الصفحة الرئيسية / العراق: الأقليات الدينية "خائفة" من انسحاب القوات الأمريكية.. لماذا؟

العراق: الأقليات الدينية "خائفة" من انسحاب القوات الأمريكية.. لماذا؟


المحايد/ ملفات

تتخوف الأقليات الدينية من انكماش حضورها وزيادة نشاطات الجماعات المتطرفة والمليشيات وسيطرتها على زمام الأمور في البلد، بعد انسحاب القوات الأميركية المرتقب من العراق، نهاية العام الحالي. 

 

وأثارت سيطرة حركة طالبان على أفغانستان وانهيار الحكومة الأفغانية في فترة قصيرة، مخاوف الشارع العراقي خاصة الأقليات من تكرار المشهد نفسه في بلادهم، وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية، وتنامي الصراعات بين الأطراف السياسية وارتفاع حصيلة العمليات المسلحة خلال الأشهر الماضية.

 

ويقول "سيواجه العراق جملة من التحديات، أبرزها أمنية تتمثل في وجود داعش ومسلحي حزب العمال الكردستاني، والتهديدات التي تشكلها دول المنطقة على العراق، في مقدمتها التهديدات الإيرانية والتركية والتدخلات الخارجية بشكل عام".

 

يقول الناشط المسيحي المختص بحقوق الإنسان والأقليات، كامل زومايا، إن أكثر ما يثير مخاوف الأقليات في العراق "مدى إمكانية وقوة الدولة في حمايتها".

ويضيف أن "مستقبل الأقليات مرهون باعتماد الدولة على مسألة المواطنة في تعاملها مع كافة أطياف العراق ومدى تطبيق القانون، لكن للأسف الشديد الرؤية غامضة ولها أبعاد قاتمة".

 

ويرى أن "الحكومة ما زالت تواجه تحديات عدة، منها المليشيات المنفلتة واستشراء الفساد، كما لا يزال قتلة النشطاء والمتظاهرين طلقاء، والتغيير الديمغرافي في مناطق الأقليات مثل سنجار وسهل نينوى وتقطيع أوصالها مستمراً".

 

"كل هذه المشكلات، أسباب طاردة وليست جامعة للأقليات في العراق"، يتابع زومايا.

ويعرب عن خيبة أمل الأقليات بالمجتمع الدولي، مشيرا إلى أن أبناءهم، وفي مقدمتهم المسيحيون والأيزيديون، لم يروا حتى الآن أي مؤشر يؤكد أن المجتمع الدولي مهتم بمستقبلهم في العراق، ولا يوجد إشارة في الأفق على أي اهتمام بهم.

وتتفاقم مخاوف الأقليات في العراق مع زيادة الهجمات المسلحة لتنظيم داعش، مقابل اتساع رقعة سيطرة المليشيات الموالية لإيران على غالبية مفاصل الدولة وتحكمها بالملفات الأمنية والاقتصادية والسياسية للبلد، وإعاقة الخطوات التي تتخذها الحكومة لإعادة الحياة لمدن مثل سنجار ومناطق سهل نينوى.

 

وفي تصريح سابق، منتصف أغسطس الماضي، دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، المهاجرين من المسيحيين وبقية الأقليات، إلى العودة للبلاد، مؤكداً تقديم كامل الدعم لتسهيل هذه العودة والاستقرار.

 

من جهته، يقول الباحث في حل النزاعات وبناء السلام خضر دوملي، "الأقليات هي الفئة الهشة الضعيفة في العراق التي ستكون هدفاً للجماعات المسلحة، لذا تضاعفت مخاوفهم بعد أحداث أفغانستان".

 

ويوضح أن هذا "يتطلب تحركا دولياً، للأخذ بنظر الاعتبار أي اعتداءات ستقع عليهم حتى لا يكونوا ضحية كما حصل عام 2014، حين تعرضوا للإبادة والقتل الجماعي وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في العراق".

 

ويدعو دوملي الحكومات المحلية والوطنية، إلى أخذ مخاوف الأقليات بنظر الاعتبار وإعداد برامج خاصة لضمان حقوقهم وحمايتهم وبرامج تمثيلهم السياسي والإداري، حتى يكونوا مشاركين وموجودين في مراكز القرار لمواجهة أي خطر يحدق بهم.

 

"فاستهداف الأقليات استهداف لحضارة وتاريخ البلد، وتصفية أي أقلية لا يعني أن البلد سيكون مستقراً، إنما التخلف والدمار الذي سيستمر طويلا"، يبين دوملي.

 


وعرضت أهم القنوات التلفزيونية في إقليم كردستان، "روداو" و"إن آر تي"، برنامجين عبر شاشتيها، الثلاثاء، كان عنوانهما "هل سيتكرر السيناريو الأفغاني في العراق؟".

وتخشى الأقليات التي تسكن المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان وبغداد من استغلال تنظيم داعش للثغرات الأمنية في هذه المناطق وبسط سيطرته عليها.

 

في نفس السياق، يقول رئيس منظمة "ميثرا للتنمية والثقافة اليارسانية" رجب عاصي كاكائي، إن هذه المخاوف تعود إلى "سيطرة المليشيات غير المنضبطة على الوضع الأمني بعد انسحاب القوات الأميركية، وانكماش حضور الأقليات في المشاركة السياسية الفعالة في مفاصل الحكومة ومجلس النواب".

 

 

4-09-2021, 23:49
العودة للخلف