الصفحة الرئيسية / حصد ثمار مؤتمر بغداد.. قطر تريد "اقتناص" الفرص الاستثمارية في العراق وتسرّع خطواتها!

حصد ثمار مؤتمر بغداد.. قطر تريد "اقتناص" الفرص الاستثمارية في العراق وتسرّع خطواتها!

المحايد/ بغداد

يبدو أن نتائج مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بدأ العراق يحصدها، خصوصاً مع تطور المباحثات بين بغداد وأنقرة بشأن المياه، وتوقيع عقد بين الحكومة وشركة توتال الفرنسية، والآن تعلن قطر عن رغبتها باستثمار الفرص الموجودة في العراق.

وتشهد العلاقات الاقتصادية القطرية العراقية خطوات متسارعة منذ تدشين الخط الملاحي بين البلدين، الأمر الذي انعكس إيجابا على الاستثمارات المشتركة لرجال الأعمال من الجانبين، وقد ازدادت التطلعات لتعزيز هذه الشراكة في أعقاب مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد مؤخرا في بغداد.

السعي المشترك لعلاقات اقتصادية أكثر قوة ترجمتها كلمة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال مؤتمر بغداد بأن بلده لن يألو جهدا في الوقوف إلى جانب العراق، وتقديم الدعم للشعب العراقي ومساندتهم في جهودهم لتحقيق النهضة الشاملة.

وبحسب غرفة قطر، سجل التبادل التجاري بين قطر والعراق نموا كبيرا خلال السنوات الأخيرة خصوصا بعد تدشين الخط الملاحي بين البلدين في أبريل/نيسان 2018، حيث ساهم ذلك في نمو التبادل التجاري بنسبة 28% في العام 2018، ليصل إلى نحو 472 مليون ريال قطري (نحو 129.7 مليون دولار)، وقفز التبادل التجاري في العام التالي لنحو 710 ملايين ريال (195 مليون دولار) بنمو قدره 50% مقارنة بالعام الذي سبقه.

وفي هذا السياق، يقول المدير العام لغرفة قطر السيد صالح بن حمد الشرقي إن الغرفة تسعى إلى تعزيز علاقات التعاون بين قطاعات الأعمال في البلدين، إذ إن الاتفاقية التي وقعتها الغرفة مع اتحاد الغرف العراقية في العام 2019 تستهدف تعزيز التعاون بين الجانبين، وتطوير العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي.

ويشير الشرقي إلى أن العراق يزخر بالعديد من الفرص الاستثمارية التي يمكن لرجال الأعمال القطريين توجيه استثماراتهم إليها، مؤكدا أن مؤتمر بغداد سيسهم في دعم استقرار العراق وإعادة إعماره بما يعيد الجاذبية الاستثمارية للبلاد.

ويرحب المدير العام لغرفة قطر بالشركات العراقية التي ترغب بدخول السوق القطري، لافتا إلى أنه يوجد حاليا نحو 200 شركة قطرية عراقية مشتركة تعمل في السوق القطري في مجالات مختلفة مثل التجارة والمقاولات والصناعة والضيافة والعقارات والخدمات وغيرها، موضحا أن السوق القطري يرحب بمزيد من التحالفات.

ويرى الشرقي أن الخط الملاحي ساهم بشكل كبير في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، كما ساهم كذلك في نقل البضائع والسلع من دول أخرى مثل الأردن والكويت وتركيا وإيران عبر العراق إلى قطر، معربا عن أمله في مواصلة نمو الحركة التجارية بين البلدين في السنوات المقبلة.

وفي هذا الإطار، يقول رجل الأعمال القطري سعد آل تواه الهاجري إن العلاقات القطرية والعراقية شهدت نقلة نوعية منذ العام 2019، حيث شارك الهاجري في الوفد الذي ترأسه وزير التجارة والصناعة علي بن أحمد الكواري، مؤكدا حرص دولة قطر على دعم الدول التي تربطها بها علاقات تعاون على مختلف الأصعدة، ولا سيما العراق بوصفه دولة شقيقة لها أهميتها وموقعها القريب من قطر بما يضمن تبادل المنفعة للجانبين.

ويوضح الهاجري، أن رجال الأعمال القطريين يتطلعون في المستقبل القريب إلى الاستثمار في مجالات البنية التحتية في شمالي العراق تحديدا لما تتميز به من استقرار واستتباب الأمن، مترقبا أن تعم المنفعة على جميع أنحاء العراق.

ويقول إن السوق العراقي غني بالموارد الطبيعية والعديد من المقومات الجاذبة والبيئة الخصبة للاستثمار، مؤكدا أن عين المستثمر القطري على السوق العراقي.

ويشير الهاجري إلى أن الخط البحري قد ساهم كثيرا في تسهيل العمليات التجارية بين قطر والعراق، متوقعا نموها بشكل أكبر مع إضافة المزيد من الخطوط البرية والجوية بين البلدين.

ويهدف مؤتمر "بغداد للتعاون والشراكة" الذي ضم قادة دول في الشرق الأوسط بالعاصمة بغداد، إلى تقليل التوتر في المنطقة في ظل رغبة عراقية في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول الجوار وفتح أبوابها أمام الاستثمارات، وخاصة لإقامة مشاريع في المناطق المتضررة من الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

6-09-2021, 13:01
العودة للخلف