المحايد/ بغداد
أعلنت مكافحة إجرام بغداد، الأحد، إلقاء القبض على قاتل الشابة العشرينية نورزان الشمري، مشيرة في بيان مقتضب، إلى أن "القاتل من أقارب الضحية".
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن: "بعد جهود ميدانية وجمع المعلومات، ومن خلال المتابعة المستمرة وتشكيل فريق عمل مختص واأخذ الموافقات القضائية، تمكنت مديرية مكافحة إجرام بغداد، من إلقاء القبض على قاتل المرحومة نورزان)".
وأضاف أن دافع القتل "مشاكل عائلية"، موضحاً "المتهم هو من قام بطعنها والمتسبب الرئيسي في وفاتها، بالتعاون مع اثنين من أولاد عمها، وما زال البحث جار عنهما، بعد أن توصلت القوات الأمنية لمعرفة هويتهما".
وتابع معن، أن "الجاني اعترف بجريمته بقتل شقيقته، واتخذت بحقه الإجراءات القانونية اللازمة".
"لا أمان"
"حتى لو تم القبض على قاتل نورزان، فإن محادثات الناشطات والنساء عموماً في غرف الدردشة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد أن لا أمان في بغداد، وأن القتلة يصولون ويجولون كيفما شاؤوا ومتى شاءوا"، يقول الناشط المدني إسماعيل صبري.
ويضيف لـ"ارفع صوتك": "ننتظر إجراءات أكثر صرامة، وملاحقة المتحرشين والمغتصبين المنتشرين بصورة مرعبة في أغلب مناطق البلاد دون أن يلحظهم أحد".
ندى محسن (29 عاماً)، العاملة في أحد المولات التجارية وسط بغداد، تقول "منعوني أهلي من العمل خلال ساعات المساء، وهددوني بمنعي من الوصول إلى محل عملي في منطقة الكرادة بشكل دائم، إن لم أستجب لهم".
وتوضح: "منذ سماعهم بمقتل نورزان، وعائلتي تعيش حالة قلق، كوني منفصلة عن زوجي ولدي معه مشاكل كثيرة، ما دفع والدي لتخصيص سيارة تقلني إلى مكان عملي وتعيدني إلى المنزل قبل حلول الليل، خشية تعرضي للمصير ذاته".
وتتابع ندى: "لا أمان في بغداد، ولا أحد يستطيع ضمان ساعات حياته، هذه حقيقة يجب أن يعترف بها المسؤول الأمني والمواطن وصاحب القرار.. بغداد لم تعد آمنة".
تشارك سهى العبايجي (26 عاماً)، ندى ذات الرأي، قائلة "أمر بنفس المشكلة مع أهلي أيضاً، وعملي شبه مهدد، بسبب ما تسمعه عائلاتنا من حوادث قتل واغتصاب وسرقة وتحرش بحق النساء، خصوصا اللائي يخرجن بمفردهن ويتعاملن بصورة طبيعية مع الجميع".
وتضيف لـ"ارفع صوتك": "الفتاة التي تسير وحدها، بنظر بعض الشباب والمراهقين، صيد سهل للتحرش والسرقة، وحتى الاختطاف ومساومة عائلاتنا على دفع مبالغ طائلة مقابل إطلاق سراحنا، لذلك بالفعل فإن بغداد تحتاج إلى قرار أمني مجتمعي قبل الحكومي".
في بابل أيضاً...
في نفس السياق، تقول نور حامد لـ"ارفع صوتك"، معلقة على ما نشره جهاز الأمن الوطني بخصوص "صائد النساء" في محافظة بابل: "هذا لا يعقل، شخص بكامل قواه العقلية يؤسس لصفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليستدرج عبرها النساء ويقوم باغتصابهن، ورميهن، دون أن تكون هناك أي متابعة أمنية".
وتضيف الطالبة الجامعية "برأيي فإن سكوت النساء ممن يتعرضن للاغتصاب والتحرش والاعتداءات الجنسية يفاقم الحالات، وهذا أمر مبرر أيضاً، لأن أي فتاة تواجه ذلك،تسكت خوفاً من انتشار الخبر، وتحوّل القضية إلى فضيحة مجتمعية وعشائرية، ما يهددها بشكل رئيسي".
ويوم الأربعاء الماضي، بعد ساعات من انتشار خبر مقتل نورزان الشمري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نشر جهاز الأمن الوطني، جزءاً من اعترافات متهم باغتصاب عدة نساء في محافظة بابل، بعد استدراجهن عبر فيسبوك"، من خلال إيهامهن بتوظيفهن.
ويظهر مقطع مصور نشره إعلام الجهاز، عناصر أمن أثناء مداهمتهم منزلاً في بابل ليلاً، واعتقال رجل مموّه الوجه، ثم يعترف كيف استدرج سبع نساء بعد إيهامهن بأنه يبحث عن عاملات، ويطلب منهن المجيء إلى بستان بمنطقة نائية في ساعات المساء، وهناك يقوم باغتصابهن.
وتحدثت امرأة ظهرت في المقطع المصور، عن تعرضها للاغتصاب، موضحة "ساورني الشك عندما قدمت للوظيفة، وحين التقيت المتهم، هددني بالسكين، كما أخذ جهاز الموبايل من حقيبتي، وسرق نقودي ثم اغتصبني".
وتابعت "بعد هذه الحادثة، قمت بتقديم شكوى إلى جهاز الأمن الوطني، وبدوره ألقى القبض على الجاني".