وتضمن عبارات: مثل "اني المواطن (....) أخول سماحة السيد مقتدى الصدر في كل شؤوني السياسية والوطنية والدينية وأكون معه حيثما يريد وكيفما يريد".
وقال الصّدر في خطابه المتلفز، أمس الجمعة "أنا أراهن أولا على طاعتكم المعهودة دوما في الشدة والرخاء، وفي أي قرار أتخذه مهما كان، لذلك فإنني على يقين أننا وإياكم أيها الأحبة سنخوض تلك الانتخابات بعزم وإصرار لا مثيل له لإنقاذ العراق وإصلاحه من الاحتلال والفساد والتطبيع والتبعية".
وأضاف "أجد نفسي محتاجا إلى وقفتكم معي لكي تطبق ورقة الإصلاح، من خلال وقفاتكم المليونية في ساحات التظاهر تارة، وفي قبة البرلمان تارة أخرى، لكي نثبت للجميع بأننا الكتلة الأكبر التي لم يعهد العراق مثيلا لها لا سابقا ولا لاحقا، بشرط طاعتكم والتزامكم بضوابط المشرفين على مشروع الانتخابات بلا تشكيك، وسيكون كل فرد منكم لسانا ناطقا بالدعاية الانتخابية الإصلاحية".
تعقيباً على ذلك، يرى الباحث السياسي الحسن ناظم، أن "الانتخابات كانت تتجه صوب التأجيل لولا عودة الصدر إليها، فالجميع كان متخوفاً من نتائجها بسبب مقاطعته لها".
ويضيف، أن هذه العودة "أنعشت النظام السياسي القائم من جديد، بعد أن أوشك على الوصول لمراحله الأخيرة بسبب النقمة الشعبية الكبيرة التي ترفض بقاء الأحزاب متربعين على حكم العراق، وتجلى هذا بوضوح خلال تظاهرات أكتوبر التي دعت إلى تغيير شامل في العملية السياسية".
وبالمجمل، فإن قرار زعيم التيار الصدري، بالعدول عن مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة لقي ترحيباً سياسياً واسعاً.
تحالف الفتح قال، عبر الناطق باسمه النائب أحمد الاسدي "نرحب بعودة الصدر وعودة التيار الصدري إلى المشاركة في الانتخابات المبكرة".
أما الحزب الديمقراطي الكردستاني، فقد علق بالقول إن "التيار الصدري شريك مهم في العملية السياسية"، مؤكداً أن "هناك محاولات لتقريب وجهات النظر مع من أعلن مقاطعة الانتخابات".
فيما وصف تحالف القوى العراقية، رجوع الصدر للانتخابات بـ"عودة صوت الإصلاح للعملية الانتخابية".