الصفحة الرئيسية / مقال: تقدم والحراك الانتخابي.. تنظيم عالٍ ومنضبط

مقال: تقدم والحراك الانتخابي.. تنظيم عالٍ ومنضبط

علاء الخطيب  

المتابع للحراك الانتخابي في العراق يرى بوضوح ان مشروعاً واضحاً نشطاً فعالاً  يتحرك في الساحة السياسية، مشرعاً لا يحسب حسابات الربح والخسارة في الانتخابات القادمة فحسب، بل  هو مشروع  دولة يخطط لمستقبلها على كل الصعد ، السياسية والثقافية ، والعلاقات الخارجية  ، وبناء واعمار ومشاريع  وزيارات ميدانية ، وتواصل مع الجمهور  ، همة عالية وحركة دؤوبة بدءً من الكوادر  الشعبية حتى رأس التنظيم  المتمثل بالسيد محمد الحلبوسي .

 وسواء اتفقت معه او اختلفت ، فهذا لا يغير من الحقيقة شيء، وهي ان " تقدم " في تقدم . 

 التنظيم العالي والمنضبط يعكس صورة تحمل كماً هائلاً من التفاؤل في ولادة جديدة لجيل جديد من السياسيين. 

 أهم ما يميز "تقدم "  ويميزهم هو  قدرتهم على التواجد بين الناس والتواصل معهم ، وكذلك تحويل الشعارات الى مشاريع تتحرك على ارض الواقع  ، فرئيس مجلس النواب الذي يتزعم المشروع ، يكاد لا يهدأ وهو يتجول في المدن وبين قواعده الشعبية، فأما تراه زائراً او مزوراً ، يجلس مع الناس ومع شيوخ العشائر  يتحدث للشباب، وللاطفال للنساء والرجال. 

 يرى فيه العراقيون سياسياً كسر حواجز التكبر، و رفض الجلوس في المنطقة ، فمن الموصل الى الانبار ومن الانبار الى صلاح الدين  ومنها الى واسط  ومن هناك الى شوارع العاصمة،  لقاءات مستمرة ونشاط متواصل قل نظيره بين اقرانه من السياسيين.

 ففي غضون فترة وجيزة  يثبت  هذا الحزب  وزعيمه القدرة على تحويل الشعارات الى واقع ملموس، فشوارع الرمادي والفلوجة وصلاح الدين تشهد، ان هناك متغيرات كبيرة حصلت على صعيد البناء والاعمار والخدمات، رغم التحديات والمعوقات ، فهناك الى جانبها عزيمة واصرار  على العمل. 

 ووعود في مناطق اخرى  تأخذ بنظر الاعتبار، لان هناك تجربة ماثلة للعيان في نجاحها . 

 فلو راجعنا نسبة البطالة في الانبار عام 2019   وهي معقل " تقدم " لشاهدنا ان 60%  من سكان المحافظة  كانوا يعانون من عدم توفر فرص عمل اهم , وخصوصا الخريجين ، لكن الحال تغير وهبطت النسبة بشكلٍ كبير ، بالاضافة الى ان الانبار كانت من اكثر المناطق خطورة واشدها  سخونة حتى سنوات قريبة،    

لكن الأنبار اليوم تجذب المستثمرين والعمال، وتحاول ترميم اقتصادها وازدهارها . وتقف عوامل عديدة وراء هذا التحول،  منها الاستقرار الأمني وحكمة مسؤوليها التي   ساهمت في انتقال هذه المحافظة الى منطقة جاذبة للعمل والمشاريع.

ولابد لنا ان نؤشر الى نقطة ٍ مهمة، ومتميزة في مسيرة " تقدم " وهي نبذ الخلافات الجانبية وتصفير المشاكل مع الفاعلين في العملية السياسية ، منا كرس كل قوة الحزب وكوادره للبناء والتواصل . فليس هناك تصريحات متوترة او مأزومة تصدر من الحزب او من زعيمه ، وان صدرت مثل هذه التصريحات، او الافعال نرى ان هناك قدرة على تجاوزها   وتداركها وحلها بالطرق الودية ، وهذا يؤشر الى حكمة وتروٍ سياسي . 

 ان اهم ما يميز  السياسي الناجح هو قدرته على امتصاص المشاكل، وتغليب المصلحة العليا على المصلحة الذاتية . 

من هنا نجاح تقدم  يكمن في هذه النقاط التي ذكرناها.

 هذا الحراك الانتخابي سيأتي أُكله ويحقق نتائج باهرة في الانتخابات القادمة، بل سيفرض رؤيته  على شركائه كنموذج ناجح ومقبول .

31-08-2021, 13:27
العودة للخلف